بداية التحريات في هذه القضية التي ذهب ضحيتها شاب نهاية الأسبوع الفارط بأحد أرياف ولاية سليانة على يد قريبه كان على اثر إعلام ورد على السلط الأمنية مفاده قبول شاب في حالة صحية حرجة لقي حتفه حال دخوله للمستشفى. فتحولت دورية أمنية على عين المكان وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف وكيل الجمهورية وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالمكان بالبحث في ملابسات الجريمة. وقد تبين أنه في يوم الواقعة نشبت خصومة بين الضحية وهو والد القاتل بسبب كمية من الأعشاب أكلتها أغنام المجني عليه الامر الذي لم يرق للطرف المقابل فوقعت مشادة كلامية بين الطرفين سرعان ما تحولت الى تبادل للعنف المادي وتوترت الاجواء الى ان بلغت حد تبادل العنف المادي. وبحكم تفاوت موازين القوى فقد كانت الغلبة للمجني عليه فاغتاظ الطرف المقابل وشعر بالمهانة وعزم على الثأر لنفسه فاستنجد بابنه الأصغر وأعلمه بأن الضحية عنفه فتسلح هذا الاخير بسكين وتوجه إلى مسرح الخصومة وما إن وقعت عيناه على الضحية حتى انهال عليه بسلسلة من الطعنات حتى أغمي عليه وسقط ارضا في بركة من الدماء فاتصل الاب حينها بابنه الأكبر ولنقل المتضرر على جناح السرعة للمستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة غير انه لفظ أنفاسه الأخيرة واثناء سماع أقوال الاب وابنه الأكبر حاول هذا الأخير إبعاد الشبهة عن شقيقه لحمايته غير ان أعوان الامن كشفوا الحقيقة وامكن لهم بعد فترة وجيزة من الجريمة القاء القبض على الجاني الذي اعترف منذ اول وهلة بما نسب اليه وأفاد انه لم يتحمل مشاهدة والدي يهان ويعتدي عليه الضحية فلم يتمالك نفسه وطعنه بسلسلة من الطعنات. أما والد الجاني فقد افاد انه عندما استنجد بابنه لم يكن يتصور ان الامور ستنتهي على هذا النحو المؤلم بل ان غايته كانت فقط تأديب المجني عليه لاسترجاع ولو جزء من كرامته التي أحس انها أهينت. أما المتهم الثالث وهو الشقيق الأكبر الذي تورط في قضية الإيهام بجريمة فقد صرح انه اراد إنقاذ شقيقه من تهمة ستكلفه حياته وارتائ تحت دافع الشفقة على مصير شقيقه أن يصرح أنه القاتل لدفع الخطر عنه ولم تكن نيته متجهة الى تضليل العدالة. وبعد استشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيهم لمقاضاتهم كل من اجل ما نسب إليه.