بعد انتصاره عشيّة الخميس الفارط أمام القوافل الرياضية بقفصة بهدف دون ردّ، خاض النادي الافريقي أمس الجمعة مباراة ثانية أمام فريق المدينة الليّبي الذي نزل ضيفا على حديقة الرياضة «أ» وقد شرّك الاطار الفنّي خلال مباراة أمس مجموعة اللاعبين الذين لم يشاركوا في مباراة القوافل على غرار جابو والبراطلي والحارس الرباعي.. انتصار «الكوتش».. مباراة الخميس الفارط بين الافريقي والقوافل شهدت سيطرة كاملة لأبناء المدرّب «آدري كوستر» الذي دخل المواجهة بتشكيلة تتركب من عاطف الدخيلي في حراسة المرمى اضافة الى سيف تقا وبلال العيفة في المحور وأسامة الحدادي على الجهة اليسرى للدفاع فيما كان حمزة العقربي في الجهة المقابلة. وسط ميدان الافريقي تكوّن من أشرف الزيتوني والشابّ الصاعد عصام الدريدي فيما اضطلع الهذلي والحداد بمهمّة الهجوم على الأجنحة بينما كان سيف الدين الجزيري وسلامة القصداوي مهاجمين صريحين في منطقة العمليّات. الإفريقي سيطر خلال الشوط الأول الذي شهد بعض العمليات المحتشمة من فريق القوافل عبر هجومات معاكسة مع الاشارة الى الحضور الدفاعي الصلب لأبناء المدرّب خالد بن يحيى، وقد كاد القصداوي أن يسجّل أكثر من هدف خلال النصف الأوّل من المباراة لكنّ العارضة من جهة وتألّق حارس القوافل من جهة أخرى منعاه من ذلك. المباراة شهدت اندفاعا كبيرا من الفريقين ممّا جعل «كوستر» يقوم بأولى تغييراته الاضطرارية مع بداية الشوط الثاني حيث تعرّض عصام الدريدي لإصابة (ليست بالخطيرة) وتمّ تعويضه بخالد القربي. ومع تقدّم الوقت واستمرار مسلسل اضاعة الفرص من قبل هجوم الافريقي، تفطّن الاطار الفنّي لنادي باب الجديد لعدم جاهزية سيف الدين الجزيري الذي كان بطيئا في عملياته وكانت «الفورمة» غائبة عن مهاجم الافريقي وهذا ما جعل مدرّب الافريقي يقحم الثنائي زهيّر الذوادي وآزر الغالي مكان كلّ من مراد الهذلي –الذي بذل مجهودا طيّبا- وسيف الدين الجزيري. «كوتشينغ» أعطى أكله منذ الدقائق الأولى بعد عملية هجومية مركزة وسريعة بدأها سلامة القصداوي بتمريرة خلفية لماهر الحداد الذي مرّر بدوره لزهيّر الذوادي الموجود على مستوى نقطة ضربة الجزاء قبل أن يمرّر لآزر الغالي القادم من الجهة اليمنى للهجوم الذي لم يفوّت الفرصة وسجّل هدف الافريقي الوحيد بعد تمريرة «في طبق» من الذوادي. بعدها ارتفع النسق وقدّم زملاء الحداد عرضا ممتازا طيلة ربع ساعة من الجمل الكروية والعمليات الهجومية لكنّ هذا لم يمنع دفاع القوافل من الوقوف سدّا منيعا أمام هجمات الذوادي والحدّاد الذي بذل مجهودا دفاعيا وهجوميا كبيرا طيلة اللقاء ممّا جعل المدرّب يغيّره في الدقائق الأخيرة بأحمد جمال الدّين... نقص في النجاعة.. مباراة القوافل الرياضية بقفصة عشيّة الخميس ولئن شهدت سيطرة شبه كليّة لكتيبة المدرّب «كوستر» إلّا أنّ المتابع لأطوار المباراة يلاحظ نقصا على مستوى النجاعة الهجومية لزملاء القصداوي.. هذا الأخير الذي أضاع عديد الفرص خلال المباراة رغم العمل الكبير الذي قام به على مستوى الضغط على دفاع المنافس ولعبه دون كرة فتح المجال أمام ماهر الحداد ومراد الهذلي للتقدّم نحو المرمى وخلق الخطر في كلّ مرّة. وفي غياب المنتدبين الجدد على غرار «مات موسيلو» الذي عاد الى سويسرا لتسوية بعض الأمور مع فريقه السابق الخاصّة بالسيّارة والمنزل وغيرها اضافة الى غياب برانس الذي تمتّع برخصة ذهاب الى غانا لمدّة خمسة أيام قبل العودة واستئناف النشاط مع زملائه. يبقى سلامة القصداوي من أبرز العناصر الهجومية التي يعوّل عليها الاطار الفنّي في بناء العمل الهجومي لأنّ طريقة لعبه والمواصفات التي يتمتّع بها يعتبرها «كوستر» مهمّة في اعطاء النفس للأجنحة الهجومية وللأطراف. لكنّ الواضح بأنّ النادي الافريقي لم يحسن استغلال الكمّ الهائل من الفرص الهجومية التي صنعتها أرجل الحدّاد والهذلي والزيتوني والقصداوي بسبب تألّق حارس القوافل اضافة الى غياب شبه كلّي لسيف الدين الجزيري الذي كان تائها خلال مباراة الخميس وساهم في اجهاض عديد الهجمات لنادي باب الجديد. نقص النجاعة بالنسبة لهجوم الأحمر والأبيض أكّده الاطار الفنّي في دردشة خاطفة بعد المباراة حيث عبّر كوستر ومساعده فتحي العبيدي عن ضرورة العمل بأكثر جدّية على التركيز أمام المرمى وتلافي اللّعب السلبي والاستعراضي الذي يبالغ فيه اللاعبون أحيانا في نفس الوقت أكّد مدرّب الافريقي بأنّ الأسبوعين القادمين سيكونان حاسمين في تحديد الخطّة «أ» والخطّة «ب» التي سيعتمدها الفريق خلال مواجهاته وحسب طبيعة دفاع المنافس... «الحدّادي» و«العقربي» ثنائي الامتياز.. ومن النقاط الإيجابيّة التي برزت من خلال نمط اللعب الجديد للمدرّب الهولندي هو اعطاؤه الحرّية الكاملة للظهيرين الشيء الذي أعاد اكتشاف الثنائي حمزة العقربي على الجهة اليمنى واسامة الحدادي على الجهة اليسرى للدفاع. ورغم أنّ الثنائي يشغل خططا دفاعيّة بالأساس إلّا أنّ تعليمات الاطار الفنّي جعلت الاطراف الدفاعية للافريقي تظهر في حلّة هجومية كاملة طيلة المباراة وكانت مصدرا للخطر الأمامي في كلّ هجمة بل كاد الحدّادي كما هو الحال بالنسبة للعقربي أن يسجّل هدفين في مباراة الخميس الفارط. وللأمانة فإنّنا نستطيع التأكيد حاليّا على أنّ الأطراف الدفاعية ستكون «ماكينة» جديدة وسلاحا هجوميا هاما سيستعمله مدرّب الافريقي وسيظهر للعلن مع بداية مباريات البطولة.