نصرالدين السويلمي من المؤسف ان تهيمن على تونس تخمة احداث خاوية وينشغل اعلامها بالاستئجار لصالح هذا ضد ذاك، ثم يستهلك بقية الوقت في الاثارة والاسفاف الجاذب للفضول، بينما يغيب الوطن ومشهده الاعلامي عن ابنائه المبدعين الذين يزاحمون الشعوب المتقدمة على فضائل الحضارة وليس على فضلاتها كما يفعل جل الكوبرادور الثقافي بلادنا، من المؤسف ان تقودنا الصدفة وليس البحث المركّز الممنهج لشخصية تونسية وازنة وفاعلة في المجتمع الغربي رغم صغر سنها، ذلك هو الدكتور ايمن القاطري الذي اصبح يتراس طاقات وكوادر المانية ويقود علاقات ومعاملات لصالح شركات كبرى في المانيا ويربط بينها وبين شمال افريقيا وتركيا وبقاع اخرى غزتها هذه الموهبة التونسية، كان آخرها منتدى فرصوفيا الامني " Warsaw Security Forum" وهو المنتدى المختص في تأهيل القيادات المستقبلية في المجال الاستراتيجي و الأمني حول العالم من خلال برنامج New Security Leaders ولما لا وزراء دفاع وخارجية مستقبلين وفق ما أدلت به بعض الأطراف الفاعلة في المنتدى، والذي حضرته شخصيات عالمية بارزة وفاعلة في الحقل السياسي"وزراء دفاع وخارجية" والمجال العلمي والامني" خبراء أمن واستراتيجيا في مجالات متعددة منها الأمن الطاقي, الامن السيبيري, التحديات الامنية العالمية في اطار التحولات العالمية و تغير موازين القوى في العالم" . ناقش المؤتمر في نسخة 2018 جملة من القضايا كان في مقدمتها" مشروع الطاقة Nordstream2 في ما يخص الامن الأوروبي, الازمة الاكرانية, أزمة الشرق الأوسط، التحديات العسكرية في ما يتعلق بالتأهيل و التدريب و التحديات الخارجية والأمن السيبيري وتطور التقنيات الحديثة على غرار الذكاء الصناعي و سيناريوهات الحروب الهجينة"، فيما كانت مساهمة التونسي والعربي الوحيد ضمن 26 شاب وشابة من انحاء العالم دكتور ايمن القاطري ببحث تحت عنوان "استراتيجيات تطوير الأمن السيبيري في الحروب الحديثة" . وان كنّا نحرس على التفات تونس الى كوادرها بالتكريم والتعريف والاشادة، فان وجود مثل هذه الطاقات خارج البلاد وانخراطها في نشاطات دقيقة تحدد وجهة العالم مثل منتدى" Warsaw Security Forum "تنفع بدورها البلاد اذا ما تم تمسيك القاطري وامثاله بالوطن وحسنت الاستفادة منهم تواصلا وتنسيقا، خاصة وان الدكتور القاطري لم يكتفي بطرح بحثه ولا هو انتهى عند المسالة الفنية، بل استغل الفرصة للحديث والتسويق للتجربة التونسي التي لاقت الاستحسان بل الاجماع عند الحضور، حيث تمت الاشادة خلال المؤتمر بالنجاحات التي حققتها بلادنا على طريق الانتقال الديمقراطي، واستمع القاطري في العديد من المرات الى عبارة "تونس الاستثناء" رددتها الكثير من الشخصيات السياسية والامنية على هامش المؤتمر. يذكر ان الدكتور القاطري المغمور تونسيا، لديه خبرة مشهودة في المجال الاستراتيجي و التحاليل في مجالات الطاقة و علم تثمين البيانات ""Big Data وأمن شبكات الاتصالات الضوئية ، كما تم تكريمه من عدة مؤسسات أوروبية وعمل كمحاضر في عدة منتديات اقتصادية دولية. فهلاّ انتهت هذه العقليات المتونسة السمجة النافذة المتحكمة في مفاصل الاعلام والبحث والثقافة ، من الترويج للاسفاف والشذوذ، هلا انصفت ايمن كما بالغت في انصاف أمينة، هلا توقفت عن اللهث خلف كتل السيليكون المبثوثة في الاستوديوهات والمسلسلات والمهرجانات، وانتبهت الى عقول تونس المهمشة وطنيا المكرّمة دوليا.. هلاّ...