قدّم الأستاذ المبرّز في الجغرافيا والباحث في علم المناخ عامر بحبة توضيحات مفصّلة حول التقلّبات الجوية المنتظرة خلال الأيام القادمة، مؤكدا أن البلاد مقبلة على اضطرابات نشطة ناتجة عن مرور منخفضين صحراويين سيتسببان في نزول كميات هامة من الأمطار على أغلب الولايات. وأوضح بحبة، في مداخلة على إذاعة الديوان ضمن برنامج "60 دقيقة"، أن الوضع الجوي يسجّل منذ أيام استقرارا في العوامل المناخية، مع درجات حرارة عادية وغياب موجات البرد، غير أن بداية التأثيرات الجديدة ستظهر بداية من مساء الجمعة وصباح السبت عبر أمطار خفيفة تشمل السواحل الشرقية وخاصة ولايات الساحل والمهدية ونابل، وتتراوح كمياتها بين 1 و10 مليمترات وقد تبلغ 15 مليمترا محليا. وينطلق تأثير المنخفض الأول مساء يوم 15 ديسمبر ليتواصل إلى يوم 16 من الشهر نفسه، حيث سيتدرج دخوله من الجنوب الغربي نحو بقية الولايات، انطلاقا من توزر وقفصة وقبلي وتطاوين ثم القصرين، قبل أن يمتد إلى قابس وصفاقس والساحل والقيروان وصولا إلى الشمال الشرقي. ومن المنتظر أن تكون الأمطار خلال هذه المرحلة عامة وذات كميات متوسطة إلى طيبة وقد تكون هامة محليا، على امتداد تأثير يتراوح بين يوم ويوم ونصف. iframe loading=lazy src="https://www.facebook.com/plugins/video.php?height=314&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fsevensharp%2Fvideos%2F2316546658817280%2F&show_text=false&width=560" class=divinside scrolling=no frameborder=0 allowfullscreen=true allow=autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen=true أما المنخفض الثاني، الذي يُنتظر أن يبدأ تأثيره ليلة 17 ديسمبر ويبلغ ذروته يوم 18 ديسمبر، فيُتوقع أن يكون أكثر أهمية، سواء من حيث اتساع رقعة تأثيره أو حجم الأمطار المنتظرة. وستشمل هذه الأمطار أغلب ولايات البلاد مع تسجيل كميات غزيرة محليا، خصوصا في الوسط والجنوب الشرقي، وقد يتجاوز المجموع العام للأمطار خلال الفترة الممتدة بين 15 و20 ديسمبر مائة مليمتر في بعض المناطق. كما ستتواصل التقلبات على امتداد عدة أيام بشكل متقطع، وهو ما يجعل هذه الفترة من أبرز الفترات المطرية المنتظرة منذ بداية الموسم. وأشار بحبة إلى أن المنخفضات الصحراوية تاريخيا كانت وراء أهم الفيضانات التي شهدتها تونس، على غرار فيضانات سنتي 1969 و1973 و1990، لكنه شدد في المقابل على أن الوضع الحالي لا يحمل مؤشرات خطيرة، مع ضرورة المتابعة الدقيقة للمعطيات الرسمية في حال حدوث تطورات استثنائية. وبالتوازي مع الأمطار، أكد الباحث أن الضباب الكثيف سيظل ظاهرة بارزة خلال الليل والساعات الأولى من الصباح على عديد المناطق، مع انخفاض للرؤية قد يصل أحيانا إلى أقل من 50 مترا، خصوصا قرب الغابات والسدود والمناطق الساحلية. ودعا مستعملي الطرقات إلى توخّي الحذر الشديد واحترام قواعد السياقة في مثل هذه الظروف. وتبقى هذه الاضطرابات، وفق عامر بحبة، فرصة لتعزيز الموارد المائية التي عانت نقصا واضحا خلال الفترة الماضية، خاصة في ولايات الوسط والجنوب، على أمل أن تساهم الأمطار المنتظرة في تحسين منسوب السدود وجريان الأودية خلال الأيام القادمة. تابعونا على ڤوڤل للأخبار