الجزائر (وكالات) بانتخاب عبد الرزاق مقري زعيما لها في مؤتمرها الخامس، دخلت «حركة مجتمع السلم» (الاخوان المسلمون) الجزائرية مرحلة جديدة عنوانها: الطلاق مع خيار المشاركة في السلطة والعمل على التغيير السلمي التدريجي في البلاد بعيدا عن نموذج ثورات الربيع العربي. حيث تحذر من أن أي حراك من هذا النوع (في إشارة إلى ثورات الربيع العربي ) سيؤدي الى تقسيم البلاد. وفي تصريحات له قال عبد الرزاق مقري عقب انتخابه أمينا عاما جديدا لحركة مجتمع السلم (المعروفة اختصارا بإسم حمس) خلفا ل«أبي جرة السلطاني»: «لست مشروع حرب ضد أي طرف»، وبهذه العبارة أراد مقري أن يبعث برسالة طمأنة إلى السلطة ومؤيديها داخل حركة مجتمع السلم (إخوان الجزائر)، مضيفا أنه سيعمل مع أبناء حركته للخروج من الوضع الشاذ في علاقة الأحزاب بالسلطة في الجزائر، فلا يمكن لحزب مشارك في الحكومة أن ينتقد النظام، ولا لحزب في المعارضة أن يدعم السلطة على طول الخط، وهو ما أوصل البلاد إلى «الميوعة السياسية» و«التحلل من المسؤولية» حسب توصيفه. بانتخابهم مقري زعيما للحركة، اتخذ أبناء حركة الشيخ محفوظ نحناح (مؤسس الحركة) خيار المعارضة الذي انتهجوه عقب الانتخابات التشريعية الماضية، ويؤكد أعضاء «حمس» أن حركتهم حزب معارض في الأساس وأن وجودهم في الحكومة خلال مرحلة تاريخية معينة لم يكن إلا استثناء، أما الآن، وقد انتهت مبرراته بعودة السلم والأمن للبلاد، يجب العودة إلى الأصل أي للمعارضة والدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية ومحاربة الفساد. ويستبعد مقري أن يكون نموذج الثورات العربية هو الخيار المطروح للتغيير في الجزائر، قائلا «لا أحد يريد أن تحدث الثورة في الجزائر، لأنها ستدفع البلاد إلى التقسيم، فالتغيير بالعنف لن يجلب إلا الخراب للبلد... نحن نعرف قيمة السلم جيدا لذلك، سنجبر النظام على التغيير الهادئ، وذلك بالضغط عليه بالطرق والوسائل السلمية المتاحة».