- يفتتح يوم 19 جانفي بمتحف قرطاج معرض تاريخي يجمع أكثر من 200 قطعة أثرية شاهدة على مرور الحضارة الإترورية في تونس، وذلك بتنظيم من وزارة الشؤون الثقافية وبالتعاون مع الإدارة العامة للتراث ويتواصل هذا المعرض على امتداد اسبوعين. وسيكون هذا المعرض في شكل يوم مفتوح لاكتشاف تشكيلة جديدة من القطع الأثرية سيتم عرضها لأول مرة في تونس، وفق ما ورد في بلاغ بالصفحة الرسمية لوزارة الشؤون الثقافية. وسيتضمن المعرض عرضا ثلاثي الأبعاد بتقنية الضوء الحائطي لسرد ملامح الحضارة الأترورية من التي مرّت من هذه الأرض وتركت آثارها إلى اليوم من زوايا مشهدية مختلفة. وفيما يخص القطع الأثرية التي ستعرض فهي منقسمة إلى أوان ومصنوعات من العاج والبرونز والفخار ، إلى جانب عدد من القطع المنزلية المصنوعة من الخزف الأسود اللامع والذي يعرف باسم "بوكيرو نيرو" (Bucchero Nero) والتي تنقسم إلى أشكال منها ما يتخذ من الدقّة في الصنع عنوانه للتميّز والخلود. وفي هذ السياق بين عبد الحميد الارقش مدير عام إدارة التراث بوزارة الشؤون الثقافية في تصريح ل"وات"، أنه سيتم بمناسبة افتتاح هذا المعرض الإعلان عن سلسلة من المشاريع المستقبلية التي ستشمل إعادة تهيئة مناطق أثرية أخرى في قرطاج على غرار المنتزه الأثري قرطاج سيدي بوسعيد وإنشاء متحف أثري جديد ذو أبعاد تعليمية وتفاعلية. وأفاد في التصريح ذاته أنه سيتم كذلك تكريم أسماء بارزة من الباحثين المختصين في مجال التراث والآثار وهم كل من ليلى السبعي المؤرخة والمختصة في الآثار وجلال عبد الكافي المهندس المعماري وعبد المجيد النابلي المختص في علم الآثار. وسيكون ضيف هذا المعرض الذي يقع تنظيمه برعاية من بنك تونس العربي الدولي، الأستاذ والباحث الفرنسي المختص في الحضارة الأترورية "جون غران أيميريش" الذي سيقدّم محاضرة حول "تاريخ قرطاج والأتروريين"، وستكون المناسبة هامة لطرح التساؤلات حول تفاصيل ومعلومات دقيقة حول هذا التاريخ المشترك بين تونس والأتروريين. ويذكر أن أصل "الأتروسكان" أو الإتروريون ( Eutrusca) من آسيا ، نزحوا إلى إقليم "توسكاني" بشمال ووسط إيطاليا خلال عام 1000 قبل الميلاد ، وشيّدوا لهم مقابر تشبه مقابر الشرق وقد بلغوا أوج قوتهم سنة 500 قبل الميلاد ، إلاّ أن القرطاجيين هزموهم عام 474 قبل الميلاد. اشتهروا بصناعة الفخار والقطع البرونزية وقد تأثرت حضارتهم بالإغريق إلا أنهم تفوقوا عليها في المعمار وصناعة التماثيل. توسعوا فيما بين نهري "أرنو" و"تيبر" وبحر "تيران" (أدرياتيك) لاستغلال مناجم الفضة والحديد والنحاس،كما استولوا على روما وسهل لومباردي وعمروها وأقاموا فوق تل "الكابيتول" معبد الإله زيوس . وقد تميزت حضارة الأتروسكان بإقامة الأسوار حول المدن والقباب في المباني والتماثيل الكبيرة في شكل حيوانات وبشر ، وعرفوا بشكل خاص بالنحت والفخار وصناعة الحلي بدقة متناهية سواء من الذهب أو النحاس أو البرونز، وقد تشكّلت المدن الإترورية (أو الإتروسكانية) على هيئة دويلات مستقلة تدافع ذاتيا عن نفسها . سهى