نصرالدين السويلمي نحن لسنا بصدد سحب ثقة من الفخفاخ، ولا نحن بصدد معركة حُسمت لصالح هذا أو ذاك، كل ما في الأمر أننا بصدد عمليات إحماء لمعركة ستطول، فتحت النهضة في دورة شوراها 41 المزاد ، زاد قيس ثم زاد الفخفاخ، خرجت النهضة وزادت على زياداتهم... كل هذه المزادات هي أقرب للمزايدات، وفي المحصلة مازلنا ابعد ما يكون عن سحب الثقة من رئيس البرلمان أو رئيس الحكومة، بل نحن مازلنا في مرحلة نوايا إعلان الحرب. تدرك النهضة انها ليست وحدها في الساحة، تدرك أيضا أنهم ليسوا وحدهم بدونها في الساحة، تدرك الحركة انها أضعف من حسم الأمر بالقاضية، كما تدرك أنهم أضعف بكثير من تأثيث مشهد ديمقراطي بدون النهضة.. بدون الإسلاميين يخيم شبح المطحنة المصرية ويلقي محمد بن زايد بظلاله وتبدو كل الأطراف التي أزاحت الاسلاميين أقرب الى القطعان في زريبة الضبع المنفّط!! هكذا أخبرتنا التجربة المصرية واليمنية والليبية.. سنرى المزيد من المزادات والمزايدات في اليومين القادمين، ثم وربما في اليوم الثالث ستتضح الارقام، من مع من؟! ستنتعش السوق، و سيشرع نواب التأرجح والتفحيج في عرض مفاتنهم على القوى التي تتصدر المعركة وتقود المواجهات، في الاثناء ستنشط الوساطات وتدخل شخصيات وطنية على الخط لتقريب وجهات النظر... عقارب الساعة تزحف والوقت ينفد.. فيما الفخفاخ يحاول اقناع عبو والمغزاوي بخطورة الأمر، يدرك الرجل التكتلي ان خروجه بهذا الشكل لن ينهي مستقبله السياسي فقط وإنما سيجهز على مستقبله المالي، والأغلب أنه سيبحث له وبسرعة عن بقعة تحت باريس كما حافظ قائد السبسي.. تدرك حركة الشعب أن انتخابات مبكرة، تعني نهاية تجربة قومية مرة وفاشلة، وأنه على التيار القومي أن يشرع في عملية بعث جديدة لأنه لن يكون تحت القبة الباردوية المقبلة. تدرك النهضة ويدرك التيار ويدرك قيس سعيد ويدرك الشاهد ويدرك نبيل.. ان الانتخابات المبكرة ستعطي المقدمة لنهضة تزيد قليلا على رصيدها الحالي والملاحقة لدستوي حر يزيد كثيرا على رصيده الحالي، في النهاية وبدون عتبة، سيكون الوضع أسوأ مما نحن عليه بكثير. ولعل الصورة الأقرب، هي عملية توسيع مجامالاتية للنهضة تراوح بين مطلبها ورفضه! مع ضمانات من الفخفاخ بربط التكافل الحكومي مع التكافل البرلماني والضغط على بقية الشركاء من أجل القبول الأخلاقي بشراكة غير مثعلبة مع النهضة.. تلك صورة ستمكن حكومة الفخفاخ من التماسك ومن ثم الاستمرار الى حدود الانتخابات التشريعية المسبقة والمرتقبة لشهر سبتمبر أو أكتوبر من السنة المقبلة 2021.