التونسية (تونس) إقرار برشق وزير الثقافة ببيضة ونفي لتسديد لكمة له واستعداد لتسليم نفسه... هذا ما جاء في تصريح الممثل نصر الدين السهيلي الذي ورد في شكل فيديو مصوّر لموقع «نواة». وكان منشور تفتيش قد صدر في حق هذا الممثل والمخرج السينمائي من طرف فرقة منطقة باب البحر بتونس يوم السبت الفارط, على إثر اعتدائه على وزير الثقافة مهدي مبروك مساء الجمعة أثناء إحياء أربعينية الفنان عزوز البحر بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون. وإن كان الوزير قد أكدّ تعرّضه للعنف بوجهيه اللفظي والمادي وتلّقيه لكمة على مستوى الوجه فإن السهيلي نفى نفيا قاطعا أن يكون قد أقدم على ضرب الوزير ولكنّه في المقابل أقرّ برشقه ببيضة. ماذا بين السهيلي والوزير؟ ذاع خبر اعتداء الممثل والمخرج نصر الدين السهيلي على وزير الثقافة مهدي مبروك بكل ما حفّ به من تصريحات وتصريحات مضادة, لكن السؤال الذي بقي مطروحا هو: ما الذي دفع صاحب «الشاق واق»إلى الاعتداء على وزير الثقافة؟ وجاءت الإجابة على لسان المعتدي نفسه الذي تحدث عن انزعاجه من إقدام بعض الفنانين أثناء مراسم إحياء أربعينية الفقيد عزوز الشناوي على مدح وتمجيد وزير الثقافة وإنجازاته... الأمر الذي استفزه وجعله يحتج مذكرا بأداء الوزير ومواقفه تجاه أحداث «قصر العبدلية» بالمرسى ووقائع قاعة «سينما أفريكا» وتقديم عديد الفنانين إلى المحاكمة.. بيد أن هذا الاحتجاج قوطع بإخراج صاحبه من القاعة تحت التعنيف على حد قول السهيلي. و أضاف السهيلي أنه حاول بعدها مواصلة الحديث» مع الوزير ولكنه جوبه بمعاودة الطرد ...وهو ما دفعه حسب تصريحه إلى التوجه إلى العطار واقتناء بيضة رشق بها الوزير. وفنّد الفنان نصر الدين السهيلي حسب أقواله تصريحات وزير الثقافة القائلة بتعرّضه للعنف بنوعيه اللفظي والجسدي قائلا: «بالعكس إنهم هم من سبّوني وعنفوني وطردوني بالقوة...». وللإشارة فإن السهيلي من مكوّني الحركة الثقافية الشبابية التي تحمل اسم «كش مات». وهي حركة حديثة التأسيس أعلنت لدى بعثها عن جملة من الأهداف من بينها «تنظيم تحركات ميدانية ضد وزارة الثقافة للإطاحة بالوزير لتواطئه في تهميش المثقفين وصولا إلى الإعلان عن وزارة ثقافة موازية باعتبار أن الوزارة الحالية غير شرعية» حسب المنظمة المذكورة كما يضطلع السهيلي بمهمّة المنسق العام لحركة «خنقتونا». عائلة نصر الدين تحت التهديد «لست خائفا رغم صدور برقية تفتيش ضدّي وأعدهم بتسليم نفسي بداية هذا الأسبوع بعد أن أنهي «شويّة قضيات»... وحاليا أنا لست مختبئا بل أتجوّل في الشارع وسط الناس وفي الأحياء الشعبية...» هذا ما صرّح به الفنان نصر الدين السهيلي مؤكدا اعتزامه تسليم نفسه في القريب العاجل . كما أشار إلى أن بعض أعوان الأمن صادفوه في الشارع وتغافلوا عن القبض عليه دائما حسب كلامه وأضاف أن عوني أمن قاما بدفع فاتورة فنجان قهوته وقارورة مائه بأحد المقاهي بالعاصمة في حديث صامت لم تتكلم فيه سوى الابتسامات العريضة. وعلّق السهيلى على سلوك الأمنيين ب«كرههم للحكومة الحالية»، حسب قوله. ولم يخف هذا الفنان انزعاجه من تشبيه وزير الثقافة له بإرهابيي الشعانبي في تصريح لقناة حنبعل, قائلا: «هذا الوزير في حكومة الرش والإرهاب والاغتيال... شبّهني بالقضقاضي لأني فقط قذفته ببيضة! كما اعتبر السهيلي أن الرشق بالبيض ليس عنفا بل شكلا من أشكال الاحتجاج مستعرضا أمثلة رؤساء دول وشخصيات مرموقة رشقت بالبيض... وإن أعرب السهيلي مرارا عن عدم خوفه ولا خشيته من تسليم نفسه ,فإنه ذكر أن ما يحزّ في نفسه هو المضايقات والتهديدات التي طالت أسرته في حملة التفتيش عنه ,متسائلا في إنكار: « ما ذنب أخي حتى يهدّد بالاقتياد إلى السجن بدلا عني إلى حين تسليم نفسي ,و ما دخل والدي حتى يطلب منه القدوم مرة إلى «الداخلية»و مرة أخرى إلى «القرجاني» ,و ما الذي أتته والدتي حتى يقطعوا نومها عند الثالثة صباحا مهددين إياها باقتحام المنزل ...؟». نداء للمساندة ودعوة للمساعدة أرسل الفنان نصر الدين السهيلي نداء إلى المثقفين والفنانين والشباب وجماهير كرة القدم والطلبة... وخصوصا المعطلين عن العمل للاحتشاد بقوة يوم تسليم نفسه وأيضا لمساندة قضيته معتبرا إياها «شأن الجميع ولا تخصّ الفنانين وحدهم»، على حدّ تعبيره.