أبو مازن الحرب تشتد والمدنيون في غزة يخرجون من ديارهم الى العراء حيث لا ملاجىء والمقدسيون على موعد مع الهمج الاستيطاني و قبضة الحديد العسكرية الصهيونية وعرب الداخل باتوا أو لعلهم كذلك منذ عقود مواطنون درجة رابعة حيث تنتهك أبسط حقوقهم في العيش بتعلة الأصل والفصل. شعب أعزل قسّمته المخيمات والنكبات المتتالية فاستبيحت دماؤه وأرضه وعرضه. ولما اصطنع بعض الأسلحة البسيطة التي وصفها كل العالم أول الأمر بالعبثية وطورها بعد عقدين من الزمن بات الجمع يقارنها بآلة الدمار التي دكت البارحة غزة بأكثر من مائتي قذيفة فأردت المدينة ركاما ولكنها لم تنل من عزيمة أهلها ورجال الصواريح وتردد رشقاتها. كيف تقف اعلامياتنا الأنيقات اللاتي تلقين اقبالا جماهريا على متابعتهن والاستماع الى آرائهن ومواكبة تدويناتهن على فيسبوك وتويتر في خضم هذه الحرب القذرة والغير متكافئة. اخترنا لذلك وجوها اعلامية عرب اختلفت جنسياتهن و أديانهن و مقر أعمالهن حتى يترآى للعالم العربي.يصنع الوعي الجمعي وكيف تحوّل وجهة العامّة فينقطعون عن قضاياهم المصيرية. غادة عويس اعلامية لبنانية مسيحية تعمل بقناة الجزيرة التي تواكب لحظة بلحظة الحرب على الأرض بعشرات المراسلين و تطرح كل ملفاتها السياسية والاقتصادية والاتنية طوال هذه الأيام، تكتب تدوينة منذ يومين فتقول :سامحونا أيها المقدسيون) سامحونا بأننا لم ننضمّ لكم سوى بالكلمة لا نملك غيرها لا نملك سواكم تدافعون عنا قبل أن يكون عن أنفسكم سامحونا. #لن_نرحل، #انقذوا_حي_الشيخ_جراح) مريم بالقاضي اعلامية تونسية مسلمة تعمل بقناة الحوار التونسي التي كغيرها من قنوات البلد لا تبث مباشرة من مكان الالتحام وتكتفي بالاشارة للاحداث في نشرات الأخبار، كتبت تدوينة مصاحبة لصورة قديمة لاستعراض المقاومة (هذا العرض العسكرى لحماس نتمنى نعرف أين يختبئون وعندما غزة بتضرب) منى الشاذلي اعلامية مصرية مسلمة تعمل بقنوات دريم الفضائية وتقدم عدة برامج حوارية تكتفي بتدوينة يتيمة قبيل يوم العيد بكلمات من أغنية فيروز (لأجلك يامدينة الصلاة اصلي ياقدس). منى بوسمرة اعلامية اماراتية مسلمة ورئيسة تحرير صحيفة البيان تتخذ موقفا منحازا ومغايرا لتصريحات قادة هذا البلد فتدوّن "لن تنظر الإمارات إلى صراعات جانبية، لن تؤدي إلى فك قيد الاحتلال ولا إلى تحرير الأرض، ولن تنتظر شهادات من أحد، فمواقفها التاريخية مع فلسطين وشعبها مواقف ساطعة وواضحة وضوح الشمس، وستظل أول العرب في نصرة قضية العرب الأولى، بعيدا عن التجييش على حساب الدم الفلسطيني، لأن همها الأول والأخير هو حفظ هذا الدم، وحماية حقوق الفلسطينيين التاريخية في أرضهم ومقدساتهم ودولتهم المشروعة". إعلاميات موجهات للرأي العام العربي لا يكدن يختلفن على شرعية وقدسية القضية الفلسطينية ولكن الكلمات واقتضابها تخفي وراءها حرية رأي و تعبير أو دكتاتورية مقيتة تحبس الأنفاس أو عمالة لجهات أجنبية تتربص بعالمنا العربي.