- (من مبعوثة وات، سهام مامي) أجمع مسؤولون برلمانيون إيطاليون في تدخلاتهم عشية الاربعاء بروما، خلال جلسةَ لمجلس الشيوخ الإيطالي، بمناسبة توجه رئيس الجمهورية، الباجي قايد السيسي، بكلمة أمام اجتماع مشترك لأعضاء لجنتي الشؤون الخارجية بكل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب، على تثمين العلاقات التونسية الإيطالية، والتجربة الفريدة التي تعيشها تونس، مؤكدين "ضرورة أن تساعد أوروبا تونس على مواجهة التحديات والأخطار". وفي هذا السياق، َقَال رئيس مجلس الشيوخ الايطالي، بيترو قراسو، Pietro grasso، إن مجلسه "ملتزم بدعم مجلس نواب الشعب التونسي والتعاون معه، في إطار توأمة من أجل تدريب البرلمانيين التونسيين"، مشيرا إلى أهمية الديبلوماسية البرلمانية وتبادل الوفود لخدمة مصلحة البلدين، ودعم مجلس الشيوخ الايطالي للتجربة التونسية" من جانبها، أكدت رئيسة مجلس النواب الإيطالي، لاورا بولدريني Laura Boldrini، أن زيارة رئيس الجمهورية، الباجي قايد السيسي، الذي قالت إنه "يتمتع بالحكمة والموقع السياسي المعترف به دوليا"، من شأنها أن تعزز العلاقات بين البلدين. وذكرت رئيسة البرلمان بالمسيرة الكبيرة التي شاركت فيها يوم 29 مارس 2015، على إثر العملية الإرهابية التي استهدفت متحف باردو، والتي توفي فيها عدد من الإيطاليين، قائلة "لقد وقفت خلال هذه المسيرة على مدى شجاعة آلاف الشباب والنساء، وانخراط المجتمع المدني في رفض الإرهاب والتنديد به". وشددت في هذا الصدد، على ضرورة "دعم مسيرة تونس، ومساعدتها على مواجهة التهديدات الإرهابية". وأبرزت بولدريني، من ناحية أخرى، أهمية التعاون البرلماني بين البلدين، مذكرة بالبروتوكول الثنائي الذي وقعت عليه مع رئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر، والذي يتضمن خطة سياسية وأخرى إدارية ومشروع توأمة. ولفتت في نفس السياق، إلى التعاون متعدد الأطراف الذي يوفره فضاء الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط من أجل دعم مسيرة تونس. ودعت رئيسة مجلس النواب الإيطالي، الاتحاد الأوروبي، إلى العمل على "إحلال الاستقرار في البحر المتوسط، ووضع خطة مارشال أوروبية لدعم النمو الاقتصادي ومواجهة الاٍرهاب"، قائلة "الاٍرهاب معركة نخوضها معا، ويمكننا تحقيق الانتصار فيها، إذا ما تسلحت أوروبا ببعد النظر، لأن الفائدة ستشمل أوروبا وتونس". أما رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإيطالي، فابريسيو كيكيتو fabrizio ciccitto" فقد اعتبر في كلمته أن "تونس كذبت كل من يقول بارتباط الاسلام السياسي بالإرهاب"، لافتا إلى وجود "بعض الإسلاميين المتطرفين الذين لم ينجحوا في المجال السياسي". وأضاف أن "تونس تعد البلد الوحيد الذي نجح فيه الربيع العربي، في حين ما زالت بلدان أخرى تعاني أزمات خطيرة"، مشددا على أن "الإيطاليين تقع عليهم مسؤوليات تجاه التجربة التونسية ونجاحها". وتابع مخاطبا رئيس الجمهورية والوفد المرافق له "لا بد أن تقوم أوروبا بشيء أساسي، وهو دعم ديمقراطيتكم". من ناحيته، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور بيار فرديناندو كازيني Pier ferdinando Casini، ضرورة أن تقوم أوروبا بنقد ذاتي عميق إزاء ما اعتبره "قصر النظر" الذي طبع سياستها المتوجهة إلى دول الحوض الجنوبي للمتوسط التي تواجه صعوبات ومشاكل، وهي مشاكل قال إنها "لا تفتأ أن تداهم الأوروبيين، وكان من الأفضل أن نواجهها معا، على غرار مواجهة الاٍرهاب". وأوضح كازيني أن مجلس الشيوخ الايطالي يجري حوارات مع مختلف الأحزاب السياسية بتونس ومختلف الشرائح الاجتماعية حول مفهوم سياسي، قال إنه يحمي إستقلالية المؤسسات، ويكرس احترام التنوع. ويؤدي رئيس الجمهورية يومي 8 و9 فيفري الجاري زيارة دولة إلى روما بدعوة من الرئيس الإيطالي.