عقدت امس حركة «نداء تونس» ندوة صحفية بمقرها المركزي في البحيرة بالعاصمة , لتوضيح موقفها من الحوار الوطني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية ولانارة الراي العام حول موضوع تعليق المشاركة فيه. وأكد «الطيب البكوش» الأمين العام للحركة في مستهل كلمته ان حزبه خيّر عقد ندوة صحفية لاماطة اللثام عن الاسباب الحقيقية وراء تعليق النداء المشاركة في الحوار الوطني, تجنبا للوقوع في فخ التأويلات الاعلامية... وأوضح البكوش ان الحوار الوطني الذي نادى به رئيس الجمهورية ليس فريدا من نوعه باعتبار أن مبادرته ليست الأولى، وانما سبقتها مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل قبل اشهر والتي غاب عنها حزبا «النهضة» و«المؤتمر من أجل الجمهورية» بتعلة أنهما لا يقبلان الجلوس مع حركة «نداء تونس» إلى نفس الطاولة. و وصف البكوش الشوط الاول من الحوار الذي أشرف عليه الاتحاد بالمبتور نظرا لتغيب عنصرين من «الترويكا» الحاكمة عن فعالياته, وكشف ان الذريعة التي قدمها الطرفان واهية موضحا ان المقصود هو الاتحاد العام التونسي للشغل لا «نداء تونس» قائلا: «الاتحاد هو المعني بالامر وليس نداء تونس , لان حزبنا دعي اليوم الى المشاركة في الحوار في المقابل تم التغاضي عن الاتحاد ...». تعليق المشاركة في الحوار لا مقاطعته وأوضح البكوش ان حركة «نداء تونس» لم تقاطع الحوار الوطني كما اشيع وانما علقت مشاركتها الى حين الاتفاق على بعض المؤاخذات من قبيل تغييب مكونات المجتمع المدني منها الاتحاد العام التونسي للشغل وعمادة المحامين... داعيا الى ضرورة تشريك جميع مكونات الحقل السياسي والمدني نظرا لاهمية القضايا التي ستطرح على غرار تاريخ الانتخابات وطبيعة النظام السياسي وشكل الدستور المرتقب... قائلا: «يجب تشريك جميع الاحزاب من داخل التاسيسي وخارجه اضافة الى المجتمع المدني...». مضيفا: «مشاركة اتحاد الشغل في الحوار الوطني ضرورية نظرا لوجود قضايا وطنية لا يمكن الحسم فيها الا بحضوره ...». و بين البكوش ان تعليق المشاركة يأتي على خلفية عدم استدعاء بعض الاحزاب المكونة للاتحاد من اجل تونس, واستطرد: «لا يمكن تجاهل حلفائنا (الحزب اليساري وحزب العمل التونسي والمسار...) لدينا التزام اخلاقي مع شركائنا...». المجتمع المدني احتضن الثورة والأحزاب أتت لاحقا وأثنى البكوش على مكونات المجتمع المدني وفي مقدمتها الاتحاد العام التونسي للشغل واشاد بالدور الذي لعبته هذه المكونات ابان الثورة قائلا: «المجتمع المدني هو الذي احتضن الثورة بينما الاحزاب اتت في وقت لاحق...»، مبرزا ان تشريك المجتمع المدني ضروري للخروج بقرارات ترتقي الى تطلعات الشعب التونسي. وأبرز الأمين العام لحركة «نداء تونس» أن مشاركة حزبه في الحوار تهدف الى انجاحه من خلال تجميع كل الاطراف إلى طاولة واحدة لانجاح مرحلة الانتقال الديمقراطي وتنقية المناخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي من الشوائب التي التصقت به على امتداد عامين ( العنف وتحزيب الادارة ...) ولتقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء ... قائلا: «لا نجاح للمرحلة الانتقالية الا بالتوافق ولا معنى للاغلبية ولا للصفر فاصل, فحتى الشرعية يمكن ان تناقش اذا تجاوزت المدة الزمنية المحددة ... حريصون على انجاح الحوار الوطني ويجب توفر الارادة السياسية الصادقة, فالتوافق هو الكلمة المفتاح ...». «الاتحاد من أجل تونس» ليس حزبا وأوضح البكوش ان «الاتحاد من أجل تونس» ليس حزبا وانما مجرد ائتلاف بين مجموعة من الاحزاب بصدد التكون , مضيفا ان تنسيقية الاتحاد لم تجمد كما اشيع بل على العكس فان الامناء العامين للأحزاب الخمسة يجتمعون دوريا لمناقشة بعض المسائل الوطنية, قائلا: «التنسيقية لم تجمد, وانما هناك تعليق مؤقت للجنة المتابعة لان القضايا المطروحة تتطلب قرارات على اعلى مستوى... احيانا يوجد اختلاف بين الشركاء ...». وعن امكانية انسحاب «احمد نجيب الشابي» القيادي في «الحزب الجمهوري» من تنسيقية «الاتحاد من أجل تونس», حسب ما سربته بعض المصادر الاعلامية, قال البكوش: «لا اتصور ان ينسحب الشابي ولن يقع ذلك...». لا وجود لخلاف كبير مع «الجمهوري» من جانبه قلل «رضا بلحاج» الناطق الرسمي باسم حركة «نداء تونس» من الخلافات بين حزبه والحزب الجمهوري في موضوع المشاركة في الحوار الوطني, قائلا: «لا وجود لخلاف كبير مع الحزب الجمهوري ولا مع بقية الشركاء... فموقف النداء لا يتعارض مع موقف الجمهوري...».