نصرالدين السويلمي فندت القيادة العليا لأجهزة الامن التونسي ما راج من اخبار حول المخطط المزعوم لاغتيال الامين العام لاتحاد الشغل نورالدين الطبوبي، بذلك يكون الخبر انقطع اصله واصبح في حكم الاشاعة، الا اذا كانت هناك اجهزة امن موازية تنسق مع القيادات النقابية المؤدلجة التي تهمين على منبر الشغيلة، وهو الامر المستحيل لان بوعلي المباركي فشل حتى في تقديم شرطي واحد او عون استقبال في احد مقرات الامن على انه الجهة الامنية المقصودة التي زودته بخطة الاغتيال المزعومة، وهذا يدل والحمد لله على انقراض او انحصار عناصر النقابات الامنية المعدة لأغراض ناسفة، وان الاجهزة الامنية تتحرك وان كان ببطيء نحو ثقافة الامن الجمهوري، تلك الاُمنية التي يتطلع اليها عشاق تونس الحرية وتخشاها الطفيليات التي تعشش تحت احذية العسكر وفي فوهة القنابل المسيلة للدموع. إذًا اتضح ان خلية القيادة التي فرضت على الاتحاد الخندق في صف واحد مع كبار مجرمي العصر الحديث، ولم تبالي بسمعة تونس وثورتها حين باركت البراميل المتفجرة وتغنت بتحويل جثث الاطفال الى اشلاء، تلك الخلية نفسها مازالت عازمة على المزيد من الولوغ في تاريخ الاتحاد، هذه المرة من خلال الاستعمال المهين لإشاعة الاغتيالات، في محاكاة هزيلة لما درجت عليه بعض الشخصيات السياسية المفلسة التي اتخذت من تلك الاشاعات مؤنة تقتات بها وعليها اعلاميا، تلك شخصيات مبتورة مفصولة عن مجتمعها وعمقها يراوح الصفر، فلا عتب ولا اسف عليها ، لكن المصيبة في ان ينحدر الاتحاد الى هذا المستوى، وان يتم استعمال الطبوبي كضحية لتلبية نزوات ايديولوجية، المصيبة أن يواصل الطبوبي الاستسلام الى شخصيات هي في الاصل سليلة لقوى سياسية لها تقاليدها الطويلة في مسالة الاستثمار الحرام ! الاستثمار في الجنائز والموت والقبور والاربعينيات.. يستثمرون في كل ما يمت للموت بصلة غير الترحم والدعاء والتذكرة والاعتبار، وكيف لا نفزع ونحن بصدد امين عام ضحية بين يدي مجموعات الكره، تفعل به شلة الحقد المؤدلج ما لا يفعله العدو بعدوه، باسمه تبارك الدم وباسمه تايد الانقلابات وباسمه تمخر البلاد بالإضرابات وباسمه تنحرالفعل النقابي لصالح العبث السياسوي، باسمه تختزل البلاد في نقابة وتختزل النقابة في وطد هائج يجر خلفه شبيحة يستعملهم لقضاء حاجاته المريبة. كثير من المشفقين على وصع منبر حشاد، سبق وقدموا الوصفات الثمينة لإنقاذ الاتحاد من سياسة تقوده بعجالة نحو تفكك مشعّ، سيحدث في محيطه حالة من التلوث الخطير قد يطال الجميع، وحتى نتجنب ذلك سبق وقال غيرنا ومازالوا ومازلنا نقول معهم، ان أي محاولة لبناء جولة نضال نقابي سليمة لن تنجح مادام الاتحاد يخوض 9 جولات لصالح اجندات "شيوشبوحية"واجندة لصالح الوطن يهدف من خلالها اكتساب بعض الشرعية والحصول على بعض التبييض، لتدشين دورة اخرى من دورات التخندق في حجر قراصنة يرفضون السلام، يرفضون الاخوة، يرفضون المواطنة، يرفضون التعايش، يرفضون الحياة.. يحبون فقط وبجنون شرب دماء خصومهم! لا بل شركائهم في الساحة، وفي صلب معتقداتهم، يمكن ان تتحقق اهداف الثورة كاملة بلا نقصان، حين يضمحل الآخر المخالف، حين تشتعل تونس، ويتناثر لحمها، حين يجود عليهم الدهر ب22 جنرال يرتعون فيها من محيطها الى خليجها، ولا يهم ان كان عين نصفهم الجنرال فاليري غيراسيموف، والنصف الآخر عينه قاسم سليماني، حينها ستجلس وحدات "الشيوشبوحية" فوق اكوام الجماجم! وتتبادل ارساليات تفيد بان "السيد الرئيس بشار الأسد سيوجه كلمة للامة العربية هذا المساء عبر بث مشترك لروسيا اليوم وقناة المنار".