وات - نظّم منتدى مقاصد للثقافة والإعلام ببنزرت بالاشتراك والتعاون مع الجمعية التونسية لمديري الصحف، اليوم السبت، ندوة فكرية بعنوان "الصحافة الجهوية: الإشكالات والرهانات"، تم خلالها استعراض واقع المشهد الاعلامي الجهوي من مختلف زواياه وانواعه واشكاله المرئية والمسموعة والمكتوبة والالكترونية، وذلك في إطار إحياء الذكرى الأولى لرحيل عميد الإعلام الجهوي صالح الدريدي. وأشار الاعلامي، محمد الحبيب حريز، في مداخلة قدّمها بالمناسبة، إلى ما عاشته جريدة "القنال" لصاحبها المرحوم صالح الدريدي من صعوبات أثناء نشأتها والى صمودها ضمن المشهد الاعلامي الجهوي والوطني ومحافظتها على مكانتها، مستعرضا في الان مسيرة المرحوم صالح الدريدي في عالم الاعلام والنشر ككل. ومن جانبه ثمّن والي بنزرت، سمير عبد اللاوي، لدى اشرافه على اعطاء اشارة انطلاق الندوة، دور الإعلام الجهوي في الإنارة والتوعية وخدمة التنمية في كامل الحياد والمسؤولية بعيدا عن التوظيف السياسي والحزبي، قبل ان يتطرق إلى مسيرة جريدة "القنال" التي امتدّت أربعة عقود من العمل الصحفي المستمر بما يعنيه ذلك من جهد، وصبر، ومثابرة، وتصميم من مؤسسها الإعلامي الراحل صالح الدريدي. ومن جهته، تطرّق رئيس الرابطة التونسية لمديري الصحف، الطيب الزهار، الى ما تعيشه الصحف الورقية عموما وبصفة اشد الصحف الجهوية من ازمة خانقة منذ سنوات على المستويين الداخلي والعالمي، معتبرا أن المستقبل سيكون للصحافة الإلكترونية بما يستوجب دعمها وفق رؤية واستراتيجية دقيقة ومعمقة. وفي مداخلة بعنوان "الإعلام الجهوي ما بعد عصر الإعلام" ، قدّم أستاذ علوم الاتّصال، صلاح الدين الدريدي، طرحا جديدا ومغايرا للسائد المتعارف عليه في علاقة بدور الإعلام في عصر ما بعد الإعلام، معتبرا أن الإعلام اليوم هو القارة السادسة التي تتنافس فيها المسافة والوقت والزمن، حيث لم يعد العمل الإعلامي خطيا يتوقّف في وقت محدّد في اليوم بل صار دائريا متواصلا باستمرار نتيجة الثورة الاتصالية وتطور الشبكة العنكبوتية. من جانبه، أبرز رئيس النقابة الوطنية الإذاعات الخاصة ومدير إذاعة اوكسجين، محمد كمال ربانة، الدور الريادي للفقيد صالح الدريدي إعلاميا ونقابيا في الدفاع عن الإعلام الجهوي، وما كان يتمتع به من قدرة على المواجهة والتحدي بكل وطنية، مؤكدا على ضرورة نقل مثل هذه التجارب إلى الأجيال الصاعدة . وفي ذات السياق تحدّث المدير الاسبق لمعهد الصحافة وعلوم الاخبار، محمد قنطارة، عن النظرة الاستشرافية التي كان يتمتع بها المرحوم صالح الدريدي ورغبته في التعلّم وتطوير الجريدة، حيث كان يحمل اقتصاد الإعلام وهاجس خدمة الصحافة للتنمية، ويعتبر الصحافة الجهوية متمما للإعلام الوطني لا منافسا له، وفق قوله. وأشار رئيس منتدى "مقاصد للثقافة والاعلام" الاعلامي، رشيد البكاي، في مداخلته، الى ما اعتبرها هواجس التأسيس والتاطير للاعلام الجهوي ودور ولاية بنزرت الكبير في ارساء تقاليد الاعلام الجهوي منذ اوائل القرن الماضي مع علي بوشوشة، مرورا بعلي الخماسي، ووصولا لصالح الدريدي وجريدة القنال، مشيرا لمجمل العناوين التي ولدت في هذا الشان والاسماء اللامعة التي برزت ولا تزال في المشهد الاعلامي الجهوي والوطني والدولي ومسؤولية تلك الاسماء والمؤسسات في الحفاظ على امانة الرسالة وبالاخص الدور التأطيري للاجيال القادمة، عبر هياكل جمعياتية ومؤسساتية مباشرة. يشار إلى أن الندوة انتظمت بحضور أرملة الفقيد صالح الدريدي ونجله وعدد من أصدقاء الإعلامي الراحل، وتم بالمناسبة الوقوف دقيقة صمت ترحما على ارواح الإعلاميين الذين غيبهم الموت مؤخرا وهم صالح الدريدي والهادي المرنيصي وصالح النوايل الذي وافاه الأجل المحتوم اليوم اثر صراع مرير مع المرض.