تحيّة واحتراما، السيد رئيس الوزراء ، تخاطبكم اليوم الهيئة المديرة للنادي الافريقي من منطلق مسؤوليّتها الوطنية وتعلّقها بالقيم الوطنية المشتركة التي تجمعنا من أجل مصلحة رياضتنا كجزء من المصلحة العامة لوطننا العزيز تونس . انّنا اذ نتشا طر مع كل العائلة الرياضية التونسية ومجمل الغيورين على مصلحة تونس ورياضتها الرفض والاستنكار لظاهرة العنف المستفحلة في ملاعبنا والتي مثّلت الأحداث الأخيرة في مدينة سوسة احدى حلقاتها المتكرّرة - والتي لن تكون الأولى أو الأخيرة في بلادنا أو في أي مكان من العالم - فإننا نتطلّع الى أن يكون اجتهاد السلط المسؤولة في معالجة هذه الظاهرة غير سطحي بحيث يختار الحل الأسهل وهو اقرار منع الجمهور الرياضي من حضور المباريات وإجراء مقابلاتنا الرياضية في ملاعب خالية من الجمهور ان النادي الافريقي علاوة على أنه من أكثر الفرق الرياضية تضرّرا من مثل هذه القرارات التي تحرم قاعدته الجماهيرية العريضة من حضور مباريات فريقها فان هيئة النادي تلفت انتباهكم الى أن قضية حضور الجماهير المباريات الرياضية بالملاعب ليست مجرّد رهان بسيط أو ثانوي انّما هي جزء من تحدّي وطني يفرض نفسه كمقياس لاختبار نجاحنا جميعا في أن نضمن لبلادنا صورة الاستقرار المطلوب في الداخل والخارج ، انّه رهان سياسي ووطني بامتياز نعيد فيه الثقة والأمل في استعادة الاستقرار واستئناف النمط الطبيعي لحياة التونسيين التي كانت فرحة الملاعب وأجواءها الاحتفالية تمثّل جزءا من حياتهم ، ان ملاعب رياضية خاوية ،منقولة صورها على الفضائيات الوطنية والأجنبية لن تفعل غير مزيد اعطاء صورة سلبية عن واقع بلادنا وعجزنا عن توفير الاستقرار المطلوب قاعدة كل ما نصبو اليه من انجازات تنموية تجلب الاستثمار وتدير عجلة الاقتصاد وتعيد الأمل في النفوس . انّنا نقدّر صعوبة الرّهان ولكنّا في نفس الوقت نتطلّع الى أن تكون الحلول المقترحة بعيدة عن التمادي في الخوف من مواجهة مشكل العنف بشكل مباشر وحاسم بتأجيل الحلول واختيار القرار الأسهل وهو منع الجمهور من حضور المباريات الرياضية ، انّنا نقدّر جهد وتعب المؤسّسة الأمنية ومسؤوليّتها الجسيمة في هذا السياق ولكنّنا نريد أن نفكّر في حلول عمليّة أخرى نتحمّل فيها جميعا مسؤوليّتنا تجاه هذا الرهان حتى لا تكون المؤسسة الأمنية هي الوحيدة المسؤولة والمتعهّدة بهذا الجهد وهذه المهمّة ، وإننا في النادي الافريقي ندعوكم الى الاشراف على استشارة وطنية عاجلة تضمّ كل المتدخّلين في هذا الملف للاتفاق والالتزام بخطّة عمل واضحة ودقيقة يقدّم فيها كل طرف مقترحاته من أجل ضمان عودة رياضية بالجمهور وبكل الضمانات المانعة للعنف في ملاعبنا . ان أسهل الحلول هي المنع ، لكن الى متى ؟؟؟ وأصعبها هي التفكير وإيجاد الحلول وخوض التجربة بجرأة الواثق في النفس والمؤمن بأن رحلة استعادة استقرار البلاد لا بد لها على الأقل من بداية وأن لا بدّ لتونس أن تستعيد عافيتها ولتكن الملاعب أولى محطّات هذه المهمّة الوطنية النبيلة. عاشت تونس عاشت الرياضة التونسية عن الهيئة المديرة للنادي الافريقي