يعقد اتحاد إذاعات الدول العربية، مؤتمره الثاني للإعلام العربي بتونس العاصمة يومي 13 و14 جانفي الجاري، لمناقشة موضوع "الهيمنة الرقمية العالمية وسبل مجابهتها عربيا". ولدى حديثه عن دوافع اختيار هذا الموضوع، أكد المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية عبد الرحيم سليمان، في ندوة صحفية انتظمت اليوم الخميس بمقر المنظمة بتونس العاصمة، أن الهيمنة الرقمية العالمية تعتبر أبرز مواضيع الساعة التي تطرح عديد التحديات بالنسبة إلى العالم العربي وعديد مناطق العالم الأخرى. واعتبر أن الثورة الرقمية، بقدر ما كانت نشأتها واتساع رقعتها والحلول التي وفرتها والآفاق التي منحتها محل ترحيب لدى الكثيرين، الا أنها في المقابل لم تخلُ من تأثيرات جانبية عميقة عانت ولا تزال تعاني منها البلدان التي لم تساهم في التغيير واكتفت باستهلاك تقنياتها. ولاحظ أن الإعلام وخاصة منه السمعي البصري، يعدّ اليوم أحد أهم الواجهات لهذه الثورة الرقمية التي تواجه تلك التحديات والتي يجب مناقشتها ومعالجتها بوعي كامل في العالم العربي. ... كما أوضح أن الموضوع الرئيسي لهذا المؤتمر الثاني، ستتفرّع عنه محاور أخرى من بينها التحديات المطروحة في الوطن العربي في المجال الثقافي والاجتماعي والإعلامي، وكذلك في مجال الاقتصاد الرقمي والضريبة الرقمية، وفي مجال حماية المعطيات الشخصية والأمن السيبراني. وأفاد بأن المؤتمر سيستعرض الجهود العربية في هذا المجال، من خلال التعرف على تجارب عدد من الدول العربية في إرساء سياسات وطنية للتعامل مع الهيمنة الرقمية العالمية، على غرار التجارب الأردنية والعراقية والمصرية واللبنانية والسعودية والمغربية. وأضاف أنه سيتمّ كذلك إثراء المؤتمر بمداخلات عن تجارب عالمية عن الهيمنة الرقمية وسبل التوقي منها، على غرار التجربة الأوروبية والآسيوية والأمريكية، إلى جانب استعراض آراء شركات التكنولوجيا الرقمية العالمية في الموضوع. وأكد سليمان، أن خطة العمل والاستراتيجية المقترح اتباعها عربيا ستكون إحدى أبرز محاور المؤتمر، من خلال طرح عديد الأفكار والمقترحات والتصورات في مجال المحتوى الرقمي والمجالين التكنولوجي والتشريعي، وفكرة إنشاء منصة أو منصات عربية كخيار أمن للمنطقة العربية للمحافظة على قيمها المشتركة. ويسعى اتحاد إذاعات الدول العربية، من خلال تسليط الضوء على موضوع "الهيمنة الرقمية العالمية وسبل مجابهتها عربيا"، إلى وضع مناهج في مجال المحتوى، تتعلّق أساسا بتطوير الإنتاج الرقمي العربي وحماية الأطفال والخصوصية الفردية، والتصدي لخطاب الكراهية والعنصرية والأخبار الزائفة، فضلا عن تعزيز تدريب الإعلاميين العرب على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتوظيف التقنيات الرقمية الجديدة. أما في المجالين التكنولوجي والتشريعي، فسيتمّ العمل على صياغة آليّات تنظيم منصات بث الفيديو عبر الانترنات، وتحديث التشريعات الضرورية المتعلقة بالإعلام والاقتصاد الرقمي، والحفاظ على أمن البيانات والمعلومات الشخصية، وإنشاء مرصد عربي للقطاع السمعي البصري. وسيسجل هذا المؤتمر، وفق المنظمين، حضور عديد الجهات المعنية داخل المنطقة العربية وخارجها، مثل جامعة الدول العربية والمنظمات العربية المتخصصة ووزراء الإعلام العرب والاتحادات الإذاعية الإقليمية، وشركات الإعلام الرقمي العالمية وخبراء عرب ودوليين في مجال الإعلام والاقتصاد وعلم الاجتماع. وستعرض نتائج الدورة الثانية من مؤتمر الإعلام العربي على مجلس وزراء الإعلام العرب، الذي سيتولى بعد مناقشتها والمصادقة عليها رفعها في شكل توصيات إلى القمة العربية. تابعونا على ڤوڤل للأخبار
