استفادت ثلاثة مشاريع تونسية في مجال ريادة الاعمال من برنامج التصرف المستدام للمياه في النظم الزراعية "كو لاب"، الذي اختتم، الخميس بمدينة العلوم، وهي مشاريع " يرشرش" و"وات ديسال" و "توزر ايكو بالم" . وبين المكلف بمشاريع لدى المنظمة الإفريقية الناشطة في ريادة الأعمال في إفريقيا" مايك سانس أفريكا"، أحمد بن غانم، أن المشاريع، وهي في طور الانجاز، تحصلت في اطار برنامج " كو لاب" على منحة بقيمة 5 آلاف أورو وعلى تأطير علمي وتقني ومرافقة قانونية وتكوين حول سبل النفاذ الى التمويل. ... وذكر بن غانم، أنه وقع الاختيار على المشاريع الثلاثة المذكورة، اثنان منها توجد في توزر وآخر في بنزرت، من بين 150 مشروع مترشح من مختلف ولايات الجمهورية. ويهدف مشروع "يرشرش"، وفق صاحبه سالم بن سالمة، وهو متصرف عام بمركز البحوث الفلاحية بدقاش، "الى تحسين التصرف في مياه الواحات، إذ يأخذ بعين الاعتبار حاجة الواحات الى الماء و تحسين المناخ المسؤول على جودة التمور لوقايتها من عديد الحشرات". وتابع، "ان المشروع يوفر، ايضا، للفلاح تقنية زراعية لها دور مزدوج، حيث تقلص كميات المياه المستعملة للري مع تامين مناخ ملائم للواحة". وأوضح بن سالمة انه يتم التحكم في هذه التقنية عن طريق مجسات وتطبيقة إعلامية تعمل بالأساس على تلطيف درجات الحرارة كلما ارتفعت باستعمال المياه من أجل المحافظة على جودة التمور. وبين الشاب المبادر، أنه تم إنجاز مشروع " يرشرش" في اطار تشاركي مع المركز الفني للتمور والمؤسسة الناشئة " أنجينيرينغ" و المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بتوزر. وشدد على ان الهدف المنشود لهذه المبادرة هو، أساسا، "الحد من تأثير التغيرات المناخية وتوفير فرص التأقلم معها، خاصة باعتبار ان أن المنظومات الفلاحية هي الأكثر هشاشة في علاقة بنقص تساقطات المياه وارتفاع درجات الحرارة". وقالت صاحبة مبادرة " وات ديسال"، منى لمين، وهي مهندسة في في جيولوجيا البيئة، أن مشروعها يتثمل في إنجاز منظومة تقنية تهدف إلى التقليص من ملوحة مياه الري. وقد نجحت التجربة لحد الآن في التقليص من الملوحة بنسبة تفوق 25 بالمائة. مضيفة بالقول، " انطلقت الفكرة من نفور الفلاحين من استخدام المياه المستعملة، التي من شأنها أن تتسبب في الأمراض". وبين صاحب مشروع "توزر ايكو بالم" ( توزر الواحة المستدامة)، ياسين براني، وهو أستاذ جامعي أن مشروعه يندرج في اطار تحسين التصرف في الموارد المائية في ظل وجود اشكال كبير يتعلق بالتصرف في مياه الري خاصة في الواحات. واقترح براني، من خلال فكرته، حلا علميا يتمثل في استعمال "الري الفقاعي" عوضا عن "الري بالغمر" الذي يساهم في ضياع كميات كبيرة من الماء في الضيعات الفلاحية بالواحات. ولفت الى أن المشروع يتضمن تقنية جديدة بسيطة ترتكز على قنوات لمد النخيل بكمية من الماء اللازم لنموها، موضحا انه وقع تطببيق هذا النظام للري العصري في ضيعتين نموذجيتين وحظي بردة فعل إيجابية من قبل الفلاحين. وأشار صاحب المبادرة، أن المشروع تمت بلورته بمشاركة مركز البحوث للفلاحة الواحية بدقاش واتحاد الفلاحين بتوزر وديوان تربية الماشية بتونس إلى جانب تشريك الفلاحين. تجدر الإشارة إلى أن برنامج " كولاب" ممول من طرف وزارة الخارجية الفرنسية وهو برنامج مشترك بين ثلاثة أطراف، وهم "مايك سانس أفريكا" وبوند اينوف" ومعهد البحوث من اجل التنموية بفرنسا. علما وأن البرنامج سيتواصل لدعم مشاريع أخرى، وفق ما أكده المكلف بالمشروع في تونس، أحمد بوغانم، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء. تابعونا على ڤوڤل للأخبار