كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة: اعداد خطة عمل بكافة الولايات لتفادي توسع انتشار الحشرة القرمزية ( فيديو )    انس جابر تغادر بطولة مدريد من الربع النهائي    اسقاط قائمتي التلمساني وتقية    عين دراهم: إصابات متفاوتة الخطورة في اصطدام سيارتين    الحكومة تبحث تقديم طلب عروض لانتاج 1700 ميغاواط من الطاقة النظيفة    تأخير النظر في قضية ما يعرف بملف رجل الأعمال فتحي دمّق ورفض الإفراج عنه    كمال دقّيش يُدشن مركز إقامة رياضيي النخبة في حلّته الجديدة    باقي رزنامة الموسم الرياضي للموسم الرياضي 2023-2024    القصرين: ايقافات وحجز بضاعة ومخدرات في عمل أمني موجه    تراجع عدد الحوادث المسجلة ولايات الجمهورية خلال الثلاثي الأول لسنة 2024 بنسبة 32 %    طلبة معهد الصحافة في اعتصام مفتوح    بمناسبة عيد الشغل: الدخول إلى المتاحف والمواقع الأثرية مجانا    هذه تأثيرات السجائر الإلكترونية على صحة المراهقين    على متنها 411 سائحا : باخرة سياحية أمريكية بميناء سوسة    نجلاء العبروقي: 'مجلس الهيئة سيعلن عن رزنامة الانتخابات الرئاسية إثر اجتماع يعقده قريبا'    القبض على شخص يتحوّز بمنزله على بندقية صيد بدون رخصة وظروف لسلاح ناري وأسلحة بيضاء    الليلة: أمطار غزيرة ورعدية بهذه المناطق    صفاقس: اضطراب وانقطاع في توزيع الماء بهذه المناطق    قفصة: تواصل فعاليات الاحتفال بشهر التراث بالسند    تحذير رسمي من الترجي التونسي لجمهوره...مالقصة ؟    الترجي الرياضي: نسق ماراطوني للمباريات في شهر ماي    تحذير من برمجية ''خبيثة'' في الحسابات البنكية ...مالقصة ؟    بنزرت: حجز أكثر من طنين من اللحوم    وزيرة النقل في زيارة لميناء حلق الوادي وتسدي هذه التعليمات..    سوسة: حجز كمية من مخدر القنب الهندي والإحتفاظ بنفرين..    أسعار لحم ''العلوش'' نار: وزارة التجارة تتدخّل    عاجل/ "أسترازينيكا" تعترف..وفيات وأمراض خطيرة بعد لقاح كورونا..وتعويضات قد تصل للملايين..!    مختص في الأمراض الجلدية: تونس تقدّمت جدّا في علاج مرض ''أطفال القمر''    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    خبراء من الصحة العالمية يزورون تونس لتقييم الفرص المتاحة لضمان إنتاج محلي مستدام للقاحات فيها    اتصالات تونس تفوز بجائزة "Brands" للإشهار الرمضاني الأكثر التزاما..    عاجل/ تلميذ يعتدي على أستاذته بكرسي واصابتها بليغة..    إحداث مخبر المترولوجيا لوزارة الدفاع الوطني    الحماية المدنية: 18 حالة وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة    فرنسا تشدد الإجراءات الأمنية قرب الكنائس بسبب "خطر إرهابي"..#خبر_عاجل    زيادة ب 14,9 بالمائة في قيمة الاستثمارات المصرح بها الثلاثي الأول من سنة 2024    تونس: تفاصيل الزيادة في أسعار 300 دواء    هام/ هذا موعد اعادة فتح معبر رأس جدير..    تفاقم عدد الأفارقة في تونس ليصل أكثر من 100 ألف ..التفاصيل    بطولة إيطاليا: جنوى يفوز على كلياري ويضمن بقاءه في الدرجة الأولى    عاجل : الأساتذة النواب سيتوجّهون إلى رئاسة الجمهورية    هدنة غزة.. "عدة عوامل" تجعل إدارة بايدن متفائلة    مفاوضات الهدنة بين اسرائيل وحماس..هذه آخر المستجدات..#خبر_عاجل    توزر...الملتقى الجهوي للمسرح بالمدارس الاعدادية والمعاهد    صدر حديثا للأستاذ فخري الصميطي ...ليبيا التيارات السياسية والفكرية    في «الباك سبور» بمعهد أوتيك: أجواء احتفالية بحضور وجوه تربوية وإعلامية    الخليدية .. أيام ثقافية بالمدارس الريفية    محاكمة ممثل فرنسي مشهور بتهمة الاعتداء الجنسي خلال تصوير فيلم    الاحتفاظ بالمهاجرة غير النظامية كلارا فووي    درة زروق تهيمن بأناقتها على فندق ''ديزني لاند باريس''    قيس الشيخ نجيب ينعي والدته بكلمات مؤثرة    جائزة مهرجان ''مالمو'' للسينما العربية للفيلم المغربي كذب أبيض    ثمن نهائي بطولة مدريد : أنس جابر تلعب اليوم ...مع من و متى ؟    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«نورالدين البحيري» (الوزير المعتمد لدى رئيس الحكومة) ل «التونسية»:لن نسمح لأحد بافتكاك الحكم... وشرعية 23 أكتوبر لا تنتهي الا بانتخابات
نشر في التونسية يوم 08 - 07 - 2013

نحن أحرص الناس على كشف قتلة بلعيد لأن الهدف كان اغتيال مسار الانتقال الديمقراطي
التجربة التونسية مستهدفة من الداخل والخارج
الحزب الذي يدعو إلى تدخل الجيش في الحياة السياسية هو حزب لا ديمقراطي
نعمل على غلق كل منافذ الاستبداد حتى لو كان نهضويّا
حاوره: محمد بوغلّاب
وأنا أسرع الخطى في إتجاه قصر الحكومة بالقصبة مساء الجمعة الماضي ملتفتا يمينا ويسارا لكثرة سيارات الشرطة ورجال الأمن، أدركت أن ضيفنا «المبجّل» (الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند) مازال بيننا، وخشيت أن يكون «سي نور الدين» قد حدد لي موعدا على وجه الخطأ فلا شكّ في أنه سيكون منشغلا بالضيف «المبجّل»...
أطردت سريعا هذه الفكرة من رأسي، فإذا بصورة عمر أميرلاي السينمائي السوري الراحل بجلطة دماغية – كان يمكن أن تصيب رؤوسا أخرى فارغة لا تخطط سوى للشرّ- ترتسم أمامي مقترنة بفيلمه الوثائقي الساحر «الرجل ذو النعل الذهبي» الذي أنجزه سنة 1999 عن رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري .
لم يكن أميرلاي يوما من أتباع الحريري ولا من أنصاره ولا من المتعاطفين معه ولا من منظوريه، ولكنه قدّم رفيق الحريري الملياردير ورجل السياسة بشفافية عالية كشفت وجها إنسانيا يندر أن نراه عند رجال السياسة في بلداننا العربية...
ترددت في أعماقي كلمات عمر أميرلاي الذي إلتقيته قبل سنوات بعيدة عن رفيق الحريري قائلا «لقد خشيت على نفسي من الوقوع في إغوائه أنا اليساري وهو التجسيد الصارخ لرجل المال الرأسمالي»...
حين دلفت إلى بهو قصر الحكومة بدأت في ترتيب أسئلتي في ذهني حتى لا «يلتهمني» محاوري الذي لا يكلّ من الحديث والتحليل والاستدلال والشرح دون أن يصدر منه ما يشي بأنه انزعج من سؤال ما مهما حاولت أن تحشره في الزاوية...
قد تختلف مع الأستاذ نور الدين البحيري المحامي والقيادي النهضوي البارز-إن لم يكن أحد أعمدة حركة «النهضة» منذ ثلاثين عاما-ورجل السياسة ، إلا أن الخصوم قبل الأصدقاء يشهدون للرجل نزوعه نحو الحوار سبيلا وحيدا لفض الخلافات، وتبجيله المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية الضيقة ...
والوزير البحيري من قلة من وزرائنا الذين يغادرون كراسيهم ليجلسوا إلى الصحافي وكأنهم في محراب للتعبد دون أن يمارس عليك أي ضغط، فلا سكرتيرة تخنقك بكثرة دخولها وخروجها مذكرة «عرفها» بموعد هام، و لا هو يردّ أصلا على جواله الذي لا ينقطع رنينه بل يكتفي بإلقاء نظرة سريعة ليعرف من المتصل...
لا يشعرك نور الدين البحيري وهو يتحدث إليك بأنك تقوم بواجب مهني ثقيل، بل يدفعك دفعا إلى أن تشاركه بعض حماسته محاولا الاستيلاء على حركة عينيك حتى لا تمضي بعيدا ...
لم أمسك نفسي خلال حوارنا الطويل الذي قارب الساعتين في أن أسأله هل يعلم بأنّنا كنّا نسميه أيام الجامعة «معاوية بن أبي سفيان» لدهاء الرجل السياسي ...إبتسم سي نور الدين وواصل إجابته وكأنه لم يستمع إلى سؤالنا ...
في ما يلي الجزء الأول من حوارنا مع الأستاذ نورالدين البحيري الوزير المعتمد لدى رئيس الحكومة....
هل يمكن الحديث عن حصيلة إيجابية لزيارة الرئيس الفرنسي إلى تونس؟
الحصيلة إيجابية أمر ثابت من خلال جملة من المعطيات الهامة أولها تأكيد الرئيس هولاند على تاريخية العلاقات التونسية الفرنسية ومتانتها وثقة فرنسا في تونس ونخبها وقدرتها على إنجاح المسار الانتقالي والتزام فرنسا بدعم هذا المسار وإلتزام السيد هولاند بتحويل بعض ديون فرنسا تجاه تونس إلى استثمارات وخاصة تعهّد فرنسا بفتح أرشيف قضية إغتيال الشهيد فرحات حشاد وهي خطوة تعبر عن رغبة الرئيس الفرنسي في فتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية ومزيد دعمها.
هل هذا الالتزام هو نوع من الاعتذار الفرنسي عن إغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد؟
المهم أن الرئيس الفرنسي كان واعيا بأهمية ملف اغتيال الزعيم حشاد شعبا ونخبا وحكومة ومنظمة نقابية وجمعيات مدنية، وان تونس التي تمثلها مؤسسات منتخبة تحتاج إلى خطوة في هذا الاتجاه وموقف فرنسي واضح وصريح وهو موقف أهم ما فيه انه يدل على رغبة صادقة من فرنسا لدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام وتجنب ما من شأنه أن يحدث الالتباس. وأعتقد أن لقاءات الرئيس الفرنسي مع مختلف الأطراف التونسية كانت إيجابية جدا وقد عكس خطابه في المجلس الوطني التأسيسي وفي مقر إتحاد الصناعة والتجارة إيمانه العميق بأن تونس بلد صديق وبأن علاقات الشراكة الاقتصادية مستمرة وبأن تونس ماضية في طريق الانتقال الديمقراطي رغم كل الصعاب وبأن تونس بلد آمن بل وأكثر بلدان العالم أمانا ودعا الفرنسيين إلى زيارة بلادنا.
هناك من يرى بأن فرنسا غارقة اقتصاديا ولا يمكن أن تزيدنا إلا غرقا؟
فرنسا بلد صديق تربطنا به علاقات تاريخية قديمة يجمعنا الحاضر وخاصة المستقبل كما تربطنا بفرنسا علاقة الجوار الجغرافي. فرنسا تستوعب أكثر من 700 ألف تونسي، وهي أيضا أكبر مصدر لبلادنا وأول مورد منها والمؤسسات الفرنسية المنتصبة في بلادنا هي الأولى إذ يناهز عددها 1300 وفرنسا أيضا رغم ما حصل خلال الثورة من تردد في مساندة الحراك الشعبي فإنه منذ صعود الاشتراكيين إلى الحكم بارتقاء السيد هولاند إلى سدة الرئاسة لم تتردد في تأكيد دعمها للثورة التونسية. وقد جدد الرئيس هولاند خلال زيارته دعم فرنسا لمسار الإنتقال الديمقراطي في تونس وتشجيع الاستثمار في تونس وقد كانت رسالة الرئيس هولاند واضحة لرجال الأعمال الفرنسيين بأن الاستثمار في تونس ليس منّة من فرنسا أو مزية وليس من باب التعاطف بل إن السوق التونسية سوق مربحة وهو استثمار من أجل النجاح. وأعتقد أن ما تحقق أمر هام جدا على المستوى الاقتصادي وتأكيد الثقة في قدرة التونسيين والنخبة السياسية ومؤسسات الدولة على تنظيم انتخابات في أقرب وقت .
وأعتقد أن زيارة الرئيس هولاند في هذه المرحلة رسالة قوية جدا للعالم بأن تونس بلد ناجح وهو بصدد تغيير مستقبله ببناء ديمقراطية ناشئة لا تقصي أحدا وبفتح أبواب الاستثمار وتشجيع المستثمرين وتوفير ظروف النجاح لهم في مناخ من الأمن والاستقرار.
طالبكم الرئيس الفرنسي بالتسريع في الكشف عن الجناة في قضية إغتيال شكري بلعيد؟
هذه قناعة مشتركة بين كل التونسيين وأصدقائنا ، نحن ندرك انه علينا التعجيل بإنهاء الدستور والابتعاد عن الخوض في خلافات لا قيمة لها وإضاعة الوقت في ما لا يسمن ولا يغني من جوع والتركيز على الكليات والمشترك بيننا، ندرك أنه علينا التعجيل بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في أقرب الأوقات وتجسيد التداول السلمي على السلطة، وما يهمني في هذا السياق التأكيد عليه أن البحث يسير بشكل جدي للكشف عن كل ملابسات عملية اغتيال الأستاذ شكري بلعيد.
عائلة الشهيد عبّرت عن سحب ثقتها من حاكم التحقيق الماسك بالملف ولوّحت بتدويل القضية؟
مع إحترامي لموقف عائلة الفقيد شكري بلعيد الذي هو زميلي(في المحاماة) وصديقي، ومع تقديري للوعتها لفقدان الراحل العزيز عليها وعلى التونسيين فإن القضاء التونسي بيّن بعد الثورة أنه قضاء مستقل. وليعلم الجميع اننا أحرص الناس على كشف الجناة لأن الذين قاموا بإغتيال شكري بلعيد لم يكونوا يستهدفون الشخص فقط ولا حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد فقط ولا الجبهة الشعبية فقط بل كان هدفهم إغتيال مسار الانتقال الديمقراطي في بلادنا وزعزعة الثقة بين مكونات الشعب التونسي ومفردات طبقته السياسية. وتأكدوا أننا نضع كل ما لدينا من إمكانات لكشف الحقيقة ونحن وصلنا إلى صورة حقيقية عن الجريمة ولم تبق سوى بعض التفاصيل الدقيقة التي سيتم كشفها ولا يجب أن ننسى أن هذا الصنف من الجرائم معقد ويحتاج إلى شيء من الوقت. وكما ترون فإن الرئيس هولاند خلال زياراته إلى تونس عبّر لأول مرة عن إستعداد فرنسا لفتح أرشيف عملية إغتيال فرحات حشاد في 5ديسمبر 1952
هل علينا أن ننتظر ستين عاما لنكتشف من إغتال شكري بلعيد؟
لا، لن تنتظر ستين سنة، نحن في ظرف أشهر قصيرة وصلنا إلى الحقيقة وتعرفنا على المنفّذين، بعضهم في حالة إيقاف وبعضهم في حالة فرار، نحن بفضل الجهد الذي بذلته مصالحنا الأمنية وحنكتها وتجربتها تمكنا من الكشف عن تفاصيل هذه الجريمة لوعي أمننا بخطورتها على أمن البلاد عموما وتستهدف مستقبل تونس. من أجل ذلك الوعي تسارعت الأبحاث ووصلت إلى نتائج لا يمكن لأحد في العالم أن يشكك في قيمتها ولا يمكن لأحد أن يشكك في السلطة القضائية المستقلة المتعهدة بالقضية التي من واجبنا ان نعينها بالاحترام الواجب تجاه القضاء وبالمعلومة وبالصمت أحيانا وألّا نربك أعمالها مع تفهمي لرد فعل العائلة ولكننا نؤكد أن ما بذلته السلطات التونسية وما حققته الأجهزة الأمنية في هذا الموضوع نتائج هامة وهامة جدا وستتوضح بقية التفاصيل في مرحلة لاحقة.
صرّح الفريق أول رشيد عمّار بأن الشرعية سقطت يوم إغتيال شكري بلعيد؟
(يأخذ نفسا عميقا قبل الإجابة) الحقيقة أن تونس بعد انتخابات 23 أكتوبر 2011 دخلت مرحلة جديدة من الشرعية هي شرعية الصندوق بعد ان كنا في شرعية توافقية إنبثقت عنها مؤسسات بحد أدنى من التوافق بين التونسيين الذين عبروا عن إستعداد فطري لتقديم تنازلات من أجل تونس وتغليب لغة المنطق حتى إنجاز إنتخابات 23 أكتوبر، بعد هذا التاريخ أصبحنا في مرحلة شعارها شرعية الإنتخابات والصندوق وهي شرعية محددة بالدستور الصغير و بتوافق كل التونسيين تنتهي بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ثانية نسلم إثرها الأمانة لمن يختاره الشعب التونسي عن طريق الصندوق ،وهي إنتخابات نعمل على أن تكون في نهاية السنة الجارية كما سبق التصريح به.
هل انت متأكد من قدرتكم على تنظيم الإنتخابات هذه السنة؟
الإنتخابات ليست شأنا حصريا للحكومة بل هي شأن وطني لكل التونسيين ما أنا واثق منه هو قدرة التونسيين على تحقيق هذا الهدف ومن أن النخب التونسية والأحزاب والمنظمات الوطنية الكبرى رغم بعض الأخذ والرد وبعض التصريحات المغالية قادرة على تحقيق هذا الهدف وهذا المطلب مثلما إلتزمنا بذلك وهو لا يتطلب الشيء الكثير بعد إرساء الهيئة الوقتية للقضاء العدلي وقطعنا لخطوات كبيرة لبعث الهيئة المستقلة للإنتخابات. أضف على ذلك أنّ الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي والبصري شرعت في عملها وهناك توافق واسع حول القانون الانتخابي والجميع مقرون العزم على تمكين من ينتخبه الشعب من الفوز بسدة الحكم مع العمل على توسيع دائرة المشاركة في الحياة السياسية والحياة البرلمانية .
المطلوب اليوم وهو نداء أوجهه إلى إخوتي وأصدقائي في المجلس الوطني التأسيسي هو التعجيل بوضع الدستور ويمكن الانتهاء منه في موفى شهر جويلية الجاري، وانا أعتقد أن ذلك ليس أمرا مستحيلا لأن هناك توافقا حول القضايا الرئيسية في الدستور، بقيت بعض التفاصيل على الجميع ان يتركوها جانبا.
«الجميع» تشمل «النهضة» أيضا؟
«النهضة» وغير «النهضة»، كل أبناء تونس
هل يضغط نورالدين البحيري بما له من تأثير ادبي في «النهضة» لتقديم تنازلات في النقاط الخلافية في الدستور؟
شوف سي محمد، خيارنا في هذه الحكومة، و خيار السيد رئيس الحكومة وخياري أنا نورالدين البحيري كعضو في الحكومة وكمواطن تونسي وكمناضل في «النهضة»، خيارنا جميعا أنه بين أيدينا لحظة تاريخية يمكن بها أن تدخل تونس التاريخ ويمكن للمشاركين في الحياة السياسية في هذه المرحلة أن يدخلوا التاريخ من اوسع أبوابه سيذكر الله سبحانه وتعالى ذلك من ضمن الحسنات وسيذكر الناس لنا متى عاشوا إن نحن كنا في مستوى هذه اللحظة التاريخية. فندائي هو ألّا نفوت هذه الفرصة على بلادنا وعلى أنفسنا من أجل تفاصيل لا قيمة لها... الإغراق في التفاصيل والإغراق في التنازع وتغليب الحسابات الشخصية او الحزبية او الفئوية وتغليب المشاعر الخاصة ...كل هذا يهدّد عملية الانتقال الديمقراطي ، إذا خيّرنا بين أمرين، أن نكون القاطرة والقدوة وان نكون المثال وان نكون في مستوى الثقة التي عبّر عنها الرئيس الفرنسي هولاند في قدرة الشعب التونسي ونخبه وعبّر عنها العالم كله منذ 14جانفي 2011....
(مقاطعا)هل مارس الرئيس الفرنسي ضغوطا على الحكومة التونسية في ما يتعلق بمسار الإنتقال الديمقراطي؟
الرئيس الفرنسي جاء زائرا محبّا لتونس معبّرا عن إحترامه لها وثقته في مسيرتها وفي النخبة التي تقودها داعيا الجميع إلى مزيد الالتزام بالتسريع في إنهاء المرحلة الإنتقالية. ونحن نقول إذا أردنا أن نكون في مستوى هذه الثقة وفي مستوى هذا الأمل الذي لا يقف عند حد فعلينا جميعا ألّا نفوّت على بلادنا هذه الفرصة التاريخية ، فالرئيس هولاند قال إن بناء الديمقراطية في تونس لا يهم تونس فقط بل إن بلادنا هي الشعلة والقدوة والمثال والشمعة التي تضيء مرحلة وعالما تسوده الظلمة. قال كنا مثلكم يوم حصلت الثورة الفرنسية وأصبحنا نشعر بأننا أصحاب رسالة والتونسيون اليوم أصحاب رسالة في المنطقة العربية وفي العالم بأكمله ولا يمكن أن نضيّع هذه الرسالة من أجل تفاصيل لا أهمية لها.
لم تعلق على تصريح الفريق أول رشيد عمار من أن الشرعية إنتهت يوم إغتيال شكري بلعيد؟
الشرعية تنتهي يوم إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة نسلم بعدها الأمانة إلى من ينتخبه الشعب التونسي ويختاره حاكما.
ماهو الموقف التونسي من تطور الأحداث في مصر وعزل محمد مرسي؟
الموقف التونسي صريح ، يؤكد تقدير تونس لما حصل في مصر من ثورة تاريخية
المقصود هو ثورة 25 يناير على مبارك؟
نعم وهي ثورة انهت عقودا من حكم الفساد والاستبداد والخيانة الوطنية والقومية وأتاحت للشعب المصري لأول مرة في تاريخه المعاصر أن يختار من يحكمه في إنتخابات شفافة وحرة ونزيهة شهد كل العالم بشرعيتها أتاحت للشعب المصري وضع دستور عبر الاستفتاء الشعبي وإعادة إرساء النظام القضائي والنيابي وغيره من المؤسسات.
نحن نقدّر أن الثورة ومسار الإنتقال الديمقراطي سيضع مصر في المكانة التي تستحقها مصر العظيمة صاحبة الدور المحوري عربيا وإقليميا ودوليا ونعتقد ان ما حصل مؤخرا هو تدخل المؤسسة العسكرية في شأن ليس لها أن تتدخل فيه وشأن لا يعنيها وهو بكل المقاييس لا يمكن ان يوصف إلا بأنه إنتكاسة.
هل ما حدث في مصر إنقلاب عسكري؟
هو انقلاب على الشرعية.
هل إعترفت الحكومة التونسية بالسلطة الجديدة في مصر؟
ما حدث إنتكاسة لمسار الإنتقال الديمقراطي وتدخل من الجيش في ما يجب أن لا يتدخل فيه وهو إنغماس للجيش وتورط في مسائل سياسية بما يهدد وحدة مصر ووحدة الجيش نفسه ودوره في حماية الأمن القومي وحماية الوحدة الوطنية ونعتقد أنّ المطلوب من الجيش المصري ان يضمن عودة الشرعية.
كيف؟هل بعودة محمد مرسي إلى سدّة الرئاسة؟
بعودة المؤسسات المنتخبة.
هل بعودة مرسي؟
أنا أتساءل ماذا يعيبون على مرسي؟ ارتكب أخطاء؟ طيب.
لم يستجب لإرادة الشعب؟
أي شعب؟
الشعب الذي خرج بالملايين ضده في الميادين
الشعب الذي إنتخبه أو الشعب الذي خرج ضده او الشعب الذي خرج معه.
أفادت CNN أن 33 مليونا خرجوا ضد مرسي في شوارع مصر؟
حتى لو كانوا مائة مليون، لو إعتبرنا أن ما حصل في مصر أمر طبيعي لن تبقى أية حكومة في العالم ولسقطت حكومات فرنسا وإيطاليا والمانيا والبرازيل وإسبانيا، نحن دخلنا مرحلة جديدة هي مرحلة الديمقراطية وللديمقراطية أحكامها وللديمقراطية ثمنها وللديمقراطية أفراحها وأتراحها وآلامها.
تحدث بيان رئاسة الجمهورية عن الرئيس مرسي وأعضاء حكومته، فهل يعني ذلك ان تونس لا تعترف بالسلطة القائمة في مصر؟
تونس والحكومة التونسية تعتبر ان ما حصل في مصر ما كان له أن يحصل وان تدخل الجيش في قضية خلافية بين المصريين هو تدخل في الشأن السياسي وهو ضرب لوحدة مصر وتعدّ على الشرعية وتهديد للوحدة الوطنية لأنّ المؤسسة العسكرية في البلدان الديمقراطية ليس لها أي دور في الشأن السياسي ودورها هو حماية الشرعية وحماية الدستور فإذا كان الجيش المنوط بعهدته حماية الدستور والشرعية ينقلب عليهما ما الذي سيبقى في العالم؟
كل الدول العربية رحّبت بالتغيير في مصر إلا تونس؟
نحن ننطلق من مواقف مبدئية بعيدا عن كل الحسابات.
هل ينطلق الآخرون من حسابات؟
لم أقل هذا وإنما يهمني التأكيد على أن تونس تنطلق من مواقف مبدئية تراعي فيها مصلحة الأمة ومستقبلها.
هل حدثت بينكم وبين الإخوان المسلمين إتصالات؟
ليس هناك أية إتصالات بين الحكومة التونسية وحركة الإخوان ولا أي طرف سياسي آخر.
هل توجد اتصالات بين «النهضة» والإخوان في مصر؟
هذه إسأل عنها «النهضة»، نحن لا ننحاز إلى أي طرف وعندما عبّرنا عن موقفنا فمن منطلق مبدئي لأننا نطمح إلى بناء ديمقراطية حقيقية في عالمنا العربي ونعتقد أن نهضة بلداننا وتطورها مشروطان بتحقيق الديمقراطية لأنه لا تشغيل ولا تنمية جهوية ولا تخفيض في الأسعار ولا إحترام للحريات ولا إحترام للحقوق في غياب الديمقراطية والدليل على ذلك ماذا فعل هؤلاء؟ أغلقوا القنوات التلفزية وضربوا الصحافيين وإعتدوا على المتظاهرين وقتلوا عددا منهم، هكذا تبدأ الدكتاتوريات بالتضييق على الطرف الرئيسي تنهكه وتدمره وتنهيه ثم ينقلبون على البقية، هل رأيتم في العالم يوما حكما إنقلابيا يحقق ديمقراطية او يحقق نهضة او تنمية؟
شعوبنا اليوم في حاجة إلى الديمقراطية، و الغريب ان بعض الناس يصفقون ويطبلون لما حصل في مصر، يمكن ان يكون التوتر ودرجة الخلاف في علاقة الإخوان ببعض الأطراف مبررا لهذا الموقف ولكني أتساءل هؤلاء يباركون الإنقلاب على مرسي لأنه إرتكب بعض الأخطاء، ربما كان على مرسي ألّا يتجاهل وجود صوت مصري آخر، ربما ما كان على مرسي ان يكون رئيسا أقرب إلى فئة من فئة اخرى، ربما كان عليه أن يكون رئيسا لكل المصريين لأننا نعتقد أنه حتى لو كانت المعارضة ضعيفة فعلى الحاكم أن يصغي للصوت الآخر مهما كان حضوره في الشارع ضعيفا، ربما كانت هناك أخطاء مرتكبة ولكن هؤلاء الذين دعوا إلى الانقلاب على مرسي بسبب ارتكابه بعض الأخطاء في إدارة الدولة والتعامل مع المعارضة هل يمكن ان يفسروا لنا كيف يبيحون لأنفسهم مساندة بشار الأسد وهو الذي يقتل مئات الآلاف من السوريين؟ لو كانت المسألة مسألة موقف من شعب ومن تنمية ومن الحريات والديمقراطية لا نلوم معارضتهم لمرسي، بعضهم يدعون إلى الإنقلاب على الشرعية اليوم.
(مقاطعا) تتحدث عن تونس أو عن مصر؟
لا ، عن مصر، كثير من أنصار الإنقلاب على الشرعية يصفقون لبشار الأسد ويدعمون نظام بشار الأسد مما يعني أن المسألة لا علاقة لها لا بالحريات ولا بالديمقراطية ولا بالتنمية الاجتماعية. أكثر من هذا هؤلاء الذين يعلنون رفضهم للدولة الدينية ويروجون ان مرسي هو عنوان الدولة الدينية هل رأيتم كيف إتكأ دعاة رفض الدولة الدينية على الكهنوت الديني لتبرير شرعيتهم الجديدة؟ إتكؤوا على شيخ الأزهر وعلى بابا الكنيسة، أليست هذه كهنوتية؟ أليست هذه هي الدولة الدينية ويا ليتهم إتكؤوا على شيوخ وعلماء من المسلمين والمسيحيين واليهود ممن عرفوا بنضالهم ضد الفساد والإستبداد وبالصوت الحر وإنحيازهم للجماهير بل رجعوا لأرشيف مبارك واستخرجوا منه أسوأ ما فيه.
ما هو الدرس الذي استخلصته الحكومة التونسية من «التجربة المصرية»؟
الدرس الذي يجب أن يستوعبه كل التونسيين أن تجربتهم مستهدفة من الداخل والخارج وان الكثيرين لم يقبلوا بعد عملية التحول الديمقراطي في المنطقة ويظنون ان الانتقال الديمقراطي سيكون على حساب مصالحهم ولذلك يسعون إلى إفشال هذه التجربة بكل الوسائل.
الدرس الذي يجب ان نتعلمه هو ان هذه التجربة مهددة يا توانسة يا من ضحيتم بدمائكم، «حزب العمّال» الذي كان رفيقا لنا في النضال ضد بن علي ودفع الكثير، «الحزب الجمهوري» كذلك، حزب «المسار» وغيرها من الأحزاب والجمعيات، قيادات الإتحاد العام التونسي للشغل، القيادات النقابية والطلابية أبناء تونس من الشمال إلى الجنوب ...كل الذين أعطوا من أجل هذه الثورة، كل الذين كانوا ضحايا للنظام البائد كل الذين إضطهدهم النظام البائد وإمتصّ دماءهم وإنتهك أعراضهم ودمّرهم أو حاول تدميرهم ماديا ولم يقدر على تدميرهم معنويا كل هؤلاء الذين أعطوا للثورة الكثير، عليهم ان يتذكروا في هذه اللحظة أن ثورتهم مهددة وهذه الثورة هي ثورتهم وليست ثورة الذين كانوا مع النظام البائد وكانوا يتلذذون أطعمة موائد النظام البائد، هؤلاء طبيعي جدا أن يكونوا ضد الثورة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.