بقلم محمود حرشاني مجلس الجمهورية مجلس كان قائما في عهد الزعيم بورقيبة وكان يجتمع برئاسته للنضر في القضايا الكبرى والازمات التي تمر بها البلاد في الفترات العصيبة وقد اجتمع عديد المرات وكان يتركب خاصة من كبار شخصيات الدولةوحاصة كاتب الدولة للرئاسة ورئيس مجلس الامة والامين العام للحزب ورؤوساء المنظمات القومية..وكان هذا المجلس يسمى بمجلس الجمهورية ويتخذ قرارات هامة تخص مصير البلاد.وها ان الرئيس الباجي قائد السبسي يحيي هذا المجلس ويجتمع برئاسته وقد دعا اليه كلا من رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب ورؤساء الاحزاب المشكلة للائتلاف الحكومي و رئيسي اهم منظمتين وطنيتين في البلاد وهما منظمة الشغالين ومنظمة الاعراف. ولئن لم تعط رئاسة الجمهورية في بلاغها صفة مجلس الجمهورية مثلما كان الشان في عهد الزعيم بورقيبة فان الواضح ان الصفة الاقرب لتوصيف هذا الاجتماع هي صفة مجلس الجمهورية وربما اراد الباجي احياء هذا المجلسجريا على السنة البورقيبية. ما شد الاهتمام هو الكلمة التي افتتح بها رئيس الجمهورية اشغال المجلس.حيث ان الرئيس دق ناقوس الخطر الذي يتهدد البلاد وحمل كل طرف مسؤولياته امام مصلحة تونس العليا وشدّد رئيس الجمهورية على تردّي الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وما رافقه من ارتفاع منسوب الاحتقان والتوتّر السياسي، في ظرف أمني يتّسم بالدقة ويشهد محاولات متكررة لاستضعاف الدولة وتهديد كيانها، بما لا يبشّر بانفراج سريع للأوضاع وقد يفتح الباب أمام مزيد من المخاطر والتحديّات. واعتبارا لدقة المرحلة فقد وأكّد رئيس الدولة على ضرورة مواصلة الحوار بين كل الأطراف على قاعدة تغليب المصلحة الوطنيّة والترفّع عن الحسابات السياسيّة الضيقة وإيجاد حلول جذريّة كفيلة بتفكيك عناصر الأزمة الراهنة واتّخاذ القرارات الشجاعة والجريئة الكفيلة باعادة الأمل للتونسيين وصيانة المسار الديمقراطي وحماية الدولة من الأخطار المحدقة بها، مع الولاء فقط لتونس والمصلحة العليا لشعبها. ان هذا الاجتماع يعد اجتماعا هاما ومن خلاله اراد رئيس الجمهورية ان يؤكد انشغاله بخطورة الوضع الذي تمر به البلاد والذي يهدد في صورة عدم ايجاد الحلول والتحلي بالروح الوطنية العالية بعيدا عن المصالح الضيقة والمصالح الفئوية والحزبية. لان تونس فوق الجميع وقوق الاحزاب. ان مجلس الجمهورية هو اعلى مجلس استشاري للدولة وهو يجتمع في المناسبات الكبرى الخطيره واكيد ان رئيس الجمهورية عندما دعا هذا المجلس اليوم الى الانعقالد في ظرف دقيق وحساس وفي ظرف امني يتسم بالدقة وارتفاع منسوب الاحتقان والتوترنتيجة عديد العوامل ومنها انهيار القدرة الشرائية لاغلب التونسيين وارتفاع معاناتهم اليومية اراد ان يبلغ للجميع ان البلاد في خطرنتيجة المحاولات المتكررة من هنا وهناك لاستضعاف الدولة..وهو وضع لا يمكن ان يستمر كتبه محمود حرشاني