مايزال الأولمبي الباجي ينتظر الفرج للخروج من أزمته الحادة التي أفقدته حياته وحكمت عليه بالخمول والجمود طيلة الأسابيع التي عقبت مباراة ضمان البقاء خاصة وأن فريق الأكابر يعرف توقفا تاما عن النشاط فرضه إضراب اللاعبين ولم تقو الهيئة المديرة على مواجهته وإعادة المياه إلى مجاريها في ظل العجز المالي الخانق وغياب الحلول حتى أن هذه الوضعية بدت مريحة للهيئة في ظلّ تخلصها من تكرار طلبات اللاعبين وتشبثهم بالحصول على مستحقاتهم المالية... الوقت والمال يبدو أن عدم تحرك الهيئة المديرة بالشكل المطلوب لمجابهة حالة الخمول والإنحلال التي يعيشها الفريق هذه الأيام نابع من سوء تقدير لحجم المهزلة التي ألمّت بفريق محترف يفترض ألا يتوقف لاعبوه عن النشاط إلا بإذن من الإطار الفني والطبي ولمدة زمنية محددة...هيئة جلال الغربي لا تراعي الجوانب الفنية أي إهتمام وهي تتناول المسألة فقط من زاوية الأزمة المالية متناسية أن الوقت والزمن يكونان أثمن وأهم من المال أحيانا...فالوضعية الحالية للفريق بالإضافة إلى آثارها السلبية على اللاعبين وما يمكن أن تسببه من تراجع في الأداء على المستويين الفني والبدني فإنها تمثل إهدارا وإضاعة للوقت الذي لا يحظى بالتثمين المطلوب في هذه المرحلة خاصة وأن الأولمبي الباجي في حاجة ماسة لإستثمار هذه الفترة الفاصلة بين حسم البقاء وبداية التحضيرات للموسم القادم للتشخيص الجيد للنقائص وضبط طريقة إصلاحها حتى يتم الإعداد للموسم الجديد على قواعد صلبة...إلا أن هيئة جلال الغربي التي تصرفت بنوع من البرود واللامبالاة يبدو أنها أعطت مسألة تسوية الوضعية المالية وإسترجاع صكوك الضمان أولوية مطلقة على حساب الوقت الذي لا يقدر بثمن. ماذا بعد الوزارة؟ ماتزال آمال الهيئة المديرة للأولمبي الباجي ورئيسها جلال الغربي معلّقة بالمنحة التي من المنتظر أن تصرفها وزارة الشباب والرياضة لفائدة الأندية نهاية هذا الشهر وذلك للتمكن من صرف البعض من مستحقات اللاعبين حتى يضعوا حدا لإضرابهم الذي دخل أسبوعه الثاني...فهذه المنحة المنتظرة قد تكون محطة فاصلة وحاسمة لمستقبل الهيئة في علاقتها بالفريق فإما أنها ستجعلها تقرر الرحيل والإنسحاب بعد الإستفادة من المبلغ المالي المرصود لتسوية بعض الديون وصكوك الضمان أو أنها ستجعلها تستعيد أنفاسها وتتمسك بالمواصلة بما يفرض التساؤل حول جدوى مواصلة هيئة جلال الغربي وهي التي أثبتت عجزا عن إيجاد الحلول المالية الكفيلة بتوفير جراية فكيف لها أن توفر مبالغ طائلة تضمن التحضير الجيد لموسم جديد بإنتداباته وتربصاته وما يتطلب من نفقات طائلة قد تعيد الفريق إلى دائرة العجز بعد جرعة الأوكسيجين التي ستأتي بها منحة الوزارة...إلا أن عديد المؤشرات توحي بأن هيئة جلال الغربي ستتخذ قرارها بالإنسحاب بعد تسوية المسألة المالية بعد أن عبّر أغلب أعضاء الهيئة عن إفتقادهم للذة مواصلة العمل. نائب الرئيس يريد الرحيل يعتقد الأحباء والمتابعون لأجواء وكواليس الأولمبي الباجي أن قرار الهيئة المديرة بمواصلة العمل نابع من إجماع وتوافق بين كافة الأعضاء وهو أمر مخالف للواقع بما أن أغلب الأعضاء عبروا عن ملل كبير ورغبة في الرحيل لعل أبرزهم العضد الأيمن لجلال الغربي نائبه قيس السعيدي الذي أكد ل«التونسية» في دردشة خاطفة أنه لا ينوي مواصلة المشوار بل أنه يريد الإنسحاب وفسح المجال لكل من يرغب في تحمل المسؤولية.