- ( وات - زهير الوريمي ) - بعد 16 سنة من مونديال اليابان / كوريا 2002 يتجدد الموعد بين المنتخبين التونسي والبلجيكي في نهائيات كاس العالم لكرة القدم لكن بتشكيلتين مغايرتين وبمدربين مختلفين فيما يجدد يوسف الزواوي حضوره في المونديال كمدير فني للجامعة التونسية لكرة القدم وهو الفني التونسي الوحيد الذي سيتابع مبارا ة تونسوبلجيكا للمرة الثانية ضمن الجهاز الفني الموسع للجامعة . يوم السبت المقبل سيكون لكل منتخب رهانه في المونديال الروسي لكن الجامع المشترك بين دورتي كاس العالم 2002 و2018 هو ان روسيا التي كانت احد منتخبات المجموعة الثامنة في مونديال 2002 هي اليوم البلد المنظم تستضيف المنتخبين التونسي والبلجيكي. بين الامس واليوم تغيرت عديد المعطيات وبدا منتخب بلجيكا اكثر قوة معززا بترسانة من اللاعبين المحترفين في البطولات الاوروبية فيما استفاد المنتخب التونسي من تراكم الخبرة لدى عدد من لاعبيه ومن المسحة الفنية التي اثرى بها اللاعبون المحترفون في فرنسا اداء المنتخب لكن ترتيب المباراة في الدور لاول لم يتغير حيث يجد المنتخب التونسي للمرة الثانية في طريقه منتخب بلجيكا في المباراة الثانية من الدور الاول ما يجعل المباراة حاسمة في طريق التاهل بعد هزيمة في الجولة الاولى. وتامل الملايين من مشجعي المنتخب الوطني ان تكون نهاية السيناريو افضل من دورة كاس العالم 2002. في اطار مشابه نسبيا للمونديال الروسي حيث سيلاقي المنتخب الوطني نظيره البلجيكي يوم السبت في المباراة الثانية . لعب المنتخب التونسي مباراته مع بلجيكا في الدور الاول لمونديال 2002 بعد هزيمته صفر -2 امام منتخب روسيا في المقابلة الاولى من الدور الاول للمونديال الاسيوي . خاض زملاء علي بومنيجل المباراة يومها في مدينة "كوبي " ثم عادوا الى مقر الاقامة لمواصلة التحضيرات في " كاشيهارا" المدينة الهادئة . . مدينة تشترك مع بقية المدن اليابانية في نظافتها ونظامها وانضباط ودقة اهلها لكنها تتميز بوفرة الغابات التي تحيط بها من كل الجهات ما يفسر نقاء الهواء بها . نسق الحياة فيها بطيئ على خلاف بقية المدن في اجواء المونديال . لاحاجة الى ركوب وسائل النقل للتحول الى ملعب التدريبات الذي يبعد بعض المئات من الامتار عن نزل الاقامة الفاخر. كان رئيس وفد المنتخب التونسي في مونديال اليابان 2002 المرحوم رضا عياد عضو المكتب الجامعي لكرة القدم يحرص على متابعة كل كبيرة وصغيرة في محيط المنتخب. يتفاعل بروح تعاون ولطف مع كافة اعضاء الوفد بمن في ذلك اعضاء الوفد الاعلامي المقيم في "كاشيهارا" وبقية الصحفيين الذين كانوا ياتون من مدن مجاورة لمتابعة تحضيرات المنتخب في المدينة " المنتزه الكبير" حتى ان بعضهم شبهها بمدينة "عين دراهم " . توزعت اقامة مبعوثي وكالة (وات) وبقية الصحفين والمصورين التونسيين بين مدينة "كاشيهارا " حيث مقر اقامة المنتخب ومدينة " اوزاكا" حيث المركز الاعلامي الرئيسي . وتفصل ساعة من الزمن تقريبا على متن القطار السريع المنضبط والملتزم باوقات وصوله وخروجه بين "كاشيهارا " مقر اقامة المنتخب و"اوزاكا" التي استضافت عدة فعاليات تسويقية للسياحة والطبخ التونسي اقبل عليها اليابانيون واحباء عدة منتخبات عالمية في اجواء تونسية تقليدية. بعد مباراة اولى في مونديال اليابان وهزيمة امام روسيا صفر - 2 بتشكلية طغا عليها الطابع الدفاعي كانت كل التوقعات تشير الى ان يتجه المدرب عمار السويح الى التخفيف من النزعة الدفاعية للفريق على الاقل من حيث تركيبة التشكيلة في المباراة الثانية مع منتخب بلجيكا بحثا عن تحقيق نتيجة افضل. وهو ما تم فعلا حيث لم يتم تشريك المدافع محمد المكشر في اللقاء الثاني مقابل التعويل على قيس الغضبان ومراد المالكي كاساسيين. وعول عمارالسويح ومساعده خميس العبيدي يومها على تشكيلة تضم الحارس علي بومنيجل وخالد بدرة وحاتم الطرابلسي وروؤف بوزيان ورياض البوعزيزي وراضي الجعايدي وحسان القابسي (عوضه عادل السليمي ) وقيس الغضبان وسليم بن عاشور وزياد الجزيري (عوضه على الزيتوني) ومراد المالكي (عوضه زبير بية). يوم الاثنين 10 جوان 2002 في مدينة "اويتا" وفي ملعب "البيضة الكبيرة " في اشارة الى الشكل الهندسي للملعب سعى المنتخب التونسي امام بلجيكا الى تدارك هزيمة في المباراة الاولى والبحث عن تحقيق اول هدف واول نقطة امام منتخب بلجيكي لم يكن بقوة التشكيلة الحالية لزملاء " روميلو لوكاكو" فهو لا يملك نجوما معروفة يومها باستثناء مارك فيلموتس الذي خاض عام 2002 اخر مونديال له مع منتخب بلاده كلاعب قبل ان يصبح بداية من 2009 مدربا مساعدا للمنتخب البلجيكي ثم مدربه الاول من 2012 الى 2016 . بدات المباراة التي ادارها الحكم الاسترالي مارك شيلد بنسق سريع من جهة منتخب بلجيكا . واستفاد المهاجم البلجيكي فيلموتس من تمهيد جانبي بكرة راسية اختطفها على مستوى خط ستة امتار قبل المدافع حاتم الطرابلسي والحارس علي بومنيجل ليسجل الهدف السبق في د13 لكن الرد التونسي لم يتاخر كثيرا عندما توفق رؤوف بوزيان في تنفيذ مخالفة مباشرة باتقان كبير وبلمسة فنية استقرت الكرة اثرها في شباك الحارس البلجيكي "غيرتدي فلايغر" في د17 معدلا النتيجة 1-1 ليطلق احباء المنتخب وبعض مشجعيه من الجمهور المحلي صيحات الفرح في مدارج الملعب الجميل في بلد عاش شعبه المونديال بكل جوارحه وخصصت اللجنة المنظمة مجموعات من شبان الجمهور الياباني لتشجيع المنتخبات المشاركة وحمل اعلامها في مختلف مقابلاتها. ارتفع منسوب الامل لدى البعثة التونسية بعد مباراة بلجيكا قبل ملاقاة اليابان المنتخب المنظم في المباراة الثالثة والاخيرة في الدور الاول من اجل العبور الى الدور الثاني لكن بقية الحكاية يتذكرها احباء المنتخب الوطني فقد خسر المنتخب التونسي مباراته الثالثة أمام منتخب اليابان صاحب الأرض والجمهور صفر -2 في ملعب ناجاي بمدينة أوساكا يوم 14 جوان 2002 امام اكثر من 45 الف متفرج تقمصوا الزي الازرق لمنتخب بلادهم . واكتفى المنتخب الوطني بنقطة وحيدة في نهاية الدور الاول واحتل المركز الرابع الاخير لمجموعته وخرج من الدور الاول بينما تاهل عن مجموعته منتخبا اليابان الاول (ب7 نقاط ) وبلجيكا (ب5 نقاط ) الى الدور الثاني فيما خرج المنتخب الروسي من الدور الاول برصيد 3 نقاط كسبها من فوزه على المنتخب التونسي .