انتظمت مساء الاربعاء، بمقر نقابة الصحفيين التونسيين بوسط العاصمة، أربعينية النقيبة السابقة، المرحومة نجيبة الحمروني، التي وافتها المنية في 29 ماي الماضي بعد صراع طويل مع المرض . وحضر الاربعينية عدد من أفراد عائلة الفقيدة و جمع غفير من الاعلاميين والصحفيين ومن العاملين بمركز "كوثر" للمرأة العربية وأصدقاء الفقيدة ومن النشطاء في المجتمع المدني بالاضافة الى الأمين العام للإتحاد الدولي للصحفيين ،انطوني بيلانجار ، Antony Bellanger . واستهل موكب الاربعينية بعرض شريط وثائقي ومدة نحو 45 دقيقة أنتجته مؤسسة التلفزة الوطنية تخليدا لذكرى الراحلة ومسيرتها النضالية . واستعرض معد الشريط الوثائقي، مسيرة نجيبة الحمروني و نضالاتها من اجل الكلمة الحرة وحرية و نزاهة واستقلالية قطاع الصحافة والإعلام. كما أقيمت في ذات المناسبة عروض موسيقية أثثتها مجموعة من الفرق الفنية الملتزمة. وفي تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء (وات) ، عبرت رشيدة الحمروني، شقيقة النقيبة الراحلة، عن أمل العائلة في أن تطلق السلطات الجهوية اسم شقيتها على أحد المعالم أو المباني الرسمية في مسقط رأسها "البطان" التابعة لولاية منوبة، تخليدا لذكراها ولمسيرتها النضالية دفاعا عن حرية الرأي والكلمة. أما نقيب الصحفيين، ناجي البغوري، فأكد بدوره في تصريح اعلامي أن نضال النقيبة الراحلة "تجاوز الجانب المتعلق بحرية الاعلام والصحافة والرأي، الى النضال من أجل قضايا المرأة والمساواة بين الجنسين ومن أجل الحقوق الاجتماعية والاقتصادية وارساء الديمقراطية الحقيقية للتونسيين"، حسب تعبيره. من جهة أخرى، لاحظ البغوري أن حضور عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين للأربعينية، "يعد خير رد للجميل للفقيدة، ويمثل اعترافا بدورها"، مضيفا أن المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين سينظر قريبا في "جملة من الأفكار" لتكريم النقيبة السابقة. وكانت للنقيبة الراحلة نجيبة الحمروني مسيرة نضالية ثرية، حيث وصفها كثير من السياسيين والإعلاميين ب"الصحفية المناضلة والمدافعة الشرسة عن الحريات". و تحملت الفقيدة مسؤولية رئاسة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين من سنة 2011 إلى سنة 2014، ولعبت دورا بارزا سواء في مسار إصلاح الإعلام، أو في قيادة النقابة في فترة انتقالية حساسة خاض خلالها الصحفيون إضرابين عامين غير مسبوقين وطنيا وعربيا من أجل صحافة حرة منحازة لقضايا الشعب.
