أقصي النادي البنزرتي من مسابقة دوري الأبطال عقب خسارته يوم الأحد الماضي أمام مضيفه النادي الأهلي المصري في إياب الدور الثمن النهائي وذلك بنتيجة 2/1 في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب "الدفاع الجوي" بالعاصمة المصرية القاهرة بعد أن إنتهت مباراة الذهاب التي أقيمت بينهما منذ أسبوعين في ملعب 15 أكتوبر ببنزرت على نتيجة التعادل السلبي وكان فريق النادي البنزرتي قريبا من بلوغ نظام مجموعات رابطة الأبطال على حساب الفريق المصري، لولا حكم المباراة المغربي بوشعيب لحرش الذي منح ضربة جزاء قاسية جدا لفائدة الأهلي المصري منذ اللحظات الأولى عند إنطلاق الشوط الثاني أدخلت بعض الإرتباك في صفوف زملاء فاروق بن مصطفى إستغله المهاجم عماد متعب في الدقيقة 63 ليسجل الهدف الثاني الذي حكم على النادي البنزرتي بتوديع مسابقة دوري الأبطال التي يشارك فيها لأول مرة في تاريخه وبالتالي فإن خروجه في الدور الثمن النهائي من هذه المسابقة يعتبر خروجا مشرفا خاصة وأنه جاء أمام أحد عمالقة كرة القدم الإفريقية النادي الأهلي المصري في القاهرة بالذات كان بالإمكان أحسن مما كان النادي البنزرتي كان في مقدوره زعزعة أركان ملعب "الدفاع الجوي" بالعاصمة المصرية وإختطاف بطاقة الترشح من حامل اللقب خصوصا بعد ضربة الجزاء التي تحصل عليها المهاجم المهذبي وحولها حضرية إلى هدف تذليل الفارق الدقيقة 65 لولا أن كاريكازي وبدرجة أقل الطرودي والرجايبي رفضوا أن تكون ورقة الترشح من نصيب فريقهم حيث أضاع هؤلاء أكثر من فرصة لتعديل النتيجة خصوصا المهاجم الرواندي الذي كان أمام شباك خالية لكنه فشل في إسكان الكرة في المكان المناسب كذلك المهاجم المهذبي "توتو" الذي كان من بين أفضل اللاعبين فوق أرضية الملعب والذي أبى بتهوره في الدقائق الحاسمة أن يزيد في معاناة زملائه ويساعد الأهلي على الفوز بالمباراة بنتيجة 2/1 بعد نيله للبطاقة الحمراء بصورة مجانية وبالتالي يحكم على فريقه بمغادرة سباق البطولة الأقوى في إفريقيا ويتحوّل إلى منافسة كأس ''الكاف'' حيث سيشارك في الدور ثمن النهائي المكرّر الذي يسبق نظام المجموعات لا بد من إستخلاص العبرة بلا شك فإن خروج النادي البنزرتي من دوري الأبطال كان أمرا محبطا لجماهيره وإدارة النادي وطبعا اللاعبين والإطار الفني الذين تحسروا وغضبوا من هذا الخروج وبعضهم أجهش بالبكاء بالفعل لكن الأهم أن يستخلص كل هؤلاء العبرة في الدور القادم من كأس "الكاف" والذي لا يقل أهمية عن دوري الأبطال ولا بد من التركيز على هذه المسابقة التي في صورة تجاوز دورها القادم يتعين على إدارة الفريق أخذ كل الإحتياطات لخوض دور المجموعات لا سيما تعزيز الرصيد البشري خصوصا وأن أكثر من مركز في التشكيلة يستحق المراجعة من الدفاع للهجوم مع الأخذ بعين الإعتبار عدم تعويل الفريق على صانع ألعابه "يوسوفا مبينغاي" الذي مازالت فترة غيابه ستطول هذا إلى جانب تركيز الإطار الفني على المباريات التي يجريها داخل ملعبه حيث فرط الفريق في إنتصار كان في متناوله في مباراة الذهاب لكنه إكتفى بالتعادل السلبي الذي مكن الفريق المصري من الفوز ببطاقة التأهل لدور المجموعات حيث كان النادي البنزرتي قادرا على الفوز على الأهلي بنتيجة عريضة في بنزرت لأن "نادي القرن" كان حاضرا بإسمه فقط في تلك المباراة وببعض خبرة لاعبيه كما كان الحال أيضا في مباراة الإياب ولو آمن زملاء حران أكثر بحظوظهم في المبارتين لكان الترشح من نصيبهم لولا أنهم لعبوا بحذر مفرط في اللقاءين وهو ما كلفهم الإقصاء وعليه فإن هذا الإقصاء يجب أن يكون درسا مفيدا للجميع لإستخلاص العبرة في الدور القادم من مسابقة كأس الكاف الكرة في مرمى الجمهور لا بد على جماهير النادي البنزرتي أن تقف الآن إلى جانب لاعبيها وتحييهم على مردودهم الرائع الذي قدموه في كل مراحل التصفيات أمام أهلي طرابلس الليبي وديناموز الزمبابوي وحتى الأهلي المصري وعدم محاسبتهم على بعض الأخطاء الفردية التي تدخل في نطاق اللعبة خاصة عامل الخبرة الذي إفتقده بعض اللاعبين الشبان في المباراة الأخيرة أمام الأهلي المصري لأنه بشهادة الجميع كان أغلبهم في المستوى المطلوب ولعبوا مع منافسيهم الند للند وتحدوا كثيرا من العقبات خاصة بعض الظروف الخارجة عن نطاقهم ولعل جماهير النادي البنزرتي تدرك أكثر من غيرها أن الأجواء المشحونة التي انتهت عليها المرحلة الأولى من الدوري المحلي قد كان لها تأثير سلبي على القدرات الذهنية للاعبين وربما كانت من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إقصاء الفريق من دوري الأبطال خاصة الأجواء التي سبقت مباراة الذهاب ضد الأهلي المصري القرعة يوم 14 ماي القادم يتعرف النادي البنزرتي على منافسه في الدور القادم من تصفيات كأس الكاف المؤهل لدور المجموعات في هذه المسابقة وذلك من خلال عملية القرعة التي ستجرى يوم 14 من هذا الشهر في مقر الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم بحضور ممثلين عن الأندية المتأهلة لهذا الدور