يحطّ المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء رحال دورته الرابعة في قرية الجرسين بولاية قبلي وذلك من 1 إلى 5 ماي 2024 تحت شعار "الصحراء تحتفي بفلسطين"، وبمشاركة 23 دولة. وقد تم تنظيم الدورة التأسيسية في الصابرية والدورة الثانية في بشني وأقيمت الدورة الثالثة في النويل قبل أن يقع اختيار الجرسين لتستضيف الدورة الرابعة. // احتفاء بفلسطين // ... واختارت الهيئة المديرة لهذا المهرجان أن تكون فلسطين ضيف شرف الدورة، وذلك دعما للقضية الفلسطينية، حيث سيتم عرض مسرحية (بأم عيني – نكبة 1948) للفنان الفلسطيني غنام غنام. وتسلط هذه المسرحية الضوء على يوميات الفلسطينيين وتمسكهم بكل معاني الوطنية والحق والهوية. وهذا العمل هو الثالث في رصيد غنام غنام بعد "عائد إلى حيفا" و"سأموت في المنفى" وهي عروض تقدم في فضاءات مفتوحة لا على خشبة مسرح مغلق. // دعم اللامركزية // ويهدف هذا المهرجان الذي أسسه ويشرف عليه المخرج المسرحي حافظ خليفة، إلى خلق مشهديّة مسرحيّة جديدة والمساهمة في الحراك الثّقافي في المنطقة، وتأكيد مبدأ لامركزية الثقافة، مع دعم روابط جسور التواصل بين فنانين القارات الخمس وأهالي الجنوب عشاق الصحراء المتعطشين للفن وللفرجة وللتكوين. // سينوغرافيا طبيعية // ويتضمن برنامج هذه الدورة عديد العروض المسرحية والورشات بمساهمة مبدعين من تونس ومن الخارج. ويؤكد حافظ خليفة أن هذا المهرجان هو قافلة ثقافية متنقلة إذ تغوص في عمق الصحراء حاملة معها شكلا فرجويا جديدا لفك العزلة الثقافية عنها معتمدا على "عروق الرمل " والمساحات الصحراوية الممتدة كسينوغرافيا طبيعية لخلق جمالية مشهدية الفيافي في كل ربوع الجنوب. ووفق ورقة تقديمية فإن فكرة المهرجان الأساسية تتمثّل بالخصوص في تحويل وجهة العروض المسرحيّة من الفضاءات المغلقة إلى الصحراء الممتدة واتّخاذ رمالها ركحا واستغلال الكثبان الرمليّة الصّافية كمدارج مهيّأَة طبيعيّا للجمهور، وذلك بهدف الإسهام في السّياحة الثّقافيّة وخلق فضاءات جديدة للعروض وجعل الأهالي يكتشفون مدى ثراء واقعهم ومحيطهم والاعتزاز بمكتسباتهم الطبيعية وأيضا لتكون ولاية قبلي وصحاريها تشع عالميا وفق الرؤية الفنية الجمالية والإخراجية لحافظ خليفة. // تشريك المناطق المحاذية لجرسين // وتتميز الدورة الرابعة التي ستقام في صحراء منطقة الجرسين بتشريك المناطق المحاذية مثل الكيلبية وواحة سكوليو في احتضان الورشات والندوات العلمية. كما ستتوزع العروض على عدة فضاءات منها مدرسة الجرسين والمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقبلي وغابة شينيليا بالجرسين ودار الشباب بقبلي والمدرسة الإعدادية بالجرسين ومركز الدفاع والاندماج الاجتماعي بقبلي ودار صالح الصويعي للفنون بدوز والمخيم الصحراوي بقبلي القديمة وواحة الشكرية بالجرسين والنادي الثقافي الجرسين ودار الثقافة ابن خلدون بسوق الأحد بقبلي. // عروض تونسية ودولية // وعلى مدى خمسة أيام سيكون الجمهور على موعد مع مجموعة من العروض التونسية والدولية الموجهة للأطفال والكهول، من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وإيطاليا ولبنان والعراق وإيران والهند ورومانيا والبرتغال وسويسرا وبلجيكا وكندا وإسبانيا وألمانيا. وإلى جانب العروض سيتم تكريم عديد الأسماء الفاعلة على المستوى الوطني والعالمي من تونس ومن لبنان وإيران وكوريا الجنوبية. // ندوة وورشات // وتم اختيار "الحكاية الشعبية" لتكون محور الندوة العلمية لهذه الدورة وسيشارك فيها عديد الحكواتيين من تونس والخارج منهم اللبنانية سارة قصيرة وصالح الصويعي وهشام درويش والعروسي الزبيدي والبغدادي عون والفنان المسرحي الفلسطيني غنام غنام. كما سيكون رواد المهرجان على موعد مع مجموعة من الورشات التي سيشرف عليها أساتذة ومؤطرون من تونس والسويد وبولونيا ورومانيا وإيطاليا. وتتمحور الورشات حول "مسرح الفوروم" و"الرقص المسرحي" و"فن صناعة الأقنعة" و"مسرح الارتجال" و"مسرح الإدماج" و"فن الفروسية" وغيرها. كما تتضمن البرمجة تنظيم يوم بيداغوجي لفائدة الأساتذة والمعلمين ومتفقدي التربية حول فن الحكاية والبيداغوجيا المسرحية والحكاية الشعبية والتحولات المسرحية من تونس. كما سيتم بالمناسبة تقديم كتاب "الحكاية التاريخية" للدكتور زهير بن تارديت. // أنشطة موازية // وبالتوازي مع البرمجة الرسمية للمهرجان، سيكون رواد هذه التظاهرة وضيوفها على موعد مع مجموعة من الأنشطة الموزاية منها زيارات فنية وترفيهية إلى توزر ودوز وإلى موقع تصوير شريط "حرب النجوم"، وبرنامج شبابي (مخيمات) في الصحراء. تابعونا على ڤوڤل للأخبار