نصرالدين السويلمي خلفت زيارة مرزوق الى ايطاليا وبعض دويلاتها الكثير من الاستفسارات و مثلها من الاستفزازات ، ولعل اغرب ما صدر عن الحزب الذي يراسه تأكيده في بلاغ له ان الزيارة الى صقلية تندرج ضمن التعرف على سياسة الدولة في ادرة الحكم الذاتي ! ولا ندري إن كانت لمشروع تونس رغبة في صنصرة البلاد كما انه من الغير المعلوم أي من المناطق البلاد ستتمتع تحت حكم السيد مرزوق بالحكم الذاتي ، والا فإننا امام تصريحات عشوائية انتجتها سياسة تبحث عن تسجيل الحضور على حساب تونس ، صدفة نادرة تلك التي ابانت عن تواجد مستثمرين تونسيين في صقلية للبحث في مسالة تبادل الاستثمار مع تواجد محسن مرزوق وفريقه للبحث في نفس المسالة ، التزامن اشار اليه البلاغ الصادر عن حركة مشروع تونس بتاريخ 12 جانفي 2017 ، والذي جاء فيه " وقد شجع وفد حركة مشروع تونس المستثمرين الايطاليين على تعزيز اتصالاتهم بنظرائهم التونسيين الذين كان عدد منهم متواجد بصقلية خلال زيارة الوفد لها". وكان محسن مرزوق تجاهل ما تداولته وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول زيارته الى ايطاليا وحديثه عن استثمارات تونسية في صقلية ، ثم وتحت الضغط اضطر الى الظهور الاعلامي لتفنيد الامر جملة وتفصيلا واكد ان الدعوة وجهت الى المستثمرين الايطاليين للاستثمار في تونس لا غير ، لكن الفيديو المنشور والذي تداولته وسائل التواصل الاجتماعي اثبت ان السيد محسن مرزوق وعد المسؤولين الصقليين بجلب استثمارات تونسية الى بلادهم ، ما يطرح العديد من الاسئلة الملحة ، ويترك نقاط استفهام محيرة ، ابرزها لماذا يرغب مرزوق في تحويل وجهة الاستثمار التونسي الى الخارج في حين تصارع المجموعة الوطنية لإقناع هذا المال بالتخلص من انطوائه داخل المناطق الساحلية وانكماشه في العاصمة وتسعى إلى حثه على اقتحام العمق التونسي ، ثم لماذا يعمد مرزوق الى المغالطة وتقديم روايات مناقضة للواقع وهو يعلم ان تصريحاته مسجلة بالصوت والصورة ! وهل يسعى مرزوق من خلال زيارته تلك لتحقيق حزمة من الارباح ، منها استباق رئيس الجمهورية الذي من المقرر ان يؤدي زيارة دولة الى ايطاليا خلال شهر فيفري المقبل ، قبل ذلك والاهم منه ، هل يبحث مرزوق عن سوق منخفضة وآمنة لاستقبال الاموال التي ستتدفق على حزبه من جهات معلومة لعل ابرزها الامارات العربية ، ثم تحويل هذا المال الى استثمارات ستشكل الرافد المالي لحزب جنين يسعى الى سحب البساط من تحت الحزب الام المنهك بالتجاذبات . تحركات محسن مرزوق وبغض النظر عن ما خلف الاكمة جاءت خارج سياق الدبلوماسية الشعبية ، ويبدو ان نشاطات زعيم النهضة في هذا السياق اربكت صاحب المشروع الذي حاول الاستنساخ فوقع في تجاوزات بديهية ، اذا تعتمد الدبلوماسية الشعبية على التحشيد والدعوة والترشيد والدعاية ومد الجسور وفتح الآفاق ، ولا يمكن لدبلوماسية شعبية ان تتحول الى ناطق رسمي باسم الدولة وان تعقد اتفاقيات وتبرم معاهدات وتوقع مراسيم ، فكل تلك المهام هي من شان الجهات الرسمية لا غير وليست الدبلوماسية الشعبية الا احد روافد الدبلوماسية الرسمية التي تعتبر واجهة الدولة وممثلها الرسمي في الخارج. تندرج تحركات محسن مرزوق ضمن خطة يمكن تسميتها بالخطة الرباعية ، وتعتمد على امتصاص الوعاء النسائي للنداء والذي ووفق احصائيات التصويت لرئيس الحزب الباجي قائد السبسي خلال الانتخابات الرئاسية الماضية يصل قوامه الى مليون إمراه ، ثم يعتمد على انتزاع تواكيل خصوم النهضة ليصبح حزبه المكلف الاول بالتصدي للحركة والحيلولة دون عودتها الى السلطة استحواذا او مشاركة ، ايضا تعتمد الخطة الرباعية على اجتذاب الارث البورقيبي والانفراد بتمثيله ، ليس قناعة ولكن كنوع من انواع الدعاية وباب من ابواب الاسترزاق الانتخابي ، ثم تقضي الخطة بإيجاد موارد مالية آمنة لا تطالها قوة النداء المالية وتكون بعيدة عن ضغوطات الدولة التي يسيطر عليها الرئيس وحزبه ، ولخدمة هذا الغرض يسعى مرزوق الى زرع استثمارات حزبه خارج تونس كما تندرج محاولته التي كشفتها اوراق بنما في نفس السياق مع اختلاف اللافتة الحزبية ، تلك اهم معالم الخطة التي يعتمدها مرزوق ، الى جانب المحافظة على الدعم الامريكي له ، فقد بات من الواضح ان الادارة الامريكية تراهن عليه لخلافة الباجي قائد السبسي ، وقد تناولت ذلك الكثير من المصادر لعل اهمها ما اكدته صحيفة "لوبوان" الفرنسية التي تعرضت في احد اعدادها الى اسباب تفكك حزب نداء تونس وفي السياق اشارت الى ان محسن مرزوق يحظى بدعم الولاياتالمتحدةالامريكية .