استقبل رئيس مجلس نواب الشعب ،ابراهيم بودربالة ،اليوم الخميس، بقصر باردو، وفدا من الحزب الشيوعي الصيني برئاسة لي شولاي، عضو المكتب السياسي وعضو الأمانة العامة ووزير دائرة الاعلام للجنة المركزية، الذي كان مرفوقا بسفير جمهورية الصين الشعبية بتونس، وان لي. وأتاحت المحادثة، حسب بلاغ إعلامي للمجلس، المجال للتأكيد على عراقة علاقات الصداقة والتعاون التي تربط بين تونس و الصين في مختلف المجالات، والعمل المشترك على توطيدها في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يساهم في مزيد تعزيز التعاون الثنائي ويرتقي به إلى مستوى تطلّعات الشعبين الشقيقين. و أبرز الجانبان دور العلاقات البرلمانية في دعم التعاون التونسيالصيني على مختلف الأصعدة وشدّدا على ضرورة العمل المشترك من أجل مزيد دفعها ولاسيما عبر اللّقاءات المنتظمة وتبادل الزيارات والتجارب والخبرات. وتمّ في جانب آخر من هذه المحادثة التطرّق إلى ما تشهده الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلّة من تأزّم جرّاء إمعان الكيان الصهيوني في ممارسته القمعية ومواصلة اعتداءاته الغاشمة في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية. وأبرز الجانبان ضرورة تعزيز المجهودات المشتركة لحشد الدعم الدولي من أجل الوقف الفوري لحرب الإبادة والتقتيل والتصدّي لهذه الجرائم ضد الإنسانية و الاعتداءات الغاشمة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني الأعزل خاصة في قطاع غزّة. وأكد رئيس الوفد الصيني ما توليه بلاده من أهمية لعلاقاتها مع تونس، مبيّنا أن الوفد الذي يرافقه في هذه الزيارة يترجم هذه المكانة المتميّزة، ويبرز كذلك رغبة الصّين في دفع نسق التعاون خاصة في المجالات الاقتصادية والأكاديمية والثقافية والتكنولوجية وتحقيق التواصل بين رجال الأعمال من البلدين عبر تكثيف فرص الاستثمار وبعث المشاريع في تونس من قبل عديد المؤسسات الاقتصادية الصينية. وأبرز في ذات السياق ما تتمتّع به تونس من حضارة عريقة ومن مخزون تاريخي يوفّر أرضية ملائمة لتعزيز التعاون في المجالين السياحي والثقافي. وتطرق المسؤول الحزبي الصيني إلى دور البرلمانيّين في تجسيم الأهداف المنشودة، وأبلغ رئيس مجلس نواب الشعب بالمناسبة تحيات نظيره رئيس المجلس الشعبي الوطني الصيني، معربا عن التطلّع لزيارة وفد من مجلس نواب الشعب الى الصين. وأكد من جهة أخرى تطابق وجهات النظر بين تونسوالصين فيما يتعلّق بقضايا التحرّر في العالم، مبرزا الدور المحوري الذي يضطلع به البلدان في العلاقات الثنائية ومتعدّدة الأطراف وفي التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية. من جهته ثمّن إبراهيم بودربالة ما يبديه الجانب الصيني من استعداد دائم لتعزيز التعاون القائم بين البلدين، والذي قال انه " يترجم عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين". ونوّه بالتطور المستمر الذي تشهده العلاقات، في ضوء الحرص المشترك على توظيف الشراكة القائمة بين البلدين في تعزيز توجهاتهما التنموية وتحقيق مصالح الشعبين الصديقين. وأشار في هذا الصدد الى تطور التعاون الثنائي وما توليه تونس من أهمية لمزيد دفعه خاصة في المجال التجاري والاقتصادي والصحي والثقافي وكذلك الأكاديمي. وأكّد تقدير تونس لما تحقّقه الصين من تطوّر متواصل خاصة في المجال التكنولوجي، معربا عن الرغبة في الاستفادة منه في سياق مواكبة الثورة التكنولوجية والتحوّلات التي يشهدها العالم في هذا المجال. وأبرز بودربالة ما يقوم به مجلس نواب الشعب من عمل من أجل تنمية علاقات تونس الخارجية وتعزيز تعاونها في كل الميادين مشيرا في هذا الاطار إلى تكوين مجموعة التعاون البرلماني مع بلدان آسيا واستراليا والتي ستهتم، حسب قوله، بالتعاون البرلماني مع جمهورية الصين الشعبية وستكون إطارا ملائما لتعزيزه. وبعد أن أكّد تطابق وجهات النظر بين تونسوالصين في ما يهم القضايا ذات الاهتمام المشترك، ثمّن دور الصين في نصرة قضايا الحق والعدالة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، مؤكّد استعداد تونس الدائم للاضطلاع بالدور الموكول لها في تقريب وجهات النظر على مختلف المستويات، وإيجاد الاليات لتوحيد الرؤى بخصوص القضايا الإقليمية والدولية. وحضر اللقاء نائبا رئيس المجلس سوسن المبروك والسيد الأنور المرزوقي، والنائب مساعد الرئيس المكلف بالعلاقات الخارجية والتونسيين بالخارج والهجرة ضحى السالمي، وأعضاء مجموعة التعاون البرلماني مع بلدان آسيا وأستراليا.