تحت شعار «شركة فسفاط قفصة: الواقع والتحديات» عقد امس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ندوة صحفية بأحد النزل بالعاصمة بحضور رئيسه عبد الرحمان الهذيلي وعبد الجليل البدوي عضو هيئته الادارية و النقابي عدنان الحاجي اضافة الى مصطفى بن احمد ممثل الاتحاد العام التونسي للشغل واخرين. الندوة التي تطرقت الى الاشكاليات التي تتعرض لها الشركة منذ الثورة ومحاولة ايجاد حلول عملية لها سجلت ايضا حضور خليل الزاوية وزير الشؤون الاجتماعية. وقال وزير الشؤون الاجتماعية ان شركة فسفاط قفصة اصبحت تمثل عبئا كبيرا على الحكومة وان مشاكلها تتزايد يوما بعد يوم بعد أن كانت المساهم الاول في التنمية الجهوية والمحلية ملاحظا ان الوضع المالي للشركة متدهور نظرا لتراجع الانتاجية بسبب الاعتصامات والاحتجاجات التي لم تنقطع موضحا ان التوقف عن الانتاج يعتبر كارثة اجتماعية واقتصادية بالنسبة لشركة وطنية بحجم شركة فسفاط قفصة مشيرا في ذات الصدد الى وجود فساد مالي ساهم بدوره في تردي الاوضاع العامة لشركة فسفاط قفصة مبينا ان ديمومة المؤسسة مهددة على حد قوله. انقاذ الشركة خليل الزاوية اشار من جهة اخرى الى ان تعطل النشاط وتوتر الوضع بهذه الشركة اثر بصفة سلبية وملحوظة على مستوى التنمية بالجهات المجاورة لمدينة قفصة مثل قابس مشددا على ضرورة انقاذ شركة فسفاط قفصة من أزمتها وايضا انقاذ المجمع الكيميائي بقابس. انهيار الشركة وارد مصطفى بن احمد ممثل الاتحاد العام التونسي للشغل طالب بدوره بضرورة تكريس حوار بين جميع الاطراف لغاية التسريع في بلورة وجهة تنموية جهوية ومحلية تستجيب لانتظارات اهالي قفصة واهالي الحوض المنجمي و جميع التونسيين مشددا على ضرورة اقرار اجراءات جذرية لتجاوز هذه الازمة ملاحظا ان شركة فسفاط قفصة مثلت محور توتر في العهد السابق وما تزال كذلك في الوقت الراهن محذرا من انهيار هذه الشركة لان انهيارها سيكون انهيارا للاقتصاد الوطني حسب قوله. انتدابات حزبية وسياسية سرية من جانبه قال عدنان الحاجي في تصريح خص به «التونسية» ان الوضع بالشركة متأزم جدا وأنه لا توجد هناك افاق منظورة لتجاوز الازمة نظرا لتتالي الاعتصامات ولغياب المؤسسات التي تمثل السلطة وعدم توفر الاستقرار الامني بالجهة مما نتج عنه غياب سبل التحاور والتواصل مع المحتجين وبالتالي عدم التوصل الى حلول جدية وجذرية بين الطرفين حسب تعبيره. وأكد عدنان الحاجي ان سبب المشاكل التي تحدث بشركة فسفاط قفصة والشركات التابعة لها هي التعيينات و الانتدابات المشبوهة والسرية والتي «تتم تحت الطاولة» حسب قوله مضيفا ان الانتدابات التي تمت بالشركة وفروعها هي انتدابات سياسية حزبية لا تخضع الى مقاييس الكفاءة او للوضع الاجتماعي للمنتدبين بل للولاءات الحزبية والسياسية ملاحظا في نفس الصدد ان اقصاءات عديدة لبعض عمال الشركة تمت دون وجه حق وبدون حجج وبراهين مشددا على ان ما يحدث في الشركة خطير جدا و ستكون له تداعيات وخيمة اجتماعيا واقتصاديا مؤكدا في ذات السياق على ان انتفاضة شعبية عارمة ستندلع ان لم توجد حلول جدية وعاجلة للإشكاليات التي تعاني منها الشركة المذكورة حسب ما جاء في كلامه. تغيب وزير الصناعة و ر.م .ع الشركة وفروعها «وجهنا دعوة الى وزير الصناعة والى كل الرؤساء و المديرين العامين للشركة وفروعها ولم يحضر اي منهم كما انهم لم يعتذروا ولم يبرروا اسباب تغيبهم». هذا ما قاله عبد الرحمان الهذيلي رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مبديا استغرابه الشديد من عدم حضور هؤلاء في ندوة تهم تحديات ومشاكل احدى اهم واكبر الشركات الوطنية وشركة تهمهم هم بالخصوص مرجحا ان وزارة الصناعة قد تكون منعت مسؤولي شركة «فسفاط قفصة» وفروعها من الحضور حسب قوله.