وات - ركّز أحد المتطوعين، جسرا حديديا على مستوى وادي البلوط بمعتمدية بلطة بوعوان من ولاية جندوبة، يربط بين قرية أولاد سلامة ومدرسة عين الفضة التابعة لعمادة بني محمد من ذات المعتمدية من جهة، والطريق الجهوية الرابطة بين بوسالم وطبرقة والمعروفة محليا بطريق "سبع مشايخ"، من جهة ثانية. وتهدف هذه المبادرة التشاركية، التي شارك فيها أحد رجال الاعمال وبلدية المكان وإدارة الجهة وعدد من نشطاء المجتمع المدني وبدعم من احدى الشركات الخاصة، الى فكّ عزلة تلامذة مدرسة عين الفضة وعزلة المتساكنين بعدد من القرى المتناثرة في محيط تضاريسي معقد. وسيساهم هذا الجسر، وفق ما أكده ل(وات)، رئيس بلدية بلطة بوعوان، صلاح الفرشيشي، في ضمان تواصل المتساكنين مع المؤسسات العمومية الخاصة ووسائل النقل وقضاء شؤونهم وحمايتهم من مخاطر استخدام جسر قديم متكون من اعواد الحطب، كان يستخدمه التلامذة والأهالي خاصة في فصل الشتاء، ليصلوا الى مدرسة "عين الفضة"، وهي المدرسة الوحيدة بالجهة، وأضاف الفرشيشي، ان صاحب المبادرة، وهو صاحب ورشة حدادة بتونس الكبرى، استخدم هياكل حديدية مختلفة الاحجام مودعة بمستودعات "الخردة" التابعة للدولة والمركزة بالجهة، كما تطوع لشراء هيكل حديدي كان يستخدم في السكك الحديدية، مشيرا الى ان مثل هذا العمل سيسحب على منطقة أخرى تعرف بدوار الدبابسة التابع لذات العمادة وذات الوادي، بعد ان تبين للعموم جاهزية الإدارة والبلدية والمواطنين لمثل هذه الإنجازات الغير مكلفة، فضلا على سرعة الإنجاز وقلة العراقيل. وقالت زهرة العثماني (74 سنة)،ان تركيز هذا الجسر سينسيها معاناة أكثر من سبعة عقود من الزمن، وان إيصال كميات الحليب الى الطريق لبيعها للمجمعين بات ممكنا في فصل الشتاء، وبات اسهل بكثير. واستحضرت ذات المتحدثة، حادثة وقعت لها حيث جرفتها مياه الوادي، الى جانب صور مماثلة لإحدى النساء التي ذهبت ضحية غياب جسر يوصل بقريتهم "أولاد سلامة"، معربة في ذات الوقت، عن تثمينها لهذا المجهود الذي أعاد لها ولجيرانها الامل، رغم مناخ الإحباط الذي عمّ البلاد خلال السنوات الأخيرة. من جهته، وصف المنسق الجهوي لعملة الحضائر بولاية جندوبة، سامي الخليفي، الذي اثار معاناة المواطنين من خلال نشره فيديو على شبكة التواصل الاجتماعي، كشف فيه المخاطر المهددة لمستعملي الجسر التقليدي، ان هذا الإنجاز عبارة عن "صورة مضيئة" ومحفزة لمعاضدة مجهودات الدولة لفك عزلة المواطنين وتربية الأطفال على روح المبادرة والتشاركية. أخبار "وات" المنشورة على باب نات، تعود حقوق ملكيتها الكاملة أدبيا وماديا في إطار القانون إلى وكالة تونس افريقيا للأنباء . ولا يجوز استخدام تلك المواد والمنتجات، بأية طريقة كانت. وكل اعتداء على حقوق ملكية الوكالة لمنتوجها، يعرض مقترفه، للتتبعات الجزائية طبقا للقوانين والتراتيب الجاري بها العمل