كل العارفين بالشأن الداخلي لفريق باب سويقة يعلمون جيدا توتر العلاقة بين رئيس النادي حمدي المؤدب والمدرب السابق للأحمر والأصفر الناخب الوطني الحالي نبيل معلول وذلك منذ نهاية سنة 2012 أي بعد خسارة الفريق لقبه القاري في كأس رابطة الأبطال ... أسباب توتر العلاقة عديدة في الحقيقة منها مثلما ذكرنا فقدان اللقب الإفريقي لكن أهمها وأبرزها عدم رضاء الرجل الأول في الترجي الرياضي عن الصفقات التي قام بها معلول في الصائفة المنقضية والتي اعتبرها المؤدب خسارة كبيرة للنادي على المستويين الفني والمادي حيث لم يقدم المنتدبون الجدد الإضافة المرجوة وكانوا من بين العناصر الأساسية للخيبة القارية وفي المقابل كانت المبالغ المالية الموضوعة لاستقدامهم عالية جدا بلغت في مجملها أكثر من خمس مليارات من المليمات اعتبرها المؤدب أموالا صرفت هباء لم يستفد منها الفريق بتاتا... هذه العلاقة المتوترة أجبرت حمدي المؤدب على مقاطعة تحضيرات فريقه ومقابلاته الودية في الشتاء الفارط وكان القرار بالإستغناء عن نبيل معلول وتعويضه بماهر الكنزاري وهنا كان الإعتقاد السائد أن المشكل قد انتهى بما أن التخلي عن المدربين أمر عادي في كرة القدم يحصل في جميع أنحاء العالم وفي كل النوادي الكبيرة آخرها استغناء ريال مدريد عن مورينهو دون حدوث أي مشاكل ... لكن العكس هو الذي حصل في الترجي الرياضي من سوء حظ الترجيين بدليل ما يحدث في الفريق منذ فترة أهمها الحملة التي يتعرض لها المدرب الحالي من تشكيك لتزداد الأمور تعقيدا لأن اتهامات العرقلة وتحريض اللاعبين الذين فقدوا مكانهم في التشكيلة الأساسية على القيام بحملة إعلامية ضد الفريق وجهها الترجيون نحو المدرب نبيل معلول في العديد من الأوقات إلى أن تأتي السابقة الخطيرة في فريق باب سويقة وموضوع الساعة إذ لأول مرة تتفاجأ إدارة النادي بقدوم عدل منفذ إلى مقرها مرسل من طرف أحد المدربين للمطالبة بمستحقاته وبالتعويضات عن إقالته ، فلا أحد من الفنيين الذين أشرفوا على حظوظ الأحمر والأصفر تونسيا كان أو أجنبيا ابتداء بخالد بن يحيى وفوزي البنزرتي وماهر الكنزاري ويوسف الزواوي وكبرال ودي موراييس ودي كستال أقدم على هذا التصرف الذي قام به نبيل معلول لتصبح العلاقة المتأزمة بين الطرفين مكشوفة للعيان بعد أن كانت رابضة في الكواليس وخلف الستار. مليار و210 مليون من المليمات الوثيقة التي تقدم بها عدل التنفيذ إلى إدارة الترجي الرياضي تتضمن المطالبة بمبلغ مليار و210 مليون من المليمات طالب بها نبيل معلول موزعة كالآتي: - 50 ألف دينار كمنحة الفوز بالبطولة للموسم الفارط - 200 ألف دينار كمنحة إمضاء لموسمين 2012 – 2014 - 960 ألف دينار أجرة لمدة سنتين إلى غاية جوان 2014 هذا ما طالب به نبيل معلول من تعويضات حسب الوثيقة التي قدمها العدل المنفذ لإدارة الترجي الرياضي. مهلة بأسبوعين وتهديد باللجوء للقضاء نبقى مع ما جاء في الوثيقة لنشير إلى أنه علاوة على المطالبة بالمبالغ المذكورة فإن نبيل معلول أمهل الترجي الرياضي أسبوعين لتسديد هذا المبلغ مهددا في حالة عدم القيام بذلك باللجوء إلى القضاء وهنا نؤكد على كلمة القضاء التي كانت موجودة في نص الوثيقة وليس لجنة النزاعات التابعة للجامعة التي من المفروض أن يتجه لها اللاعبون والمدربون في مثل هذه الحالات لفض الخلافات المالية مع النوادي. «من أنذر فقد أعذر» أما الأغرب من التهديد باللجوء إلى القضاء الذي جاء في نص الوثيقة فإن المدرب نبيل معلول ختم محضر التنبيه الموجه إلى إدارة الترجي الرياضي بجملة تشد الإنتباه والدهشة فعلا وهي « من أنذر فقد أعذر « التي تفرض في الحقيقة نقاط استفهام كبيرة حول العلاقة بين هذا المدرب وفريقه الأم. هذا كل ما جاء في محضر التنبيه الذي أرسله المدرب الوطني الحالي إلى إدارة فريق باب سويقة عن طريق عدل منفذ. الاتفاق شفاهي ... ولا وجود لعقد ... إلى جانب المبالغ التي طالب بها معلول وعبارات التهديد التي جاءت في محضر التنبيه فإن أبرز كلمة جاءت في هذه الوثيقة هي «حسب الإتفاق الشفاهي» بينه وبين رئيس النادي حمدي المؤدب وهي كلمة شدت اهتمامنا وجعلتنا نبحث عما إذا كان التعاقد بين الطرفين كتابيا أم لا فتأكد لنا عدم وجود أي عقد يربط الترجي الرياضي بنبيل معلول وهو السبب الذي جعل المدعي يدون كلمة « حسب الإتفاق الشفاهي» في مفتتح محضر التنبيه... هنا يجب العودة إلى مجلة الشغل وقوانين الجامعة التونسية لكرة القدم وكذلك الإتحاد الدولي لكرة القدم لمعرفة إن كان هناك ما يسمى باتفاق شفاهي بين الأطراف وهل هناك قوانين تحكم بين هذا النوع من الإتفاقيات. موقف الترجي الرياضي ما هو موقف الترجي الرياضي من هذه السابقة التي تحصل لأول مرة في النادي في العلاقة مع مدربيه؟ ... هذا ما حاولنا معرفته من خلال الإتصال برئيس اللجنة القانونية في الفريق الأستاذ رياض التويتي الذي أكد لنا في البداية أن المفاجأة كانت كبيرة جدا والدهشة شديدة من هذا الإجراء الذي أقدم عليه المدرب السابق لفريق الأكابر وأن اللجنة القانونية ستنكب انطلاقا من الساعات القادمة على الموضوع بعد أن طلبت كل الوثائق الضرورية من اللجنة المالية التابعة للنادي للإطلاع على كل الجزئيات واتخاذ الإجراءات اللازمة والتعرف عن من كان له حق فعلا في الموضوع. لماذا لم يتصرف الترجي بنفس الأسلوب؟ كلنا نعلم أن نبيل معلول وبعد التتويج بكأس رابطة الأبطال الإفريقية تخلى بمحض إرادته عن خطته في الترجي الرياضي في وقت حساس جدا جعل هيئة النادي تبحث من هنا وهناك عن البديل وتم وقتها التعاقد مع دي كستال ... والسؤال المطروح هو لماذا لم يتصرف الترجي الرياضي ورئيسه حمدي المؤدب بنفس هذا الأسلوب الذي اتبعه معلول الآن ناهيك وأن العلاقة يربطها عقد كتابي من 1 جانفي 2011 إلى 30 جوان في 2013 أي أن هذا المدرب لا يزال حينها مرتبطا مع الأحمر والأصفر لعام ونصف آخر... الترجي الرياضي لم يطالب وقتها بأي تعويض بل إن مسؤوليه برروا قرار معلول بالرغبة في الراحة بعد التعب الذي انتابه في كأس رابطة الأبطال الإفريقية. الأحباء: « فلا عاش في الترجي من خانه» « فلا عاش في الترجي الرياضي من خانه» هذا هو الشعار الذي رفعه كل أحباء الأحمر والأصفر دون استثناء على إثر ما قام به نبيل معلول والذي خلف استياء شديدا لا يمكن وصفه في صفوف الأنصار الذين اغتاظوا كثيرا من هذا السلوك وهذا التصرف المتناقض 180 درجة مع تصريحات المعني بالأمر حين أوكلت له مهمة تدريب الفريق أو خلال الفترة التي قضاها على رأس الترجي الرياضي من انتماء وولاء وحب اللونين والذود عليهما والتضحية بما فيها المادية في سبيلهما والشرف الذي ناله بالعودة إلى حديقة الرياضة «ب»... فأين ذهبت هذه المشاعر النرجسية الآن ؟؟؟ نقطة استفهام كبيرة تفرض نفسها هنا... الأنصار تسامحوا مع معلول مرارا سواء حين كان أول من انتقل إلى الجار النادي الإفريقي وكذلك حين ترك الفريق في فترة حساسة بعد العودة من كأس العالم للأندية مؤكدين أن ما حققه معلول كمدرب يعود فيه الفضل الأول والأخير للترجي الرياضي التونسي الذي كافاه معلول بعدل تنفيذ طرق أبواب الإدارة هذه الأيام. وديع الجريء المشجع والمحرض ؟؟؟ الإتهامات في أوساط الترجي الرياضي بعد ما أقدم عليه نبيل معلول من أفعال وما خلفته من غضب واستياء طالت رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء الذي يعتبره أبناء باب سويقة المشجع والمحرض الأول على مثل هذه السلوكات والتصرفات التي أنهت علاقة كنا نظنها وطيدة وأزلية بين الأحمر والأصفر وأحد أبنائه... وديع الجريء ودائما حسب الترجيين أتمم بتشجيعه معلول على تصرف مشين كهذا مهمته التي بدأ فيها منذ أشهر لعرقلة مسيرة الفريق وحرمانه من البطولة... هذه الإتهامات تفرض نفسها بعد أن أصبحت الندوات الصحفية للناخب الوطني قبل مقابلات هامة ومصيرية مرتعا لبعث بعض الرسائل للترجي الرياضي ومسؤوليه وتلميحات خفية بأن الفريق لم يتعرض إلى مظالم تحكيمية ولم يكن بالتالي جديرا بلقب البطولة وهنا نستغرب ما دخل هذا الموضوع في ندوة صحفية خاصة بالمنتخب الوطني؟. متابعة الموضوع مستمرة نكتفي اليوم بهذه الأسطر في خصوص هذا الموضوع على أن نعود إليه لاحقا بأكثر التفاصيل والجزئيات الدقيقة التي بحوزتنا وذلك حسب التطورات التي سيشهدها هذا الملف في الأيام القليلة القادمة.