خيبة أخرى كبيرة جدا تضاف إلى المنتخب المارشاني بعد هزيمة بوتسوانا... مهزلة أخرى جديدة يهدينا إياها منتخبنا... مهما تكن الأسباب والمبررات لهذه النتيجة المهينة المذلة المخيبة للآمال التي جناها المنتخب في مباراته ضد المالاوي... مهما يُذكر عن اللاعبين بأنهم ليسوا في المستوى وأننا في تونس نفتقر إلى اللاعبين الأفذاذ القادرين على تقديم الإضافة فإن الواجب يقتضي أن يقع التحرك العاجل لإيقاف هذه النزيف وللتصدي لمن يسيؤون إلى كرة القدم التونسية مع سبق الإضمار والترصد... إلى متى هذا العجز؟! إلى متى هذا الانهيار؟! إلى متى هذا الانحلال؟! إلى متى هذا الخور؟! إلى متى هذه الفضائح؟! إلى متى هذه المهازل؟! إلى متى يستبيحنا الآخرون الذين كانوا ومازالوا أصغر منا بكثير؟! إلى متى يعبث بنا الآخرون؟! لا بد من وقفة حازمة... لا بد من محاسبة المسؤولين كل المسؤولين على هذه المهازل والفضائح والخيبات والنكبات والركزات المتتالية التي صارت علامة مميزة وماركة مسجلة لمنتخبنا... دار حديث في الساعات الأخيرة حول إمكانية إقالة أو استقالة المدرب بارتران مارشان بعد استمرار مسلسل الفضائح... إن مثل هذا القرار لا بد منه لأن هذا المدرب فاشل على طول وغير قادر على قيادة منتخبنا إلى بر الأمان... من الآن يذهب في حال سبيله أفضل من أن تتعقد الأمور أكثر ويصعب معها إيجاد الحلول المناسبة إن بقي... ليذهب مارشان في حال سبيله لأن ليس لديه ما يقدمه للمنتخب وهو أعجز من أن يفيده ويقدم إليه الإضافة، لنفترض أن لاعبينا إمكانياتهم محدودة وليسوا في المستوى وهذا ما يردده الكثيرون (يقال دائما ما عندناش ملاعبية) فهل يعقل أن نأتيهم بمدرب محدود الإمكانيات لا قدرة له على تسيير المجموعة والسيطرة عليها والتحكم فيها وإبلاغها أو تلقينها أفكاره في التدريب؟؟!! المنطق يقول يجب أن نأتيهم بمدرب قوي على جميع الأصعدة حتى لا تنفلت الأمور من يده وحتى يحسن التعامل مع المجموعة المتوفرة له والموضوعة تحت تصرفه وحتى على الأقل لا تزداد ضعفا على ضعفها وحتى تحافظ على الحد الأدنى المطلوب ولا تنزل تحته، والحد الأدنى المطلوب في قضية الحال هو أن ينتصر المنتخب التونسي بملعب رادس دونما نقاش على المنتخبين البوتسواني والمالاوي اللذين مهما تحسن مستواهما وفي المقابل مهما كان لاعبو المنتخب ذوي إمكانيات محدودة فإنهما لا يمكن أن يمثلا عقبة أمام منتخبنا تحول دون أن يحقق الانتصار ولا شيء غيره في ملعب رادس بالذات ... ولكن إذا ذهب مارشان فليرحل ويذهب معه من جاء به وبشّر به مدربا منقذا للمنتخب وللكرة التونسية... من سلط مارشان على المنتخب ومن ورط الكرة التونسية به لا يصلح أبدا أن يستمر في موقعه ولا يمكن أن يكون أهلا لأن يواصل اضطلاعه بمسؤولية تسيير كرة القدم التونسية... عليه أن يعترف بأخطائه ويذهب في حال سبيله... عُين مارشان على رأس المنتخب لأنه "بخس الثمن"، ومتى كانت القدرات والإمكانيات في التدريب تقاس بالمال؟! ألم يسمع من عين مارشان مدربا للمنتخب بذلك المثل البليغ الذي يقول: "إذا عجبك رخصه لوّح نصّه" بل ألقه كله؟! وهل يعقل أن يقبل من عينه مدربا للمنتخب بشرط دفع غرامة مالية تقدر بأكثر من 600 ألف دينار في حال إقالته؟! هم فكروا في ثمنه البخس عند التعاقد معه ولكن لم يفكروا في مهره الغالي عند الإقالة التي تعد أمرا واردا جدا في كرة القدم... إذا ذهب مارشان فليذهب معه عدد من اللاعبين المنتمين إلى المنتخب، وفي مقدمة هؤلاء كريم حقي الذي أفلس ولم يعد لديه شيء يقدمه إلى المنتخب والذي أصابته "الدعوة" والغرور منذ توليه قيادة المجموعة وفي المقابل تراجع مردوده وأصبح لاعبا أقل من عادي حتى أن المنتخب لم يعرف نتائج طيبة وهو قائد للمجموعة وعاش نكسات كثيرة، وأيضا عصام جمعة الذي توترت علاقته بالجماهير الرياضية بتونس ومن الصعب جدا أن يقدر على تقديم المردود المطلوب منه، فالجماهير لم تعد تغفر له ما يقوم به من أخطاء حتى وإن كانت بسيطة مثل خطأ ترويض الكرة الذي قم به في مباراة المالاوي، فلو أن لاعبا آخر عوضا عن عصام جمعة قام به فهل ستحتج عليه الجماهير الحاضرة بتلك الكيفية؟؟ طبعا لا. وهو بدوره رد الفعل على ذلك الاحتجاج بطريقة كلها استفزاز وعدم احترام لتلك الجماهير، وبالتالي من الصعب جدا أن تتحسن العلاقة بين الطرفين حتى بعد اعتذار عصام جمعة، ومن الأحسن لما فيه مصلحة للمنتخب وللاعب أن يذهب عصام جمعة في حال سبيله... إذا ذهب مارشان فلتحصل في المنتخب كثير من التغييرات الجذرية والضرورية حتى تنصلح حاله وحتى يبتعد عنه صانعو المهازل والفضائح والخيبات...