منتدى الحقوق يدعو إلى الإسراع بإصدار الأمر المتعلق بصندوق التأمين على فقدان مواطن الشغل    ارتفاع ملحوظ في عدد السيّاح الصينيين.. #خبر_عاجل    عاجل: لتفادي الانقطاعات: نصائح عاجلة من الستاغ لترشيد الاستهلاك وقت الذروة    مرشحة جمهورية 'تحرق المصحف' وتتعهد بإنهاء الإسلام في تكساس    25 دولة تعلق إرسال شحنات بضائع لأميركا    مدينة العلوم تدعو عشاق الفلك لمتابعة خسوف كلي نادر للقمر في هذا الموعد    عاجل/ الصحة العالمية تحذّر: هكذا يمكن للحرارة أن تؤدّي الى الوفاة    المدير الفني بشركة الطرابس: دعوة سلطة الاشراف إلى ضرورة التعهد بملف تجديد اللزمة لشركة الطرابسا وإعادة تصنيف ميناء الصخيرة    هيئة الشارقة للكتاب تفتح باب الترشح لجائزة "ترجمان 2025"    اعادة فتح مكتب بريد ورجيجن من معتمدية بني خداش التابعة لولاية مدنين    غار الدماء: سيارة نقل ريفي تضع حدا لحياة خمسيني    الشبيكة: العثور على جثة شاب مطعون و الإحتفاظ بخالته وطفل عمره 15 سنة    الهيئة الوطنية للمحامين تتلقى 9 ترشحات للعمادة و42 ترشحا لمجلس الهيئة    بعد أشغال ترميمه : المعلم التاريخي جامع بن معزوز بجزيرة جربة يستعيد رونقه وبريقه    حفل غنائي لفضل شاكر في مصر: إدارة أعماله تحسم الجدل    قبلي: تقدم هامّ في عملية تغليف عراجين التمور رغم الصعوبات المسجلة في التزود بالناموسيات مطلع موسم حماية الصابة    سهرة فلكية بمدينة العلوم لمواكبة الخسوف الكلي للقمر    الإتحاد العالمي للبريد: 25 دولة تقرّر تعليق إرسال الطرود إلى أمريكا.. #خبر_عاجل    عاجل: اندلاع حريق بالمستشفى الجامعي بصفاقس    نقابتا التعليم الأساسي والثانوي تنفذان تحرّكا احتجاجيا الخميس المقبل أمام وزارة التربية وتحذران من عودة مدرسية "مرتبكة"    الوكالة اليابانية للتصنيف تُعلن مراجعة ترقيم تونس من سلبي إلى مستقر    الرابطة الأولى: برنامج النقل التلفزي لمواجهات الجولة الرابعة ذهابا    عودة مدرسية: حجز أكثر من 7 آلاف قطعة طباشير و 20 الف قلم شمعي    تقدّم أشغال مشروع إزالة كاسرات الأمواج بشاطئ حمام الأنف بنسبة 60 المائة    هذا معدّل كُلفة العودة المدرسية للتلميذ الواحد.. #خبر_عاجل    بقيمة 110 آلاف دينار: الموافقة على تمويل 11 مشروعا لفائدة هذه الفئات..#خبر_عاجل    عاجل/ جريمة مروعة: فاجعة جديدة تهز هذه الولاية..!    توسعة المدخل الجنوبي للعاصمة..هذه آخر مستجدات الأشغال..#خبر_عاجل    عاجل/ ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة الى أكثر من 62 ألف شهيدا..    عاجل/ سريعة الانتشار: خبير يكشف أعراض السلالة الجديدة من فيروس كورونا..    حملة تضامن على مواقع التواصل بعد إيقاف محمد الطاهر الدريدي    كرة اليد: اعتزال اللاعب الدولي التونسي جهاد جاء بالله    العثور على جثة شاب تحمل آثار طعن في القيروان    مصر تصدر بيانا بعد القبض على حامي السفارة في لندن    سليانة: السيطرة على حريق نشب بجبل فروحة بمنطقة بوعبد اللّه من معتمديّة كسرى    اكتشاف سلالة بشرية غير معروفة من قبل في كولومبيا    نشرة متابعة/ الحرارة ستصل الى 43 درجة اليوم بهذه المناطق..#خبر_عاجل    دراسة.. مرضى "كوفيد طويل الأمد" يعانون من تدهور شديد في جودة الحياة والوظائف اليومية    محيط قرقنة يعزز صفوفه بأربعة لاعبين لاعبين جدد    عاجل: إنخفاض أسعار لحوم الدجاج بداية من الأسبوع المقبل    خطير/ الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يؤثر على شريان رئيسي بالقلب..    أحلام: ''رجّعوني على تونس...توحشتكم''    إيران ترفض اتهامات أستراليا وتتعهد بالرد على طرد سفيرها    إتحاد بن قردان: تعزيز الرصيد البشري للفريق ب3 لاعبين    طقس غير مستقر اليوم...وأمطار محلية قد تمتد إلى المنستير والقصرين    الرابطة الأولى: لاعب الترجي الرياضي يعزز صفوف الشبيبة القيروانية    قيس سعيّد: ''الحقّ حقّ لن يسقط بالتقادم...والباطل باطل ولو غُلّف بشرعيّة صوريّة''    بناته أم حفيداته؟ قضية "زنا محارم" عبر أجيال تهز الشارع المغربي    البطولة الإسبانية: فوز جديد لأتلتيك بيلباو وخيتافي    تاريخ الخيانات السياسية (57) .. .الخليفة الطائع من القصر إلى الحجر    الفنانة أنغام تعود إلى منزلها بعد فترة علاج في ألمانيا    إطلاق أول مسابقة وطنية لفيلم الذكاء الاصطناعي    قابس : برنامج ثقافي ثري للدورة السابعة لتظاهرة " أثر الفراشة "    كرة القدم العالمية : على أي القنوات يمكنك مشاهدة مباريات اليوم الإثنين ؟    تاريخ الخيانات السياسية (56) .. أفتكين و بختيار وسطوة الترك    وفاة مفاجئة لفنان مصري.. سقط أثناء مشاركته بمباراة كرة قدم    هام/ كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية..    أولا وأخيرا .. هاجر النحل وتعفن العسل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجرف القاري التونسي الإيطالي: توثيق حطام ثلاث سفن جديدة
نشر في باب نات يوم 06 - 09 - 2022

تم التعرف على ثلاث بقايا حطام سفن جديدة، ببنك سكيركي بالجرف القاري بتونس، وذلك من خلال أول بعثة دولية لعلم الآثار المغمورة بالمياه تم تنظيمها على متن سفينة "ألفريد ميرلان" الخاصة بقسم البحوث الأثرية تحت الماء والراجعة بالنظر إلى وزارة الثقافة الفرنسية، وتحت إشراف منظمة اليونسكو. ويبلغ عمق بنك سكيركي بالجرف القاري بتونس أكثر من 200 متر ويمتد على أكثر من 700 كيلومتر مربع في البحر الأبيض المتوسط ​​ وفي المياه الإقليمية بين تونس وصقلية وسردينيا (إيطاليا).
وتولّت بعثة التنقيب والبحث الجيوفيزيائية تحت الماء، في اطار المهمة العلمية التي تواصلت من 27 أوت الى 2 سبتمبر، تحديد مواقع السفن العالقة في بنك سكيركي، وهي الأولى من نوعها من حيث التعاون متعدد الأطراف الذي يجمع ثمانية بلدان هي إسبانيا وإيطاليا والجزائر وفرنسا وكرواتيا ومصر والمغرب وتونس الدولة المنسقة. وقد تم إحراز تقدم كبير في التوثيق عالي الدقة لحطام السفن الراجعة الى الفترة المتراوحة بين العصر الروماني والقرن التاسع عشر.
...
وعلى ضوء هذا الإنجاز غير المسبوق، تمّ يوم السبت الماضي، تنظيم حفل اختتام هذه المهمّة الاستكشافية لبقايا حطام السفن الأثرية والتاريخية ببنك سكيركي بالجرف القاري بتونس. وأقيم حفل الاختتام على سطح السفينة الفرنسية "ألفريد ميرلان" التي يبلغ طولها 46 مترا والتي رست بميناء مارينا ببنزرت، بعد أسبوع كامل من البحث المتواصل تحت الماء، وذلك بحضور وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي ووزيرة البيئة ليلى الشيخاوي والعميد بالبحرية عادل العابدي (ممثل عن وزير الدفاع الوطني) وكل من سفراء جمهورية مصر العربية وإيطاليا وإسبانيا وعدد من إطارات المعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية وكذلك أعضاء اللجنة العلمية الاستكشافية وممثلين عن اليونسكو.
سيقع عرض النتائج حصريًا في مقر اليونسكو بباريس قبل موفى 2022
وأفادت الباحثة وفاء بن سليمان، وهي المسؤولة عن هذه المهمة الاستكشافية العلمية ببنك سكيركي بالجرف القاري بتونس، أن هذه العملية جرى تنفيذها في أعماق بحرية تراوح عمقها بين 50 مترا و100 متر. وأضافت هذه الباحثة التونسية المتخصّصة في مجال التراث المغمور بالمياه في المعهد الوطني للتراث، والتي كانت انتخبت سنة 2021 عضوة في اللجنة الاستشارية العلمية والتقنية لاتفاقية اليونسكو بشأن حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، أن الفريق المكلّف بهذه المهمة قد تمكّن في مدّة أسبوع من تحديد ثلاث بقايا حطام على مساحة قدرها 10 كيلومتر مربع. وتمّ استخدام روبوت مجهّز بكاميرا في هذه العملية الاستكشافية.
ووفقا للبيانات الأوّلية المتحصّل عليها، فإن بقايا الحطام الأوّل هو لسفينة كبيرة يعود تاريخها إلى القرنين 19 و20، وهي سفينة بخارية اصطدمت بالصخور المغطاة بالشعاب المرجانية وتمتدّ على عدة كيلومترات وتجاوزت قممها في بعض الأحيان مئات الأمتار تحت سطح الماء، مما شكّل خطرا على الملاحة البحرية منذ العصور القديمة.
وفقا لصور الجرد الأول الذي تم إجراؤه في غياب رسم خرائط للمواقع المغمورة في هذه المنطقة البحرية، فإن الحطام الثاني الذي تمّ اكتشافه يعود لسفينة صيد مصنوعة من الخشب في الفترة ما بين نهاية القرن 19 وبداية القرن 20. ويعود تاريخ الحطام الثالث الذي وصفته وفاء بن سليمان ب "الكبسولة الزمنية" إلى القرن الأول قبل الميلاد. وتمّ اكتشاف "أمفورة" نبيذ (قلة فخارية) محفوظة بإحكام وسط هذا الحطام، مما يشير إلى أن السفينة كانت في طريقها من إيطاليا إلى تونس، وهو ممرّ بحريّ عُرف بنشاطه المكثّف منذ زمن طويل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
ووصفت مديرة الثقافة في اليونسكو "كريستا بيكات" البيانات التي تمّ جمعها في منطقة حطام السفن التي اكتشفتها بعثتان أمريكيتان (بلارد وماك كين) في تسعينات القرن الماضي، بأنها بيانات غير مسبوقة وقالت إن هذه البيانات التي أنجزت كجزء من مهمة اليونسكو، سيتمّ تحليلها بعناية واستغلالها علميًا، مضيفة أن ثمرة هذا العمل سيتم تقديمه حصريا بين شهري نوفمبر وديسمبر في مقر اليونسكو بباريس.
ويندرج هذا المشروع النموذجي في إطار مشروع التعاون الدولي لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، وهو حلم حققته اللجنة العلمية بعد إشعار اليونسكو سنة 2018 باكتشاف موقع بنك سكيركي في الجرف التونسي الإيطالي. وأضافت "كريستا بيكات" أن هذا الإنجاز غير المسبوق في مجال المحافظة على التراث المغمور بالمياه من شأنه تشجيع الدول الأخرى على الانخراط في مهمات متعدّدة الأطراف، وفقا لما تنصّ عليها اتفاقية 2001 المتعلّقة بحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه.
مركز إقليمي للتراث المغمور بالمياه في تونس
وأعلنت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي عن إحداث مركز إقليمي للتراث المغمور بالمياه بتونس تحت مظلة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو". وأكدت الوزيرة التزام تونس بهذه المهمة العلمية كدولة منسقة، مضيفة أن لتونس رغبة حقيقية في العمل بالتعاون مع البلدان الشريكة في البحر الأبيض المتوسط ​​من أجل المصالح العلمية المشتركة ومن أجل تحقيق التنمية المستدامة وحماية أفضل للتراث المغمور بالمياه في البحار. وذكّرت أيضا بأن تونس كانت من أول الدول العربية والإفريقية التي صادقت على اتفاقية اليونسكو لعام 2001.
من جانبها، أفادت "فرانكا سيبيكيني"، وهي رئيسة بعثة اليونسكو على متن سفينة "ألفريد ميرلان"، أن الهدف من إنجاز هذه المهمة الاستكشافية التي ضمّت 18 عالمًا من علماء الآثار من 8 دول، هو البحث عن المواقع الأثرية المغمورة في مياه البحار وتحديدها بدقة وتوثيقها، إلى جانب تعزيز المعرفة العلمية للتراث الثقافي المغمور بالمياه والتحسيس بحمايته وحماية العالم البحري.
وقالت إنه أصبح من الممكن اليوم، بعد هذا الاكتشاف، رسم خرائط التراث الثقافي المغمور وإجراء جرد للمواقع التي كان من المحتمل أن تتعرض للنهب من قبل الباحثين عن الكنوز البحرية، وهي كارثة كبرى لطالما مثّلت خطرا على سلامة التراث المغمور بالمياه والمحافظة عليه.
دعوة لتصنيف "بنك سكيركي" منطقة محمية
في انتظار مرحلة التدقيق العلمي المعمّق للنتائج الأولية المتحصّل عليها خلال إنجاز هذه المهمة، تمّت الدعوة لتصنيف "بنك سكيركي" منطقة محمية، وهو من شأنه أن يعزّزهذه المنطقة البحرية ويساهم في حمايتها كثروة بحرية تستقطب علماء الآثار وعلماء الأحياء البحرية على حد سواء. كما سيتمّ إعداد فيلم وثائقي مدته 70 دقيقة (سيكون جاهزا قريبا) بعد إنجازه بمساهمة خاصة من المصور "آنجل فيتور" الذي كان موجودا على ظهر السفينة منذ بداية هذه المهمة الاستكشافية وتابع بعدسته مختلف المراحل التي تابعها أيضا عدد من الصحفيين من ممثلي وسائل الإعلام منها وكالة تونس افريقيا للأنباء، وذلك في ختام المهمة البحثية .
وتجدر الإشارة إلى أن "بنك سكيركي" هي منطقة واقعة بين الجرف التونسي ومضيق صقلية وجزيرة سردينيا الإيطاليتين. وتعتبر هذه المنطقة البحرية واحدة من أكثر الطرق البحرية خطورة حيث تعدّ المياه الضحلة وقيعان البحار الصخرية المخفيّة على عمق أقل من متر من سطح البحر السبب وراء تحطم السفن على مدار آلاف السنين، بدءاً من السفن التجارية القديمة وانتهاء بسفن الحرب العالمية الثانية.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.