محمد بوغلاّب نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية في عددها ليوم الخميس الماضي مقالا بعنوان«مقرب سابق من بن علي يطلب من فرنسا التدخل» ورد فيه ان أحد المقيمين بسجن المرناقية-الذي لن يزوره الرئيس الفرنسي- ينتظر الكثير من زيارة هولاند لتونس. فرضا قريرة البالغ من العمر 57سنة الذي يتقاسم زنزانة مع عشرة من الوزراء السابقين منذ سبتمبر 2011 يعاني متاعب صحية خطيرة منذ عدة اشهر وهو يطالب بإطلاق سراحه مرارا وتكرارا ويقول محاميه الفرنسي «فرنسوا لوك فيبرارو» «نأمل ان تكون زيارة الرئيس الفرنسي فرصة لتحسيس السلطة التونسية بحقيقة الوضعية ». وقد سبق للمحامي الفرنسي ان زار موكله مرتين في شهر جوان الماضي مصرحا«لقد وجدت رجلا في غاية الإنهاك مجبرا على الاستعانة بحراس السجن للتحرك خارج زنزانته وقد قال لي«سأموت ولكني أريد أن يكون موتي في خدمة بلادي». وأوردت «لوموند» ان رضا قريرة الذي كان وزيرا للدفاع إبان الثورة التونسية جنّب البلاد حمام دم ويستدل المدافعون عن هذه الرواية بتسجيلات المكالمات الهاتفية بين 14و15جانفي 2011 . لكن الوزير السابق يحاكم اليوم من أجل قضايا متعلقة بمنصبه السابق كوزير لأملاك الدولة وليس بسبب دوره في الثورة. ويضيف المحامي الفرنسي« إن السيد رضا قريرة لم يستفد ماليا من أي منصب تولاه وقد كان ينفذ أوامر صادرة عن بن علي نفسه ، إن السيد قريرة يواجه تصفية حسابات سياسية بعد تغيير النظام وهو لم يعد يملك القوة لمواجهة مرض السرطان وهو يعول كثيرا على دور فرنسا التي ينظر إليها كبلده الثاني بإعتبار دراسته فيها وحيث يدرس أبناؤه ايضا». يذكر أن الدائرة التاسعة للإتهام بمحكمة الإستئناف بتونس أصدرت يوم الأربعاء 3جويلية بطاقات إيداع بالسجن ضد عبد العزيز بن ضياء ورضا قريرة على خلفية التحقيق الذي فتحته النيابة العمومية وأحاله قاضي التحقيق حسب أحكام الفصل 96 من المجلة الجنائية المتعلق باستغلال الوظيفة لتحقيق فائدة لا وجه لها لنفسه أو لغيره والإضرار بالإدارة ومخالفة الإجراءات القانونية المعمول بها. ولافت للإنتباه أن بطاقة الإيداع الجديدة ضد السيد رضا قريرة صدرت في اليوم ذاته الذي نشرت فيه «التونسية» نص رسالة الرئيس المنصف المرزوقي إلى اللجنة العربية لحقوق الانسان التي تدخلت لفائدة السيد رضا قريرة طالبة إصدار عفو خاص.وكان المرزوقي أفاد رئيسة اللجنة الدكتورة «فيوليت داغر» بأنه سيطلب من رئيس الحكومة التعجيل بمحاكمة السيد قريرة وغيره من رجال النظام السابق والنظر في إمكانية الإفراج عن أصحاب الوضعيات الصحية ومحاكمتهم في حالة سراح. وقد فهم البعض من هذا التزامن بين موقف الرئيس وبطاقة الإيداع على أنه تعبير عن صراع خفي في كواليس «الترويكا» بين قصر قرطاج وقصر الحكومة بالقصبة . من جانب آخر نشرت «لوموند» مقالا في العدد ذاته ليوم الخميس الماضي بعنوان« التوتر يزداد في تونس» بقلم مبعوثها الخاص إلى تونس بمناسبة زيارة هولاند لبلادنا جاء فيه من خلال شهادات متواترة لمواطنين إلتقاهم الصحفي أن حكومة «النهضة» فشلت في تحقيق أهداف الثورة وبأن نسبة البطالة ارتفعت وبأن تيار أنصار الشريعة يهدد الحريات العامة ، وختم الصحفي مقاله بتصريح وزير الخارجيةالفرنسية قال فيه: «من المبكر تقديم حصيلة نهائية للحكم في تونس». وعلق الصحفي بأن هولاند زار تونس لدعم مسار الإنتقال الديمقراطي وهو أشبه بمن يمشي على البيض دون أن يكسره...