- طالبت الجبهة الشعبية في بيان لها، مساء اليوم الخميس، السلطات بالإطلاق الفوري لمناضلي الجبهة الموقوفين في عدد من المناطق، وإيقاف التتبعات ضدهم، والكف عن سياسة تلفيق القضايا وتوظيف قوات الأمن والقضاء في تصفية حساباتها السياسية. واستنكرت إقدام السلطات الأمنية اليوم على اعتقال عدد من المناضلين في عدة مناطق من بالبلاد (القطار، المهدية، الكبارية ... )، واصفة ذلك ب"محاولة يائسة وسخيفة تذكر بأساليب الدكتاتورية النوفمبرية، لإيهام الرأي العام بأن الجبهة الشعبية طرف في الأعمال الإجرامية التي ترتكبها العصابات التي نمت وترعرعت في ظل الحكومات المتعاقبة على بلادنا منذ سقوط الدكتاتورية". وبعد أن أشارت إلى أن هذه "الإيقافات تأتي بعد أقل من 24 ساعة من إعطاء يوسف الشاهد إشارة انطلاق الحملة على الجبهة الشعبية"، عبرت الجبهة الشعبية عن إدانتها لهذه "الخطوة التصعيدية التي تتخذها حكومة الشاهد ضدها، بغرض تشويهها وتشويه الاحتجاجات الاجتماعية والشعبية، ضد غلاء الأسعار وضد سياسة التفقير الممنهج للطبقات والفئات الكادحة والفقيرة والوسطى". ودعت الجبهة، في بيانها، كل القوى الديمقراطية، وفي مقدمتها المحامون، إلى التصدي لهذه الحملة التي تستهدفها والعديد من النشطاء الشبان باعتبارها خطوة نحو ضرب الحريات والحقوق المكفولة دستوري، مؤكدة استمرارها في "نضالها المشروع إلى جانب أبناء الشعب وبناته دفاعا عن قوتهم وعن حقهم في حياة كريمة"، ودعت كافة مناضلاتها ومناضليها إلى إنجاح تحركات يوم 14 جانفي القادم في العاصمة وفي مختلف الجهات تحت شعار:"تونس تستعيد ثورتها"، دفاعا عن قوت الشعب وحريته. وأهابت بشباب تونس وكل قواها الحية عدم التظاهر ليلا والعمل على حماية الممتلكات العامة والخاصة من العصابات الإجرامية أثناء التحركات وتفويت الفرصة على الائتلاف الحاكم كي لا يلتف على مطالب الشعب المشروعة ويجرمها. وكان المنسق الجهوي للجبهة الشعبية في قفصة زهر الدين زمال أكّد أنه تم اليوم الخميس" إيقاف ثلاث قيادات جهوية ومحلية للجبهة على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها مؤخرا معتمدية القطار" من ولاية قفصة. وأضاف المصدر ذاته لمراسل وات في الجهة، أن هذه القيادات هي كل من حبيب تباسي ( المنسّق الجهوي لحزب العمال في قفصة) وجمال شعيشع (الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بالقطار) وطلال تباسي (حزب العمال)، وينشطون صلب المكتب المحلّي للجبهة الشعبية في القطار. من ناحيته أفاد محمد علي البرهومي الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية في بقفصة انه تمّ الاحتفاظ بثلاثة قيادات من الجبهة الشعبية على خلفية الأحداث التي شهدتها معتمدية القطار الاثنين الفارط والتي أسفرت عن حرق مقري الامن الوطني والقباضة المالية في المنطقة وذلك إثر اعتراف بعض الأطراف المشتبه فيهم في حرق مقر القباضة المالية والذين تم ظبطهم وبحوزتهم المحجوز الراجع للقباضة المالية، بأنّ هذه العملية تمت بمشاركة هذه الأطراف السياسية من ضمن أربعة أحدهم في حالة فرار، وفق قوله. وأوضح البرهومي أن التّهم التي وجّهت إليهم تتمثّل في الانخراط في تنظيم قصد الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإضرام النار فيها، حسب توصيفه . وللاشارة فقد شهدت معتمدية القطار من ولاية قفصة الاثنين الفارط احتجاجات ليليلة أسفرت عن حرق مركز الأمن بتجهيزاته ومقر القباضة المالية وسرقة التبع الموجود بها من قبل المحتجين ، وتمّ أيضا اقتحام المستودع البلدي والمغازة وتخريب معدات البلدية .