سمير القرماسي لم تخف من بن علي في اوج جبروته وهاهي اليوم تواجه عابديه و ازلامه في معركة التمديد لهيئة الحقيقة و الكرامة التي يقول الدستور ان الهيئة هي التي تملك صلاحية التمديد معللا الى مجلس نواب الشعب وهو ما قامت به رغم انف رئيس البرلمان الذي يحاول عرض الامر على التصويت . كان الاصطفاف بين قوى الثورة و الثورة المضادة ، اجتمعت النهضة و الجبهة الشعبية و الكتلة الديمقراطية و المستقلين مقابل نداء تونس و مشتقاته و افاق . تكلم من جاءت بهم الصدفة الى عالم السياسة و تصنعوا شجاعة لا تعرفهم مثل هالة عمران التي كانت نكرة في عهد المخلوع و صاغت خطابا فاشيا تجهل معانيه كما تكلم مصطفى بن احمد الشهير بالسياحة الحزبية و تالم للاموال التي تنفقها الهيئة و لم نر له موقفا في الاموال المنهوبة و لا في اموال الفاسدين ، و تكلم طوبال الذي انتقل من احضان شفيق الى حافظ ،، و الحقيقة ان امثال هالة عمران و الشتاوي و المسدي و القوبنطيني قد القوا بهم في زحام سياسي لا يعرفونه بسبب قانون التناصف . واجهتهم سهام بن سدرين بضحكات معبرة ثم غادرت القاعة بعد تعالي الصراخ ، و رفض انصار الثورة التسجيل و التصويت و استغربوا اصرار رئيس مجلس النواب محمد الناصر على خرق الدستور . هناك اصرار على اختزال الهيئة في رئيستها سهام بن سدرين و هكذا يفعل المافيات عندما يقررون هرسلة منظمة او هيئة مثلما كانوا يفعلون زمن المخلوع لان الماكينة لم تتغير ، و علينا ان نحمد الله ان المناضلة الصلبة سهام بن سدرين هي رئيسة الهيئة لانها امراة لا تعرف المساومة و التتازلات و الرضوخ للضغوطات و لنا في التاريخ القريب كيف هرب شفيق صرصار باكيا بعد تتالي الضغوطات على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات . عنيدة جدا و مزعجة و قوية الشخصية و مفخرة للمراة التونسية الحرة و المناضلة ، تلك هي سهام بن سدرين سواء في عهد بورقيبة او في عهد بن علي ،، عنفوها و سجنوها و صادروا معدات راديو كلمة و هرسلوها بلا رحمة لكنها لم تنحني ، قال عنها المناضل علي بن سالم في رحاب المجلس :" لقد وجدت سهام بن سدرين الى جانبي في كل المضايقات التي عشتها زمن الاستبداد " . رغم عرقلتها تواصل هيئة الحقيقة و الكرامة عملها و كشف الحقائق المغيبة عن عهود الاستبداد من قتل و تعذيب و سجون سرية و اختفاء قسري و نهب لثروات البلاد و فساد و فضح القوادين من اعلاميين و مثقفين و سياسيين و اخيرا كشف استغلال فرنسا لثروات البلاد من وثائق تحصلت عليها من الارشيف الفرنسي وهو ما زاد في حدة الهجمات ضدها و قد وظفت اللوبيات الخائفة من الهيئة ابواقا ماجورة و صحفيين لتشويه سهام بن سدرين و تم تشكيل ميليشيات فيسبوكية لهذا الغرض . و في اغلب البلدان التي عاشت مراحل الانتقال الديمقراطي تعرضت هيئات كشف الحقيقة الى مضايقات لان الحقيقة مزعجة و صادمة . واجهت سهام بن سدرين تلك الحملة و الادعاءات ببرودة دم كبيرة و ضحكات استهزاء لانها تعودت مواجهة الكبار و لا يمكن ان تنزل الى منازلة الصغار .