نصرالدّين السويلمي التقى اليوم الأربعاء رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد بالأمين العامّ لاتحاد الشغل نورالدّين الطبوبي، جاء ذلك بعد أن بدأت قيادات الاتحاد تتململ وبعد أن دوّن أحد تلك القيادات "الرئيس تأخّر في الردّ على مبادرة الاتحاد"، ثمّ وبعد أن ترقّبت البطحاء طويلا تحرّكت باتجاه قرطاج، فكان هذا الردّ المقتضب الذي دوّنته الرئاسة على صفحتها الخاصّة "وقد أكد رئيس الجمهورية على أن الحوار لا يمكن أن يكون على شكل الحوار السابق كما لا يمكن أن يكون هدفا في حد ذاته، بل يجب توفير كل الأسباب والشروط لنجاحه، مؤكدا مرة أخرى على أنه لا حوار مع الفاسدين." هكذا تنتهي مبادرة الاتحاد إلى طريق مسدود بعد أن قدّم الرئيس في شأنها ردّا عائما أو بلغة أصح قدّم "لا" مغلّفة بعبارات إخشيديّة مألوفة، لقد تعوّد الطبوبي على سياسيّين مهادنين يخشون على تونس من بطش الجماعة الجراديّة، فظنّوا أنّه يمكنهم التعاطي مع سعيّد مثلما تعاطوا مع غيره، ونسي الطبوبي أنّ قيس ضاق بالدستور الذي يقرّ تقاسم مهام الحكم ويقول بوجود ثلاثة رؤساء، وشدّد في مختلف تصريحاته أنّ لتونس رئيسا واحدا وأراد أن يجمع إليه كلّ السلطات عبر مداخل دستوريّة فرعيّة، فكيف يقبل سعيّد أن يسير خلف الطبوبي وأن يشترط عليه حفيظ حفيظ ويقدّم له خطوطا حمراء في الأطراف التي ستشارك وتلك التي لا يجب أن تشارك في الحوار المزعوم أو الموهوم.. كان سعيّد يردّد باستمرار وفي كلّ مكان، في قرطاج في الخارج والداخل في الثكنات وفي الصالونات، كان يصرّ أنّ لتونس رئيسا واحدا وليس ثلاثة رؤساء، فأتاه الطبوبي باقتراح لرئيس رابع!!! دوّن سامي الطاهري قبل أيام : يا ريّس.. خذها ولا تخف..توكّل.. لا تكن مهواما.. قم..انهض..قرّر..افعل.. أو أرقد إلى الأبد.. بعد أكثر من أسبوع استجاب الرئيس للطاهري، وها هو قام ونهض وقرّر وفعل.. وأرسلكم لترقدوا إلى الأبد.