أبو مازن ممشوقة القوام جاءتهم مع أبيها الممثل البارع و رئيس أقوى دولة في العالم ومعها أيضا زوجها كوشنير الصهيوني مهندس صفعة القرن و مخلّص حكّام الجزيرة العربية من تخاريف الوهابية و ساقيهم جرعة الحضارة الغربية. صار الأمير وهو الصديق الودود لكوشنير علما في بلاد العرب فنظّم الجيوش وخاض الحروب ومنع المال عن غزة ودجّن المشائخ ثم عمد الى أصحاب المال فسلبهم أموالهم بحق وغير حق. بقي العالم يتفرّج عن استراق النظر لايفنكا ولا يهتم للتفويض الذي قدّمته للأمير فهمّ لمعارضيه فقتل من قتل منهم وبدّد الآخرين في السجون وثبّتهم فيها بالأحكام القاسية وايفنكا و جارد يضحكان لصديقهما و يلهوان معه لعبة "ادفع أكثر لتسعد أكثر". كان من المنطق أن تنتهي اللعبة في لحظة معيّنة لاسيّما بعد أخذ المال كلّه فأرادت ايفنكا أن تضرب عصفورين بحجر واحد، الاستحواذ عن المال مرّة واحدة و معاقبة الأتراك العنيدين الذين استشعروا بعض القوة وصاروا لا يعجبون كوشنير بل ويعطلون صفعته للقرن. حتى كانت عملية اختطاف الشهيد جمال خاشقجي، على أراض تركية وفي قلب القنصلية على أيدي مخابرات سعودية. كانت هندسة تليق بأيفنكا وأبيها و كوشنير حتى يفتح ما بقي من كنوز الخليج على مصراعيه الى الكيان الصهيوني. عملية مزدوجة ومدروسة لولا حماقة أعوان الأمير التي أعيتهم وأعيت ايفنكا. لم يعد ينفع جمالها أمام استشهاد جمال وقد كشف أتراك مراد علمدار على أغلب ردهات الاغتيال فعرفوا كيف يسرّبون المعلومات الى واشنطن بوست ونيويورك تايمز حتّى أحدثوا هيجانا شعبيا و نخبويا فتحتّم على ايفنكا وعصابتها الرجوع إلى الخلف و التبرؤ أول الأمر من المسؤولية ثم البحث عن مخرج لائق لكوشنير الصديق. لقد أدخلت صداقة ايفنكا وعائلتها الجزيرة العربية في سرداب مظلم قد لا تخرج منه الأنظمة الحالية فعجّلت بطيّ وثيقة سياكس بيكو و بحث مستقبل آخر للشرق الأوسط تقرّره الدول الكبيرة والدول المتزعمة للمنطقة. المعادلة صعبة جدّا لاسيّما التوفيق بين ايران والكيان الغاصب وقوى المقاومة واللاعب التركي الذي أضحى قويا هذه المرة وفي غير حالته المتهالكة ابّان الحرب العالمية الأولى.