حضر الجمعة الفارط ما يزيد عن 300 رجل أعمال من أكثر من خمس ولايات الندوة التي نظمتها جمعية منتدى المجتمع المدني للمشاركة والتي دعت للإشراف على فعالياتها الوزير الأول الأسبق رئيس حزب حركة «نداء تونس» الباجي قائد السبسي الذي كان مرفوقا بكل من الطيب البكوش الأمين العام للحركة ولزهر العكرمي الناطق الرسمي لها وكذلك سعيد العايدي القيادي بالحزب الجمهوري. ضيق صدور رجال الأعمال بداية الاجتماع كانت مع كلمة عبر من خلالها رجال الأعمال عن كبير انشغالهم من تردّي الأوضاع السياسية في البلاد وانعكاساتها السلبية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لمجمل المواطنين. رجال ونساء الأعمال بينوا من خلال كلمة ألقاها السيد هشام ادريس رئيس منتدى المجتمع المدني أن المؤسسة الاقتصادية ومنذ قيام الثورة تتعرض لجملة من الانتهاكات التي تراوحت بين السرقة والنهب والحرق وتعطيل الأعمال بسبب الاعتصام وقطع الطريق وان المعاناة تواصلت بعد الثورة بسبب التدهور المتواصل للوضعية الأمنية مما أضرّ خاصة بقطاع السياحة الذي قال عنه مهنيوه أنه أضحى قطاعا منكوبا بكل ما في الكلمة من معنى بعد تعدد الأحداث المخلة بالأمن العام وكذلك بسبب أخطاء تسييرية جراء قلة خبرة المسيرين الجدد والتي ادت إلى ارتفاع مشط للأداءات الموظفة على القطاع مما أفقد القطاع الحد الأدنى من التوازن المطلوب على حد تعبير المهنيين. اتهامات باطلة وتضييق بنكهة سياسية كما عرج العديد من رجال الأعمال وبإطناب كبير على ما أسموه التضييق المتعمد على العديد منهم حيث أصبح العديد منهم يشتكي من عديد الاتهامات الكاذبة والمسيسة دون اي تفريق بين من أخطأ ومن لم يخطئ. رجال ونساء الأعمال اعتبروا هذه الوضعية غير مريحة ورأوا فيها عاملا مباشرا للإحباط من عزائمهم وتحجيمهم عن كل نية في الاستثمار وخلق مواطن شغل جديدة من اجل تحقيق أهداف الثورة على حد تعبير البيان الذي تلاه السيد هشام إدريس وسانده فيه عدد هام من الحاضرين. وقد اتفق الحاضرون على أن أبرز شعار للثورة كان «شغل حرية كرامة وطنية» وان هذه المطالب لا يمكن أن تتحقق إلا بتحفيز رجال الأعمال على إعادة بناء الاقتصاد الوطني وخلق أكثر ما يمكن من مواطن الشغل وان ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق المطالب الاجتماعية الملحة والنهوض أكثر ما يمكن بالفئات الضعيفة والمهمشة بسبب تفاقم البطالة. وطالب الحاضرون بضرورة التعجيل بوضع خارطة طريق واضحة للمرحلة المستقبلية وخصوصا على المستوى السياسي من اجل ان تتضح الرؤى ويواصل أرباب الأعمال الاضطلاع بواجبهم في خدمة الاقتصاد الوطني على حد تعبيرهم. الاقتصاد الوطني يسير نحو الهاوية... الباجي قائد السبسي وفي سياق رده على رجال الأعمال الحاضرين والحائرين حقا على مستقبلهم قال انه بعد أن سلم مقاليد الحكم بطريقة حضارية بعد انتخابات 23 اكتوبر كان ينتظر ان تواصل الحكومة ما بدأ فيه وحكومته من عمل كان يهدف لإرجاع الأمور إلى نصابها من حيث استتباب الأمن وتحسين المناخ العام في البلاد المشجع على الاستثمار ودفع عجلة الاقتصاد الوطني. الباجي قال أنه في عهده وعهد حكومته لم ينقطع لا الماء ولا الكهرباء ولم تقع المناداة بقطع الأيادي والأرجل ولم تقع الدعوة لقتل اليهود ولا الدعوة لقتل الخصوم السياسيين على غرار ما حصل ضده ابان «غزوة المنقالة» وغيرها من الاحداث المتواترة التي أثرت سلبا وبصفة مباشرة على سير المؤسسات الاقتصادية والقطاعات الحيوية للاقتصاد على غرار قطاع الفسفاط الذي قال الباجي قائد السبسي ان عائداته تهاوت بما يناهز 2000 مليون دينار خلال سنة 2012 وكذلك القطاع السياحي وهما قطاعان يشكلان رافدين أساسيين للاقتصاد الوطني. وأكد الباجي ان الحكومة الحالية ومنذ توليها مقاليد الحكم بجلت مسائل لا علاقة لها بالثورة ومتطلباتها على حساب خدمة البلاد وخدمة الاقتصاد الوطني وأن المسيرين الحاليين أظهروا قدرا كبيرا من قلة الخبرة مما جعلهم يتخذون العديد من القرارات الخاطئة التي انعكست سلبا على الاقتصاد الوطني. الذي قال عنه الباجي أنه «يسير بخطى ثابتة نحو الهاوية لكن هذه الخطى بقيت ولله الحمد بطيئة بعض الشيء وذلك بفضل تنوع نسيج الاقتصاد الوطني». الباجي قال كذلك ان لدى حزبه العديد من الحلول للخروج من الأزمة الخانقة التي آل إليها الاقتصاد الوطني وان تونس وبقطع النظر عن الانتماء الحزبي لها من الكفاءات المشهود لها القادرة على إعادة بناء اقتصاد تونس لكن سياسة الاقصاء التي تتبعها الأحزاب الحاكمة بقيادة «النهضة» أضحت تلقي بظلالها على حاضر ومستقبل الاقتصاد الوطني. الباجي، أكد كذلك وفي نفس السياق ان قانون الإقصاء الذي وقع تقديمه للمجلس التأسيسي هو قانون يهدد مستقبل تونس ككل ولا يهدد «نداء تونس» على غرار ما وقع الترويج له. ولم يفوت رئيس «نداء تونس» الفرصة دون التأكيد على أن حزبه حزب مفتوح لكل التونسيين دون استثناء بما في ذلك الدساترة والتجمعيون، مؤكدا انه لا مجال للإقصاء بدون تمش قضائي نزيه وشفاف يدين بدون لبس من تعلقت بهم تجاوزات. وختم رئيس «نداء تونس» كلمته بالتأكيد على ان لا سبيل من تجاوز هذا الوضع الصعب إلا بتكاثف جهود كل التونسيين في خدمة الوطن، وأضاف ذلك لن يتوفر إلا بتوفر مناخ سياسي سليم بعيد عن كل احتقان ويقوم على حوار لا يستثني أي طرف.