- طارق عمراني - في حواره الأخير مع موقع عربي 21 ركّز راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة على 3 نقاط أساسية في علاقته ب3 أطراف سياسية وازنة و هي الباجي قايد السبسي (ومن ورائه حركة نداء تونس ) و التيارات اليسارية ،و رئيس الحكومة يوسف الشاهد. الغنوشي و الباجي قايد السبسي حيث اعتبر رئيس حركة النهضة بأن الخلاف مع رئيس الجمهورية و حزبه إنطلق مع حصول حركة النهضة على أغلبية المقاعد في الإنتخابات البلدية ،التي أجريت في شهر ماي الماضي ،وهو الأمر الذي لم يتقبّله "نداء تونس" ،مضيفا بأن النهضة رفضت رفع الثقة عن حكومة يوسف الشاهد بعد خلاف الأخير مع "نداء تونس" لأنها قدّرت بأن تغيير الحكومة وقتها قد يزجّ بالبلاد في أزمة تهزّ إستقرار البلاد و هو الأمر الذي عمّق الخلاف مع الحزب الحاكم و دفع الرئيس للإعلان عن إنهاء التوافق و هو ما أعتبره الغنوشي "فضّا للشراكة من طرف واحد " و أضاف الغنوشي بأن لقاءه الأخير مع رئيس الهيئة السياسية لحزب نداء تونس و نجل الرئيس "حافظ السبسي " كان بهدف إعادة التواصل و التفاهمات مع الرئيس و حزبه لأنه يعتبر "نداء تونس " طرفا أصيلا في المشهد السياسي حيث أكدت النهضة في أكثر من بيان ،خلال الأشهر الأخيرة على الدور المحوري لرئيس الجمهورية في ضمان الإنتقال الديمقراطي و هو موقف وصفه الغنوشي بالمبدئي بعيدا على المناورة و التكتيك. و أردف شيخ حركة النهضة بأن حزبه يرفض موقف الإصطفاف لأنه يبحث دائما عن التوافق قائلا "إننا نقدّم المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية ولهذا فإننا لا نتمنّى إنهيار نداء تونس لأن هذا سيصب في مصلحة تيارات راديكالية و يضر بتونس " ،كما أكد ان النهضة تعمل على تنقية المناخات السياسية ،مشيدا بالموقف الوطني للرئيس السبسي الذي فضّل التوافق و مصلحة البلاد رغم مراهنة بعض القوى الإقليمية على تبنّيه خيار إقصاء النهضة. الغنوّشي و التيارات اليسارية في إجابته عن إتهامات بعض التيارات لحزبه بالخداع وعد تبنّي الديمقراطية و المواطنة بشكل حقيقي ،وإنما كمحاولة لتجاوز الضغوط التي تواجهها في الوقت الراهن ،قال الغنوشي "من يتهموننا بهذا انتقلوا مباشرة من ديكتاتورية البروليتاريا إلى احتكار الديمقراطية دون أن يقدموا ورقة نقد واحدة لتاريخ تيارهم الديكتاتوري، ودون أن يقدموا ورقة تأسيسية واحدة لتحولهم للديمقراطية وكأنهم آباؤها وتناقلوها أبا عن جد!". وتابع: "لم يقدم هذا التيار نقدا ذاتيا لتجاربهم العالمية والعربية الديكتاتورية ولا نظّروا لكيفية الجمع بين الديمقراطية والماركسية ولم يجيبوا على السؤال التأسيسي: كيف ستنبت الديمقراطية في أرضية ماركسية". وأضاف الغنوشي أن حركته بالمقابل أعلنت نفسها حزبا ديمقراطيا منذ 6/6/1981، وقدمت منذ ذلك الوقت كثيرا من أوراق النقد الذاتي والأوراق التأسيسية في كيفية الجمع بين الديمقراطية وبين الإسلام. وتابع: "ناقشنا منذ ذلك الوقت في أدبيات منشورة كثيرة كيف ستنبت الديمقراطية في أرضية إسلامية، وجادلنا وناقشنا التيارات الإسلامية المناهضة للديمقراطية، بينما لم يحصل هذا النقد أو النقاش في التيارات اليسارية والقومية التي تتهمنا الآن بأننا غير ديمقراطيين". الغنوشي و يوسف الشاهد و عن المخاوف التي طرحها البعض ومن ضمنهم أعضاء في النهضة من أن دعم الشاهد سيمنحه قوة وسلطة كبيرة وأنه قد يستخدمها مستقبلا ضد النهضة، قال الغنوشي بأن النهضة في توافق حاليا مع رئيس الحكومة، مضيفا أن المستقبل مع ذلك قد يحمل كل الاحتمالات. وأضاف الغنوشي أن حزبه ينسق مع الحكومة لضمان عدم استغلال موارد الدولة ووظائفها لصالح أي حزب في الانتخابات القادمة، في أكتوبر المقبل. وردا على سؤال عن احتمال وجود دعم إقليمي خليجي للشاهد، قال الغنوشي إننا ننتظر من الأشقاء العرب دعم التجربة التونسية وليس التدخل في شؤوننا الداخلية، وقلنا أكثر من مرة إن ثورتنا نموذج غير قابل للتصدير، وأننا نرفض سياسة المحاور رغم انحيازنا للقضايا العادلة، مشيرا إلى أن البعض قد يكون راهن على أن يتبنى الرئيس السبسي خيار إقصاء النهضة ولكنه فضل التوافق لأنه في مصلحة البلاد، وهذا موقف وطني نعتز به وعلى كل السياسيين الالتزام به وعلى رأسهم بالطبع رئيس الحكومة يوسف الشاهد.