أبرز ما لاحظناه مباشرة بعد نهاية اللقاء الأخير لفريق باب سويقة في أبيدجان وانتصاره على ممثل وبطل الكوت ديفوار بهدف لصفر هو أن هذا الفوز الثمين والتاريخي في الأراضي الإيفوارية لم يحجب النقائص والسلبيات على عيون الترجيين وخاصة الإطار الفني والمسؤولين فهناك قناعة كاملة أن العمل الذي ينتظر هذه المجموعة كبير جدا لتدعيم نقاط القوة والإيجابيات من جهة ولإصلاح الهفوات ونقاط الضعف وبالتالي بلوغ المستوى الذي يؤهل الفريق فعلا إلى التنافس الجدي على اللقب القاري الغالي من جهة أخرى... هذه هي أهم نقطة استنتجناها على عين المكان بملعب روبار شومبرو عقب الصافرة الأخيرة للحكم السينغالي فال وهذا مؤشر إيجابي لمستقبل هذه المجموعة التي تملك إمكانيات كبيرة تسمح لها ببلوغ أعلى المستويات خصوصا بعد الإنتدابين الأخيرين للدراجي ونجانغ والذي بدأ يعطي أكله بوضوح من الجانب الهجومي... النقاط السلبية التي لم يحجبها الفوز على الترجيين تتمثل أساسا في الناحية الدفاعية كمنظومة كاملة لا تتعلق فقط بالخط الخلفي وإنما بالعمل الجماعي في هذا الجانب انطلاقا من عناصر الخط الأمامي المدعوة إلى القيام بدور أول المدافعين بما يحدث التوازن في هذا الجانب ويقلص من الفرص الخطيرة التي يحدثها المنافس على مرمى بن شريفية على غرار ما رأيناه في الشوط الثاني من المباراة الأخيرة في الكوت ديفوار فالدفاع لا يمكن أن يتحمل لوحده أعباء ضغط المنافسين ويحتاج إلى المساندة الكاملة على هذا المستوى من المهاجمين لتعطيل عملية الفريق المقابل ومنعه من تصعيد الكرة بالسهولة التي لاحظنها في أبيدجان خلال الفترة الثانية من مواجهة سيوي سبور. الترجي «يكسّر» قاعدة الأرض والجمهور في المجموعة انتهت مرحلة الذهاب لدور المجموعات لكأس رابطة الأبطال بتصدر الترجي الرياضي ترتيب المجموعة الثانية صحبة القطن الكاميروني بست نقاط من انتصارين وهزيمة مع فارق هام يتمثل في أن فريق باب سويقة خاض خلال مرحلة الذهاب لقاءين خارج تونس على عكس ممثل الكاميرون الذي استقبل في مناسبتين على أرضه وأمام جمهوره... الترجي الرياضي هو كذلك الفريق الوحيد في المجموعة الذي نجح في الفوز خارج أرضه كاسرا بالتالي قاعدة الأرض والجمهور التي ميّزت مقابلات مجموعته إلى حد الآن وخلال الشطر الأول من هذا الدور وهذا عامل هام يدعم حظوظ أبناء باب سويقة باعتبار أنه سيلعب مقابلتين في تونس خلال مرحلة الإياب. الانتصار في اللقاءين القادمين يعني التأهل الترجي الرياضي يستقبل على التوالي ممثل الكوت ديفوار سيوي سبور وبطل أنغولا ريكرياتيفو ليبولو خلال الجولتين القادمتين وهذا عامل إضافي إيجابي لتحقيق الهدف من هذا الدور والمرور إلى نصف النهائي ذلك أن الفوز في المواجهتين سيضمن للأحمر والأصفر التأهل رسميا إلى المربع الذهبي قبل التحوّل في الجولة الأخيرة إلى مدينة غاروا لملاقاة القطن الكاميروني وهذا ما يجب أن يؤمّنه الترجيون لتفادي كل المفاجآت والحسابات في الأمتار الأخيرة.