- طارق عمراني - بفضل الثورة اصبح ذلك البلد الصعير في شمال افريقيا كما تصفه كبريات الصحف العالمية مضربا للأمثال و مثالا حيّا للإرادة الشعبية حتی بعد 8 سنوات حيث لازالت جذوة الثورة متقدة و تمكنت تونس من تجنّب المصير الدامي لباقي دول الربيع العربي بعد يومين فقط من المقال الذي أشادت فيه صحيفة الواشنطن بوست بالديمقراطية التونسية بإعتبارها الوحيدة في العالم العربي القادرة علی الإحتجاج علی زيارة ولي العهد السعودي يكتب البروفيسور شادي حميد في قسم الأراء الدولية في الصحيفة الامريكية مقالا تحت عنوان Tunisia's tough lesson for Mohammed bin Salman حيث اعتبر الباحث في مركز بروكينغز أن الرد الشعبي في تونس الذي رافق زيارة ولي العهد السعودي بمثابة الدرس القوي لمحمد بن سلمان و اضاف شادي حميد ان فكرة النموذج التونسي مازالت مقنعة للمراقبين الغربيين الذين مازالوا يأملون في تواصل الحلم الديمقراطي في المنطقة العربية رغم عدم وفاء الحلم الثوري التونسي بتعهداته الاقتصادية و الاجتماعية فحكم القانون في تونس ليس مجرد فكرة جميلة بل ممارسة وحقيقة حيث تحرك المجتمع المدني و نقابة الصحافيين و كذلك مجموعة من المحامين ضد الزيارة المثيرة للجدل دون خوف من بطش السلطة و استدرك المقال بإعتبار ان النموذج التونسي مازال لم يحقق الشكل الديمقراطي الكامل لكن وجوده بمثل خصوصية و تهديدا للنظام الديكتاتوري في الشرق الاوسط ،حيث تحدث الصحفي ديفيد كيرباتريك في كتابه "في يد العسكر " عن تفاصيل جديدة و مدمرة للدور الخليجي في اثارة و دعم الانقلاب في مصر حيث وجدوا شريكا مستعدا للتعاون في شخص السيسي لكنهم لم يعثروا علی شريك لهم في تونس رغم الضغوطات الإقتصادية و الديبلوماسية و ختم شادي حميد مقاله بالقول بأن تونس اليوم لا تقدم دروسا لجيرانها فحسب بل للولايات المتحدة و اوروبا ايضا ،حول كيفية التعامل مع رجال اقوياء مثل بن سلمان