بقلم أبو مازن مسكين ذلك الغرّ اللئيم، لمّا تحدّث عن الحجاب فتظاهر أنّه به عليم، وضرب لنا مثلا بصلاته وهو أمر لا يعنينا البتّة لو كان للإسلام فهيم، فالخالق وحده من يحاسب و يمرّر على الصّراط المستقيم، فيفوز المخلوق بالجنان أو يهوي في الجحيم. رأينا متحاملا على ثوابت الإسلام العظيم، وعفّة المسلمة عندما رماها بأقسى نعوت الضّيم. و ذكّره محاوره بقلّة علمه بمنهج النبي الكريم، فتمادى في حماقته ثم ارتبك و تراجع فأضحكنا ذلك الزنيم. ألا يعلم أنّ إبداء الرأي لا يكون إلا بعد الارتواء بالعلم الغزير العميم، وأنّ الكذب على الأزهر وعن المشايخ أمر جديد و قديم، فمن أنكر الحجاب من علماء أرض الكنانة إن كنت به عليم؟ تالله لتأخذنا هذه "النّخبة" إلي الجحيم، فنخسر الآخرة ويلقى بنا في قاع الحميم، و نخسر الدنيا أيضا فتكون الريح و نكون الهشيم. فإسلامهم طقطقة و مكاء وترانيم، مصفّد في البيت هزيل و سقيم، لا يرى النّور ولا يجول في شوارع وأنهج الأقاليم. وهم جيش مدجّج بأسلحة الإعلام كلّما استقدمنا الدّعاة وهالهم الجمع الكريم، قد أزعجونا بترّهاتهم عند مقدم حسّان و العريفي و حجازي وغنيم. ونصّبوا أنفسهم حماة لدين تونسي مستحدث وصيّروا من الدّعاة الشيطان الرّجيم. هم يسخطون كل السّخط على الحجاز وأرضه ولا تهمّهم فلسطين المنكوبة أرض الخليل إبراهيم، وهم مطبّعون و حجّاج لتل أبيب وكريات شمونة و نتساريم. بورك في صراحتك يا من تجنّدت لهؤلاء بالأسئلة فكنت الخصيم، واستقدمتهم الواحد تلو الآخر فارتطموا بصخر عظيم، وتلاشت كبريائهم هنا وهناك ثم تناثرت كالرّميم، فما غنموا احتراما و لا تقديرا و لا حسن تقييم، بل أبدوا مستويات هزيلة في الحوار والسياسة و الفكر السليم. قد أزعجوا القوم ببهتانهم وأباطيلهم التي لا تستقيم، فهم حفنة آراء مشتتة بين قبح الجاهلية وانغماس في رذائل الغرب اللئيم. توهّموا سبر الآراء فواعدوا القوم بالخير والنعيم، إن تنكّروا لأصواتهم التي منحوها و عادوا إلي حياة الرّق وتوجيهات الزّعيم.