نصرالدين السويلمي الكل يدرك أن صحيفة اليوم السابع هي بلا منازع الذراع الاعلامي "صحافة مكتوبة" لسلطة الانقلاب في مصر، تأتي قبل الاهرام وأخبار اليوم وبقية الصحف المعروفة. وحتى يقتنع بعض الذين يتحدثون عن مبالغات في وصف الهجمة الاقليمية على الغنوشي، التي يقودها اعلام بن زايد والسيسي ومحمد بن سلمان، حتى يقتنعوا أن الهجمة فاقت كل الهجمات السابقة التي استهدفت الدول والاشخاص، نعرض واجهة اليوم السابع التي وضمن 6 أخبار عن تونس خصصت 5 استهدفت بها الغنوشي مع وضع صورته!!! كلها تهرسل وتشوه وتبث الاشاعة في حق رئيس المجلس التشريعي. والملفت ان بعض الاخبار الواردة اعتمدت فيها على تصريحات لشخصية نهضاوية مناكفة للغنوشي! أي نعم نهضاوية! فنحن أمام غرفة اقليمية مستعدة لاستعمال تصريحات الشيطان في حربها على الرجل، وليس الانسان فحسب، غرفة اختارت الدخول بثقلها في الاجهاز على غنوشي المجلس التشريعي، وايضا الغنوشي العميق القادم من أواخر ستينات القرن الماضي. سبق وقلنا أننا أمام خطة ماكرة اتفقت حولها غرفة شبّكت العديد من وسائل الاعلام، ضمن اجندة واحدة موجهة، اختارت التخصيص وعدم التعميم، أبعدت بشكل مؤقت الثورة التونسية والانتقال الديمقراطي ولم تعد تهاجم التجربة بل حتى أنها اصبحت تتخفف من مهاجمة النهضة وتفعل ذلك ضمن سياق مهاجمة الغنوشي!!! تلك عملية تركيز رهيبة وغير مسبوقة ، وليس أسهل من الوصول اليها عبر محركات البحث للوقوف على حقيقية القصف الشنيع الذي يتعرض له زعيم النهضة. بالعودة الى أرشيف الصحيفة والبحث عن أسماء العديد من الدول ، سوى التي تعادي الانقلاب او التي تدعمه، لم نعثر على شخصية واحدة احتلت كل ذلك الحيز من اهتمام اليوم السابع مثلما احتله الغنوشي، بل والغريب اننا عدنا الى الارشيف ووضعنا اسم تركيا فوجدنا 3 اخبار نشرت يوم الثلاثاء تتصدرها صورة الغنوشي، واخترنا البحث في نفس الصحيفة عن اسم ليبيا، فكانت النتيجة 3 اخبار ليوم الثلاثاء صدّرت بصورة الغنوشي. وحتى نقرّب الصورة اكثر، ليس استهداف الغنوشي بهذا الشكل الرهيب، لأنه سوبرمان كما يقول البعض ساخرا، لا ابدا، بل لان رعاة الثورة المضادة جربوا المواجهة الشاملة مع الثورة والانتقال الديمقراطية والنهضة وزعيمها والترويكا والمرزوقي... ففشلوا وانتكسوا.. واليوم يعودون بخطة جديدة، تعتمد الانفراد بحجر الزاوية، عملية خبيثة لجلب الغنوشي بعيدا عن كل تفاصيل ومكونات الثورة وانتقالها الديمقراطي، بل حتى بعيدا عن النهضة او بعض اجنحتها ان هم افلحوا في ذلك، ومن ثم الانفراد به والاجهاز عليه، وان نجحوا فقد صنعوا لأنفسهم ثغرة النجاح و يكونون قد احدثوا في الانتقال الديمقراطي ثغرة الموت. عندما كانوا يهاجمون مرسي، وكانت الاصوات تتعالى ان المعركة ضد ثورة 25 يناير وليست ضد الدكتور مرسي في شخصه، حينها كان يسار رفعت السعيد وقومية صباحي ولبرالية البرادعية وشعباوية تمرد.. كلهم كانوا يضحكون من شدة غرور الاخوان الذين اختزلوا الثورة في مرسي، كانوا يقولون سيذهب مرسي وتبقى 25 ينايرعزيزة.. فما لبث ان ذهب مرسي وذهبت الثورة وذهبت التجربة وذهب رفعت السعيد الى الله وذهب البرادعي الى امريكيا وذهب حمدين صباحي الى مسقط راسه، الى بلطيم بمحافظة كفرالشيخ ...