- طارق عمراني - في مقال لها نشر علی موقعها الإلكتروني اليوم الأحد 16 ديسمبر 2018 تحت عنوان La Tunisie malade de ses patriarches تحدثت الصحيفة الفرنسية لوموند عن الأزمة السياسية التي تعرفها تونس معتبرة أن هذه الأزمة سببها الأساسي "ديناصورات السياسة " بصراعهم علی السلطة. و اعتبر المقال ان التجربة التونسية تثير مشاعر التعاطف و الإحباط ،التعاطف مع تحولها الديمقراطي فهي التجربة الوحيدة التي صمدت في العالم العربي منذ الإطاحة ببن علي في جانفي 2011 و كتابة دستور نموذجي في 2014 ،و الإحباط من الأزمة الإجتماعية التي تعاني منها البلاد و التفاوت الأقاليمي بين الساحل و الداخل علاوة علی استحواذ شيوخ السياسة علی مقاليد السلطة عقب ثورة شبابية بإمتياز. و أضافت لوموند أن التوافق بين الباجي قايد السبسي الذي انتخب رئيسا للجمهورية في ديسمبر 2014 و راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة و مؤسسها كانت تحربة مفيدة للإنتقال الديمقراطي التونسي الهش بتهدئة التوترات و المناكفات بين نداء تونس الحزب العلماني الذي تأسس سنة 2012 و حركة النهضة الإسلامية وهو إستقرار كانت تونس في أمس الحاجة اليه غير أن الإنجراف السلطوي الذي دفع اليه رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي بسعيه لتوريث نجله حافظ تسبب في صراع داخلي في حركة نداء تونس التي حافظت مؤقتا علی توازنها بدعم نواب حركة النهضة ،غير أن تغير موازين القوی برلمانيا لصالح رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي تمرد علی رئيس الجمهورية في اطار حرب الشقوق الندائية ليكون الطلاق بين الباجي قايد السبسي و راشد الغنوشي الذي دفع نحو المحافظة علی الاستقرار الحكومي و دعم حكومة الشاهد و بالتالي عودة فزاعة التخويف من الإسلاميين و الإستقطاب الثنائي . الشباب ...كلمة السرّ في 2019 و أضافت الصحيفة الفرنسية أنه و منذ سقوط موغابي دكتاتور زيمبابوي في نوفمبر 2017 أصبح الباجي قايد السبسي أكبر رؤساء المعمورة سنّا و ذلك في بلد 38% من سكانه تحت سن ال25 ، و بالرغم من ذلك فالشباب مستبعد من إدارة الشأن العام و هو ماتسبب في عزوفه عن التصويت في الإستحقاقات الإنتخابية و تصدره الصفوف الاولی لكل التحركات الإحتجاجية التي عرفتها البلاد و اعتبر المقال ان الإنتخابات البلدية في ماي المنقضي قد فتحت الابواب نسبيا للشباب و بالتالي فالرسالة واضحة لشيوخ السياسة لتمرير المشعل للشباب في الإستحقاق التشريعي في 2019 وهذه هي الضمانة الوحيدة لتواصل المسار الديمقراطي في تونس