بقلم الأستاذ بولبابة سالم هم الذين ساندوا و طبّلوا و فرحوا و هلّلوا و أقاموا الأفراح لانقلاب الجيش المصري على الرئيس المنتخب و الشرعي محمد مرسي مهما اختلفنا مع فكر الإخوان المسلمين . هم الذين هدّدوا الإئتلاف الحاكم في تونس مهما اختلفنا في تقييم أدائه بمصير محمد مرسي وقيادات الإخوان في مصر , و بعضهم بدأ يعدّ القائمات , و ذهب آخرون إلى حدّ التهديد بالعودة إلى محرقة التسعينات الرهيبة التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من التونسيين . هم الذين رفضوا نتائج انتخابات 23 أكتوبر 2011 و خرجوا منها بهزيمة مدوّية و عوض البحث في أسباب رفض الشعب لهم نعتوا الشعب بالجهل و الأمية و الغباء . هم الذين يعملون صباحا مساء على عرقلة المسار الديمقراطي و دعوا الجيش و الأمن للتدخل و الإنقلاب في أكثر من مناسبة . هم الذين يحتقرون أصوات المواطنين البسطاء و يتعاملون بكبرياء و غطرسة و تطاوس غريب مع الناس , لذلك يرفضون المجلس الوطني التأسيسي المعبّر عن الإرادة الشعبية . هم الذين ينظرون إلى الجمهورية التونسية كمقاطعة من حي النصر إلى حمام الأنف { أي العاصمة وحدها } و لا يعيرون اهتماما لتونس الأعماق التي انطلقت منها الثورة . هم الذين يعتبرون الحكم رهينة لمن يرضون عنه ووراثة بينهم و يرفضون من يكون خارج دائرتهم . هم الذين دعوا إلى التدخل الخارجي بكل وقاحة بعد أوّل انتخابات حرّة عاشتها البلاد منذ الإستقلال و قبل أن تتسلّم الحكومة الجديدة مقاليد الحكم . هم الذين يعتبرون النهضة عدوّا لا منافسا سياسيا , وهم أنفسهم منظّرو حقبة الإستئصال الذين عملوا مع بن علي و لعبوا دور البوليس السياسي . هم الدولة العميقة و أزلام النظام القديم من إداريين و إعلاميين و سياسيين الذين فقدوا امتيازاتهم و لا يستطيعون العيش إلا تحت النعال و بعضهم قال بكل صفاقة و تدل على حنينه لتلك الأيام بأن عبد الوهاب عبد الله كان رجل دولة . هم اليائسون من الإنتخابات و و لا يجب أن ننسى أن بعض الشيوعيين يعتبرون الإنتخابات { وهي أرقى ما وصل إليه الفكر البشري من أجل الحكم الرشيد } لا تخدم سوى القوى الرجعية و الرأسمالية , أي لا ثقة لديهم بالشعب الذي يتحدّثون باسمه كل يوم . باختصار شديد , هم الذين يعيشون حالة من القلق و الأرق و التوتّر العصبي و أدمنوا على التدخين و المشروبات الروحية و صاروا زبائن قارّين للصيدليات في انتظار عودة بن علي أو من يشبهه .