كتبه / توفيق الزعفوري.. لو لم أكن تونسيا، لتمنيت أن أكون جزائريا.. نحن و الجزائر فضاء واحد، فرقه، الإستدمار، و الإستعمار ،و حتى الإستحمار، ضمن سياقات تاريخية و سياسية معروفة. منذ أربع سنوات تقريبا بعد أن إستلم مهامه كرئيس حكومة، أدى الحبيب الصيد أول زيارة له إلى الجزائر، و كانت السياقات ، و المتغيرات على الحدود وقتها( ماي 2016) تسمح بالتداول في ملفات عديدة كمقاومة الإرهاب و التنسيق الأمني و الملف الليبي طبعا لأنه يهم البلدين، أمنيا و جغرافيا، و إقتصاديا و تاريخيا.. ومثلما سبق أن حصل مع الباجي قايد السبسي حين توليه رئاسة الحكومة بعد الثورة وكذلك من جاء بعده : علي العريض ومهدي جمعة، فإن الجزائر هي دائما الشريك الأول لتونس، خاصة في الملف الأمني المرتبط بالحرب على الإرهاب، كانت المحطة الأولى، و قبلة سياسيي تونس.. الرئيس المنتخب قيس سعيد ، باختياره زيارة الجزائر ، لم يحلّق بعيدا ، وخير منطقة الجوار، بدء بالغرب، و تبدو الجزائر بثقلها الجغرافي و الاقتصادي و السياسي ، الداعم الأساسي لتونس، و السند السياسي لها فطالما تطابقت رؤى البلدين في القضايا الإقليمية المصيرية، كالوقوف ضد التدخل العسكري في ليبيا، لأنه يضر البلدين أكثر مما ينفعهما..ثم أن الجزائر كانت داعما إقتصاديا، لخزينة الدولة ، سواء بالمساعدات أو الهبات أو القروض التي تُضخ في خزينة البنك المركزي.. ولكي تكون زيارة أكثر من بروتوكولية، و ذات ثمار إقتصادية و سياسية، يجب الإعداد لها جيدا، من كل النواحي، فهي تمثل إختبارا جيدا ليس للرئيس فحسب و لكن لمؤسسة للرئاسة عموما، و ستكون أنظار التونسيين و الجزائريين و الجوار ، و أنظار العالم في الجزائر ترقب و تراقب كل شيء، و كل حركة، و كل تصريح و حتى التلميح.. زيارة الجزائر ، كانت و لازالت طقسا تونسيا مميزا ، و خطوة تكتيكية في الإتجاه الصحيح، أما خارجيا فتنتظر الرئيس، قمة الفرنكفونية في 2020، و دور أعمق تجاه المجموعة العربية و الدولية باعتبارها عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي بعد إختيارها من قبل 190 دولة من أصل 193.. محطات عديدة في إنتظار الرئيس و الرئاسة، و نرجو فقط تشريف تونس، و إعلاء كلمتها بين الأمم...