التونسية (تونس) قال «طارق الكحلاوي « عضو المكتب التنفيذي لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» والمدير العام للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية ان هناك عديد المعطيات الجديدة حول ما يسمى بتنظيم «القاعدة» وانتشاره في بلدان الربيع العربي وعلى رأسها تونس, مضيفا ان بعض التطورات في هذا الملف لا يمكن ان تفك رموزها إلا الاجهزة الامنية الاجنبية. وأشار «الكحلاوي» الى انه بالرغم من ان وزير الداخلية لطفي «بن جدو» لم يؤكد ولم ينف علاقة «أنصار الشريعة» في تونس بأطراف اجنبية فإن الأبحاث الميدانية اكدت ان معظم انصار الشريعة قد اطلعوا على كتاب «ادارة الوحش»وهو المرجع الأساسي والكتاب الاول المنصوح بقراءته من قبل تنظيم «القاعدة» مما يؤكد ولاءها له والسير على منهجه . وأضاف «الكحلاوي» ان ما شهدته تونس من احداث عنف وفوضى هو تجسيد لما دعا له كل من زعيم تنظيم القاعدة «أيمن الظواهري» والقيادي البارز ابو «مصعب السوري»و»عبد الله الجيجلي» عبر المقالات التي نشرت على اعمدة مجلة «انسبير» الانقليزية الناطقة باسم التنظيم والداعية الى التأقلم مع مجريات الاحداث ودعمها واحتوائها مع التأكيد على ان يكون هذا الدعم في خدمة مصالحهم. مشيرا في السياق ذاته الى ان تنظيم القاعدة خطط الى استغلال مجالات الحرية في بلدان الربيع العربي وعلى رأسها تونس من خلال تجميع القوى في اتجاه القيام بثورات ثانية لتجسيد حلمها وتأسيس دولة اسلامية. وقال «الكحلاوي» ان تنظيم «القاعدة» في تونس بدأ في الظهور والاستقواء في احداث «العبدلية» التي تورط فيها تنظيم «أنصار الشريعة» وكشر عن انيابه من خلال تعمده مهاجمة المقرات الامنية وتنظيم مظاهرات في الاحياء الشعبية على حدّ تعبيره. وأضاف «الكحلاوي» ان الدراسات والأبحاث الاستراتيجية تؤكد ان تنظيم «القاعدة» صنّف تونس من بين الاماكن التي لا تعتبر ساحات مواجهة والتي لا تستقيم فيها المواجهة المفتوحة مع الحكومات, مشيرا الى ان هذا الاخير وضع خطة ارهاب خاصة بها تتمثل في الارهاب الفردي والعمليات السرية لتصفية ما يسمونه ب«رؤوس الكفر» وهو ما اثبت تورط «أنصار الشريعة» على مستوى قيادي وهيكلي في تنفيذ الاغتيالات السياسية وعمليات ارهابية حسب ما اكدته السلطات الرسمية . ولم ينف «الكحلاوي» ان «القاعدة» تسعى الى تعميق الفوضى وإثارة البلبلة في بلدان الربيع العربي لخلق فضاء ملائم لتحركاتها وتغلغلها في الاوساط الشعبية وخلق ارضية لاستقوائها واستضعاف الدولة, مضيفا ان هناك بعض القوى الاقليمية والعناصر الداخلية التي قد تكون تدعمها او تختفي وراءها لضرب المسار الانتقالي الديمقراطي والحيلولة دون تأسيس انظمة سياسية جديدة تؤمن بالتداول السلمي على السلطة. وأشار «الكحلاوي» الى ان مختلف المؤشرات تؤكد ان تنظيم «القاعدة» لن يكون له مكان في تونس وان أقصى ما يمكن فعله هو اثارة البلبلة في المسار السياسي وان تحركاته في تونس لن تستفيد منها سوى القوى الاقليمية وبعض النفوس المريضة التي تريد ان تضرب نموذج الانتقال الديمقراطي في تونس.