أُعلن فجر اليوم الخميس عن التوصل إلى اتفاق مبدئي بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، برعاية مصرية ووساطة قطرية وأميركية، حول المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بقطاع غزة، بعد أكثر من عامين من الحرب المتواصلة. وقف لإطلاق النار وتبادل للأسرى تشمل المرحلة الأولى من الاتفاق وقفًا لإطلاق النار لم يُحدد موعد دخوله حيز التنفيذ بعد، إضافة إلى عملية تبادل للأسرى، تُفرج بموجبها حماس عن 20 أسيرًا إسرائيليًا على قيد الحياة، مقابل إطلاق سراح أكثر من ألفي أسير فلسطيني، من بينهم 250 محكومًا بالمؤبد و1700 معتقل منذ بداية الحرب. وأكد مصدر فلسطيني مطلع أن عملية التبادل ستُنفذ خلال 72 ساعة من بدء تطبيق الاتفاق، مشيرًا إلى أن جميع الفصائل الفلسطينية وافقت على البنود. إدخال المساعدات وعودة النازحين ينص الاتفاق أيضًا على إدخال 400 شاحنة مساعدات يوميًا إلى قطاع غزة خلال الأيام الخمسة الأولى من الهدنة، مع إمكانية زيادة العدد لاحقًا. كما يسمح الاتفاق بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة وشمالها فور بدء تنفيذ الهدنة. وفي ما يخص الانسحاب العسكري، نقلت شبكة "آي بي سي" الأميركية عن مسؤول في البيت الأبيض أن الجيش الإسرائيلي سيبدأ انسحابه إلى الخط الفاصل خلال 24 ساعة من الموافقة الرسمية على الاتفاق. أما رفات الأسرى الإسرائيليين المتوفين، فقد أفاد مصدر لصحيفة نيويورك تايمز أن إعادة نحو 28 جثمانًا ستتم على مراحل، نظرًا لصعوبة تحديد مواقع بعضهم في الوقت الراهن. التوقيع الرسمي خلال الساعات القادمة لم يُعلن الوسطاء بعد عن موعد دقيق للتوقيع الرسمي، غير أن مصادر فلسطينية رجّحت أن يُعقد في مصر ظهر اليوم الخميس. ومن الجانب الإسرائيلي، من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني والحكومة مساء اليوم لإقرار الاتفاق نهائيًا. الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف الاتفاق بأنه "خطوة أولى نحو سلام قوي ودائم وأبدي"، مضيفًا أن إطلاق سراح الرهائن وانسحاب إسرائيل إلى الخط المتفق عليه يشكلان بداية نهاية الحرب. احتفالات في تل أبيب وموقف الوسطاء شهدت تل أبيب احتفالات في ساحة "الرهائن" بعد الإعلان عن الاتفاق، حيث رفع أقارب الأسرى الأعلام الإسرائيلية مرددين شعارات تدعو لعودة المحتجزين سالمين. من جانبه، أكد الناطق باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن الجانبين "وافقا على جميع بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بما يؤدي إلى إنهاء الحرب والإفراج عن المحتجزين ودخول المساعدات الإنسانية". ما بعد المرحلة الأولى تتضمن خطة ترامب المكونة من 20 نقطة مراحل لاحقة تشمل نزع سلاح حركة حماس، وتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية بإشراف دولي، إلى جانب إنشاء "مجلس سلام" برئاسة الرئيس الأميركي لمتابعة التنفيذ. ووفق قيادي في حماس، فإن المفاوضات حول المرحلة الثانية ستبدأ فور تنفيذ المرحلة الأولى، بينما لا تزال الأسئلة مفتوحة حول مستقبل حكم قطاع غزة وموقع حماس بعد الحرب. زيارة مرتقبة لترامب إلى المنطقة أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي يفكر في زيارة المنطقة خلال الأيام القادمة، فيما وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة رسمية له لإلقاء كلمة أمام الكنيست. وبذلك، يُعد هذا الاتفاق أول انفراجة سياسية كبرى منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، وسط آمال دولية بأن يُشكل بداية مسار سياسي ينهي الصراع الدامي ويعيد الاستقرار إلى قطاع غزة.