كان لقوة الزلزال الذي ضرب منطقتي سيستان وبلوشستان الإيرانيتين، والذي بلغت قوته 8 درجات على مقياس ريشتر، أن يثير مخاوف المنطقة خاصة في دول الخليج العربي من تبعات هذه الهزات الأرضية وتأثيرها على المفاعلات النووية التي تتكاثر كالفطر في إيران. وتتعاظم هذه المخاوف بعد إقرار وسائل إعلام إيرانية بوقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة في المنطقتين، وتأثيرهما على عموم الأراضي الإيرانية، فضلاً عن مطالبة المرصد الزلزالي الوطني في طهران بتأسيس غرفة عمليات خاصة تستعد لسلسلة هزات أرضية ستضرب إيران خلال العام الجاري بشكل متوال، وبقوة تصل ل5 – 7 درجات. ففي حصيلة أولية، أكدت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن مقتل 40 شخصاً وإصابة عشرات آخرين إضافة إلى خسائر مادية جسيمة في المباني، مما دفع السلطات الإيرانية إلى إرسال مروحيات لإغاثة المتضررين بمشاركة 30 فرقة إنقاذ لتدارك آثار الزلزال الذي يعد الأقوى منذ 40 عاماً. كما من المتوقع أن يقطع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد جولته الأفريقية، للوقوف بشكل مباشر على عمليات الإغاثة. وأثّر الزلزال على دول الخليج العربي الست كافة، السعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين وعُمان، ووصل مداه إلى مدينة كراتشي الباكستاني وحتى مدينة نيودلهي الهندية، على نحو دفع سكان تلك المناطق لإخلاء المباني وأثار القلق من حدوث هزات ارتدادية أخرى أو وقوع موجات تسونامي. تشرنوبل الإيراني وعلى الرغم من تأكيد الشركة الروسية لمفاعل بوشهر بأن الهزة الأرضية لم تؤثر على أداء المفاعل وغيره من المفاعلات الإيرانية، إلا أن ذلك لم يشكل اطمئناناً بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي التي بدأت تطرح خطة للطوارئ بعد أن ضرب زلزال بقوة 5 درجات منطقة بوشهر الأسبوع الماضي. ويتوقع خبراء في الأمن النووي، أنه في حال وقوع زلزال في بوشهر وغيره من المناطق التي تحوي مفاعلات نووية، فإن أثره لن يكون أقل من أثر كارثة تشيرنوبل في العاصمة الأوكرانية كييف عام 1986. خاصة وأن المفاعلات النووية الإيرانية تفتقر لشروط السلامة والأمان، كما أن أجهزة الطرد المركزي في معظمها قديمة مما يفاقم من خطر تسرب الإشعاع النووي منها. ووفق التصنيف الجيولوجي، تعد إيران من أكثر المناطق النشطة زلزالياً، إذ أنها تتعرض لموجة زلازل قوية كل 5 أعوام