سجلت احداث الشعانبي صباح الخميس تطورا جديدا لم يتوقعه احد بما في ذلك القيادات الامنية و العسكرية المشرفة على عمليات التمشيط الجارية منذ اكثر من شهر في مرتفعاته و هي انتقال زرع الالغام خارج المنطقة العسكرية المغلقة و اقترابها من مواطن العمران بضواحي مدينة القصرين و تسجيلها لاولى الضحايا منذ انفجار اول لغم يوم 29 افريل الفارط .. باعتبار ان القتيل الوحيد الى حد الامس في الشعانبي و هو الشهيد مختار المباركي سقط على وجه الخطا في الليلة الفاصلة بين يومي الاحد و الاثنين برصاص زملائه .. *- لغم متطور يدمر سيارة عسكرية: التطور النوعي الذي وقع اليوم تمثل في انفجار لغم شديد الفاعلية عند مرور سيارة عسكرية في مسلك ريفي يقع باحدى الضيعات في مكان بين قريتي " الدغرة " و " المنقار " غير بعيد عن المركب الجامعي بالقصرين في الضواحي الغربية للمدينة تحت سفح الشعانبي .. و هو مسلك تمر منه يوميا ارتال الجيش و السيارات الامنية وسائل النقل المدنية و هو لئن كان ضيقا و لا يتسع لغير سيارة واحدة او جرار الا انه يقود الى احدى منافذ الشعانبي و تم تمشيطه عدة مرات فضلا عن انه يشق بعض التجمعات السكنية المتباعدة .. و قد ادى الى تدمير السيارة العسكرية بشكل كلي تقريبا و مقتل العسكريين اللذين كانا في مقدمتها على عين المكان و تمزق اجزاء من جسديهما الى اشلاء و هما الوكيل اول الصادق الذوادي ( اصيل ولاية بنزرت ) و الرقيب اول لزهر الخضراوي ( من منطقة الشرائع الواقعة بين سبيطلة و القصرين) و اصابة زميليهما الرقيب رشيد براهمي و الرقيب اول علي العمري و باصابات بليغة و قد تم نقلهما على جناح السرعة الى المستشفى الجهوي بالقصرين اين اجريت على الاول عملية جراحية مستعجلة لانقاذ رجله من البتر فيما تمت احالة الثاني الى المستشفى العسكري لان حالته اكثر حرجا و هو يشكو من كسور و اصابة في الراس . *- استقبال الشهيدين بالنشيد الرسمي: رغم حالة الاحتقان التي كان يشهدها المستشفى الجهوي بسبب الماساة التي حصلت و قدوم الجريحين فانه عند حلول سيارة الاسعاف العسكرية تحمل جثماني الشهيدين الذوادي و الخضراوي في وقت لاحق تم استقبالهما بترديد نشيد " حماة الحمى " تكريما لهما وسط اجواء كبيرة من التاثر اختلطت فيها دموع الحاضرين بعبارات التقدير و الاحترام لهما على تضحيتهما .. و بعد دقائق وصلت عائلة الشهيد الخضراوي من ضواحي سبيطلة و تعالى بكاء والدته و اقاربه و انهار والده على الارض في مشاهد اقشعرت لها الابدان و اشاعت غضبا دفينا في نفوس العشرات من الشبان الحاضرين الذين قرروا التحول في مسيرة على الاقدام نحو الشعانبي لاجتثاث الارهابيين منه على حد قولهم لكن الجيش الوطني اوقفهم عند المكان الذي شهد انفجار اللغم و اقنعهم بالرجوع *- مسيرة نحو الثكنة العسكرية: وسط اجواء الحزن و الانفعال خرجت مسيرة من المستشفى تم الاعداد لها منذ الامس من اقارب و اصدقاء الشهيد الاول لاحداث الشعانبي مختار المباركي في اتجاه الثكنة العسكرية للاحتجاج على السلطات العسكرية و مطالبتها بالكشف عن حقيقة ما يحصل في الجبل و التحقيق الجدي في ظروف مقتل الشهيد المذكور رفعت فيها صوره و لافتات تشير الى ان اهالي القصرين يرفضون الارهاب و ان احداث الشعانبي مجرد مسرحية.. و قد طالب بعض المشاركين فيها باعلان الحداد الوطني على شهداء الجيش الوطني الثلاثة الذين سقطوا في الشعانبي و بعث الحكومة خلية ازمة لمتابعة الوضع و تخصيص جلسة كاملة بالمجلس الوطني التاسيسي لدراسة التطورات في القصرين .. بل هناك من اقترح اعلان اضراب عام في الجهة الى حين التحرك الجدي لايقاف الارهابيين *- 5 ايقافات: بمجرد انفجار اللغم سارعت وحدات الجيش و الامن بتطويق المكان و القيام بعمليات تمشيط واسعة و مداهمة كل المنازل و اصطبل للابقار موجود هناك بحثا عن اي اثر يوصل الى من قام بزرع اللغم و قد ادت الابحاث الاولية الى ايقاف 5 شبان 4 من العاملين باحدى الضيعات و اخر وجد قرب المستشفى للتحقيق معهم و الى حد ساعة متاخرة من يوم الامس لم يقع الافراج عنهم