يمثل شهر ديسمبر فرصة هامة للتوعية والوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة "السيدا"، ودعوة ملحة لتعزيز التثقيف حول الفيروس وتحسين الوصول إلى خدمات الوقاية والعلاج، ومكافحة الوصم الاجتماعي المرتبط به. ويبلغ العدد الجملي للأشخاص المتعايشين مع الفيروس والخاضعين للعلاج في تونس 2236 شخصا إلى حدود ديسمبر 2024 من بينهم 200 أجنبي مقابل 415 حالة جديدة خلال السنة الماضية تم اخضاعها مباشرة للعلاج، ووفاة 36 مصابا، مع احتمال أن يكون العدد الفعلي للوفيات أعلى بسبب تسجيل وفيات في أقسام صحية خارج الأقسام المخصصة لمعالجة الفيروس أو في المنازل دون إدراجها في السجلات الرسمية، وفق منسق البرنامج الوطني لمكافحة فيروس "السيدا" بإدارة الرعاية الصحية الأساسية سمير المقراني الذي ذكر ايضا في تصريح سابق لصحفية "وات" انّ المنظومة العلاجية الحالية ترتكز على أربعة مراكز رئيسية موجودة بالعاصمة وولايات صفاقس وسوسة والمنستير. ويساعد الكشف المبكر عن هذا المرض وتمكين المصاب من العلاج في الوقت المناسب، على انقاذ حياة المريض، لذلك تكثف المؤسسات الصحية بمختلف الولايات خلال شهر ديسمبر الجاري حملاتها التوعوية والتحسيسية للتوقي من مرض فقدان المناعة المكتسبة تحت شعار "الوقاية خير من العلاج". وأفادت القابلة بمركز الصحة الإنجابية بسليانة سهام الفيضة في تصريح لصحفية "وات" بأن شهر ديسمبر هو شهر التوعوية والتثقيف بالأمراض المنقولة جنسيا ومن بينها "السيدا"، لافتة إلى أن هذا المرض لا يحتوي على أية أعراض ويتم الكشف عنه عن طريق إجراء تحاليل سواء في مركز الصحة الإنجابية أوالمستشفيات وبصفة مجانية سرية (عدم الكشف عن الاسم). واوضحت أن المرض ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية غير المحمية والعلاقات المتعددة والدم، واكدت انها تتنقل دائما إلى مراكز الصحة الأساسية بمختلف المعتمديات لتوعية الشباب والنساء والرجال سواء المتعلمين أو غير المتعلمين والمنقطعين عن الدراسة بضرورة التوقي من مرض نقص المناعة المكتسبة. بدورها، كشفت قابلة الإشراف بالإدارة الجهوية للصحة كريمة العربي، أنّ نسبة انتشار فيروس "السيدا" تبلغ 0.1 بالمائة على مستوى وطني، ويمكن التقليل من الإصابة من خلال تكثيف الحملات التوعوية و التحسيسية، واعتبرت ان المرض يصبح بمثابة المرض المزمن في حال كانت الحمولة الفيروسية ضعيفة لدى المصاب والإقبال على العلاج بطريقة صحيحة ودورية. وبينت أنّ المتسبب الرئيسي في هذا المرض هي السلوكيات المحفوفة بالمخاطر في نوعية العلاقات الجنسية، مما يستدعي مزيد تكثيف الحملات التوعوية، مؤكدة أن العلاج متوفر وبصفة مجانية بالمؤسسات الصحية، وبدون ذكر الاسم، داعية المصابين إلى الإقبال على طلبه. وافاد عدد من مكونات المجتمع المدني بالجهة، بأن الجانب التوعوي والتحسيسي بخصوص هذا المرض شبه منعدم مقارنة بحملات التوعوية المتعلقة بالسرطانات الأنثوية والرضاعة الطبيعية. تابعونا على ڤوڤل للأخبار