تركزت استعدادات ولاية أريانة لاستقبال شهر رمضان المعظم على عدد من المحاور تتصل بتأمين تزويد السوق بانتظام وشفافية الأسعار وبتنشيط المدن ثقافيا وكذلك إعداد برنامج محكم للمراقبة الاقتصادية. وقد كانت مجمل هذه التحضيرات محور جلسة العمل الملتئمة مؤخرا بإشراف بهاء الدين البكاري والي الجهة وبحضور مختلف المصالح الجهوية (التجارة والصحة والفلاحة والسياحة والبلديات) والسلط المحلية والأمنية بالجهة. ففي الجانب الديني تمت برمجة عدد من الأنشطة الدينية متوزعة بين المسابقات والمحاضرات والدروس اضافة الى الاملاءات والأختام القرآنية بمختلف أوقات الصلاة يؤمنها متطوعون من بين المتضلعين في أمور الدين خاصة بالنسبة الى الدروس. كما سيتم الاهتمام بصيانة المساجد والجوامع حيث يتم تعهد الجوامع والمساجد بالدن والتبييض والإنارة والزينة والعناية بالفضاءات الخارجية لبيوت الله وقد تم تحديد مبلغ اجمالي قيمته 14 ألف دينار سيتم توزيعها في أقرب الآجال على الجوامع والمساجد لانجاز مختلف التدخلات المقترحة للصيانة والتهيئة العامة ولتحصين المعالم الدينية. أما ثقافيا فستسهر مناطق أريانة مع عدد من الفقرات التي ستخرج المواطن الى فضاءات أخرى بديلة للسمر من خلال برنامج يراوح بين الترفيه والتنشيط والفكر لتكون محمل الأطباق الثقافية التي يسهر معها سمار أريانة سبعة مهرجانات تزامنا مع المهرجانات الصيفية مهرجان الانشاد الصوفي والديني بمقام الولي الصالح سيدي عمار وهو موعد تعود عليه أبناء المنطقة وسهرات الخميس التي تنظمها بشكل دوري اللجنة الثقافية المحلية بالمنازه الى جانب احتضان الفضاءات المتوفرة بالمعتمديات للمهرجانات الثقافية المحلية كالمهرجان الثقافي بقلعة الأندلس وبالتضامن التي تتضمن مجموعة من العروس الموسيقية والمهرجانات الصيفية بالتضامن والمنيهلة وسيدي ثابت الى جانب مهرجان البحر برواد. وقد أكد كل من المدير الجهوي للشؤون الاجتماعية والمتصرف الجهوي للجنة الجهوية للتضامن أنه سوف يقع التركيز على دفع العمل التضامني خلال الشهر المعظم من خلال الاعانات القارة لفائدة 3481 عائلة مدرجة ضمن برنامج العائلات المعوزة مع الإشارة الى ضرورة مراجعة هذا السجل بعد أن تم تسجيل عودة عدد هام من الجرايات التي لاتصل الى أصحابها أما بالنسبة للمجهود الجهوي فسيشمل مبدئيا 800 عائلة ومنتفع بعنوان وصولات شراء. على صعيد آخر وقع اتخاذ جميع الاجراءات والاحتياطات الضرورية لضمان التزويد خلال شهر رمضان من حيث الكميات المتوفرة حاليا بالسوق والمبردة أو كذلك من حيث الكميات التي سيقع تورديها عند الاقتضاء لضمان توازنات السوق بين العرض والطلب. وقد بدأت مصالح الادارة الجهوية للتجارة بأريانة أعمالها بصفة مبكرة لضبط حاجيات الجهة من مختلف المواد والمنتوجات الاستهلاكية. كما أعدت الجهة برنامجا محكما للمراقبة الاقتصادية بالتنسيق مع مصالح التجارة والصحة والبلديات قصد التصدي لكل مظاهر المزايدات في الأسعار أو الغش والاحتكار وفي هذا المحور تم تشكيل فرق مراقبة اضافية ستعمل بشكل دوري ومنظم طيلة شهر رمضان لرفع مختلف التجاوزات التي قد تمس من توازن السوق وتؤثر على القدرة الشرائية للمواطن وتهدد صحته وسلامته. وأكد ممثل الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة أن هناك إشكالا كبيرا بالنسبة للسوق البلدي وهو الانتصاب العشوائي والفوضوي الذي عكر صفو التجار داخل السوق البلدي، وأصبح مصدرا لغبنهم مما اضطرهم الى التفكير في غلق السوق ليلة رمضان المعظم الى حين ايجاد حل يقضي على هذه الظاهرة خاصة اذا علمنا أن بلدية أريانة سبق لها أن هيأت فضاء لهؤلاء المنتصبين العشوائيين في المستودع البلدي القديم وفي هذا الملف كانت الاجابة واضحة حيث تم التأكيد على أن مساعي حثيثة تبذل على مستوى الجهة لتنظيم الانتصاب إن لم نقل القضاء عليه تدريجيا. هذه الجلسة تأكد خلالها قرب انتهاء أشغال تهيئة نقطة البيع من المنتج الى المستهلك على مستوى طريق الشنوة التي من شأنها أن تخفف الضغط على قفة المواطن.